عادل حمودة يكتب : واشنطن تحرم مرسى من شعائر الحج إلى البيت الأبيض


آن باترسون تراهن بكل رصيدها على الإخوان.. وواشنطن تفكر فى سحبها
الإخوان وافقوا على تشكيل حكومة إنقاذ وطنى برئاسة البرادعى.. وقطر ترشح العربى كى تزيحه وتسيطر على الجامعة العربية
الاعتداء على الكاتدرائية قدم إلى أوباما أقوى دليل على اضطهاد الأقباط
مصر الثانية فى التحرش بالنساء وتنافس أفغانستان على المركز الأول
■ قائد المنطقة العسكرية المركزية الأمريكية يتحدث عن الجيش المصرى ■ حوار مصرى على الهواء: متى يتدخل الجيش لإنقاذ البلاد من الانهيار؟
البلد التى تعاقب بالضرب يدا لأنها كتبت كلمة «حب».. تجبرها على كتابة كلمة «اغتيال» بحروف من طلقات الرصاص.
عشنا زمناً كان فيه الحاكم عاشقاً.. وجئنا إلى زمن أصبح فيه الحاكم قاتلاً.
لا أفقر من سياسى يحكم.. ولا يمتلك ذكريات.
لا تعرف السلطة والثروة والشهرة الأمان العاطفى.. يحتاج صاحبها أن يسقط أو يفلس أو يتجمد فى العتمة ليختبر القلوب من حوله.. لابد أن تنقلب الأيام عليه ليستقيم حكمه على الناس.
الحداد ليس فيما نرتديه.. وإنما فيما نراه.
واجه إرهاب الرصاص بالغناء.. لو واجهته بالدموع قتلك.
غير المسموح لمن يلعب مع الحيتان الكبيرة أن ينام.. وإلا انتهى فى جوفها.
عندما يحكم الإرهاب ليس أمام الناس سوى الاختيار بين الموت أو الصمت.
الثورة.. المؤامرة.. الديمقراطية.. الشعبية.. التضحية.. الميدان.. الشهيد.. المناضل.. المستقيم.. الكافر.. الجيش.. كلمات فى حاجة إلى إعادة نظر بعد أن أجبرناها على الزنى.
الحكام الذين تدربوا على القتل باسم الله يريدون بيئة نظيفة.. خالية من الكلمات الجميلة.. فهم يخشون الفتحة والضمة والكسرة.. ولا يعترفون إلا بالسكون.
بأموالك يمكن أن تشترى ملايين الأمتار من الأرض.. ولكنك.. فى النهاية ستستقر داخل متر ونصف المتر منها.. ومهما اشتريت من مقاعد فلن تجلس إلا على كرسى واحد.
هذه ليست كلمات مقتبسة من موسوعة سياسية.. وإنما مأخوذة من رواية رومانسية.. لكنها.. فى الحقيقة.. رومانسية متوحشة.. مثل صاحبتها الجزائرية.. الجبلية.. أحلام مستغانمى التى تكسب فى كل كتاب مليون قارئ.. ويكسب الناشر مليون دولار.
استمتعت بالرواية طوال رحلتى الأخيرة إلى واشنطن للمشاركة فى مؤتمر مغلق عن التحديات التى تواجهها مصر بعد الثورة.. تنفست جرعة مكثفة من أوكسجين الأدب قبل أن أغرق فى مستنقع السياسة.. عشت ساعات فى الجنة قبل أن أجبر على الإقامة عدة أيام فى الجحيم.
لكن.. ما باليد حيلة.. فواشنطن.. عاصمة الأخبار والأسرار.. نعرف منها عن مصر.. ما نعجز عن معرفته فى بلادنا.
■ ■ ■ ■
الطقس فى العاصمة الأمريكية شديد التطرف مثل سياسة بلادها.. برودة تصل إلى حد التجمد فى الشتاء.. وسخونة تتجاوز حدود الاشتعال فى الصيف.. أما فصل الربيع.. فلا وجود له على نشرتها الجوية.
فى منتصف أبريل تقريبا.. تنثر شجرة الشيرى زهورها البيضاء.. معلنة عن قدوم الصيف.. وشجرة الشيرى شجرة يابانية.. جاءت غرستها الأولى هدية من قصر الإمبراطور فى طوكيو إلى البيت الأبيض.. وسرعان ما أصبحت غابات.. فرضت نفسها على كل مكان حتى أصبحت جزءا من ملامحها المميزة.
فى نفس الوقت.. يستقبل البيت الأبيض زواره الرسميين من حكام الشرق الأوسط.. جاء الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات.. والشيخ حمد بن خليفة أمير قطر.. والملك عبد الله.. ملك الأردن.. ورجب طيب أردوجان.. رئيس تركيا.. وخلت القائمة من الرئيس المصرى محمد مرسى.. فقد وجد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن وجوده فى هذا الوقت سيضاعف من متاعبه التى سببتها سياسته المتحيزة للإخوان فى مصر.
كان محمد مرسى يأمل أن تكون زيارته فى الخريف الماضى.. وحاول مستشاره للشئون الخارجية الدكتور عصام الحداد إقناع البيت الأبيض بذلك الموعد.. لكن.. كان الرد أن الولايات المتحدة لا تستقبل ضيوفا رسميين بعد نهاية مايو.. فى هذا التوقيت تبدأ إجازات المسئولين الكبار.. بمن فيهم الرئيس نفسه.. وعندما يعودون إلى قمة نشاطهم فى الخريف يركزون اهتمامهم على الشئون الداخلية.. الأكثر أهمية بالنسبة لهم.. فالضرائب والتضخم والبطالة والتأمين الصحى وانهيار أسعار العقارات لها الأولوية عن الاضطرابات المثيرة للقلق فى مصر.. والتصفيات السياسية المسلحة فى ليبيا.. وشراسة الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين فى تونس.
باستثناء إسرائيل.. لا يحظى الشرق الأوسط باهتمام الرئيس الأمريكى بأكثر من خمس دقائق فى الشهر.. ما لم تكن هناك أحداث انقلابية.. مثل ثورات الربيع العربى.
وقد وصل الاهتمام بإسرائيل إلى حد قبول أوباما بالقدس عاصمة سياسية أبدية موحدة.. وكان تعجب مستشاريه من رد الفعل الميت للحكام الإسلاميين فى دول الربيع العربى غير متوقع.. كان متوقعا أن يثوروا ويغضبوا ويسبوا ويلعنوا.. فقد سبق لهم أن طالبوا بالزحف على القدس بالملايين.. معلنين الجهاد لتحرير أولى القبلتين وثالث بيوت الله الحرام.. لكن.. لا أحد نطق بكلمة واحدة غاضبة.. فالكراسى تغير المواقف.. وحساباتهم فى السلطة تخرس تصريحاتهم فى المعارضة.
سألت دبوماسياً فى السفارة المصرية عن سر عدم الاستجابة لطلب محمد مرسى الملح لزيارة واشنطن.. فأجاب بتحفظ: «نحن ندرسها بدقة مع الجانب الأمريكى حتى تأتى بنتائج إيجابية».. ولم أشأ أن أحرجه.. فمثل هذه الزيارات.. زيارات بروتوكولية.. صورية.. الهدف الوحيد منها إرسال إشارة من الرئيس الأمريكى بأنه يرضى عن سياسة بلاد ضيفه.. ولو لم يكن هناك قبول وتوافق تأجلت الزيارات إلى أجل غير مسمى.. كما حدث بين مبارك وبوش.. فالخلافات بينهما.. منعت لقاءهما خمس سنوات تقريبا.
باختصار.. لا يقبل البيت الأبيض بما يفعل محمد مرسى فى مصر.. لذلك يتجنب استقباله حتى لا يفسر على أنه دعم له.
■ ■ ■ ■
فى نهاية لقائهما.. اتفق الرئيس الأمريكى والأمير القطرى على ضرورة مساندة الاستقرار فى مصر.. سمعت تصريحهما.. وشعرت باستفزاز سياسى.. وصل بى إلى حد الغثيان.. ليس لأنه جاء اليوم الذى تتحدث فيه قطر عن الاستقرار فى مصر.. ولكن.. لأنها فى الحقيقة أحد مصادر التوتر فيها.
لقد فاتح وزير الخارجية الأمريكى قيادات مكتب الإرشاد فى ضرورة تغيير النائب العام.. وتشكيل حكومة إنقاذ «مشتركة» من التيارات السياسية المختلفة.. نوعا من « لم الشمل» على حد تعبيره.. مضيفا: « إن قرض صندوق النقد الدولى (4,8 مليار دولار) يتوقف على تخفيف التوتر السياسى قبل تنفيذ شروط الإصلاح الاقتصادى.
وحسبما عرفت فى واشنطن فإن قيادات الجماعة وافقت على تشكيل الحكومة بالمواصفات المطلوبة.. وأبدت استعدادها بالتعاون مع محمد البرادعى وعمرو موسى والسيد البدوى.. وربما بدأت اتصالات معهم.. وأبدت استعدادها لتولى محمد البرادعى أو عمرو موسى رئاسة هذه الحكومة على أن يحتفظ الإخوان بحقائب وزارية بعينها.. منها الداخلية والتموين والتنمية المحلية والشباب والرياضة والتعليم العالى والقوى العاملة.. وهى الوزارات المؤثرة فى الانتخابات البرلمانية القادمة.. ولم نعرف كيف تلقى قيادات جبهة الإنقاذ العرض.. لكن.. المؤكد أن قطر سارعت بتقديم وديعة الثلاثة مليارات دولار.. تعويضا مؤقتا عن تأخر قرض الصندوق.. وجاء مليارا دولار من ليبيا.. فتراجعت الجماعة عن فكرة الحكومة المشتركة.. وما ضاعف من تراجعها الخوف من أن تنجح فيما فشلت فيه حكومة هشام قنديل.. مما يزيد من انهيار شعبية الرئاسة والجماعة.
كانت قطر على لسان الشيخ يوسف القرضاوى والدكتور محمد مرسى قد وعدت بتقديم 200 مليار دولار لو وصل الإخوان إلى الرئاسة.. لكنها.. سخرت من هذه التصريحات.. وعبرت عن رفضها لها بطريقة عملية.. تلخصت فى منح بسيطة بشروط صعبة.
لقد طلبت قطر فائدة على وديعة الثلاثة مليارات دولار تصل إلى 25, 4 % وهى فائدة مرتفعة جدا.. فودائع الدولار فى كل بنوك العالم لا تحظى بأكثر من نصف فى المائة.. عند أفضل العروض.
كما رشحت قطر لرئاسة الحكومة الجديدة الدكتور نبيل العربى.. وهو شخصية تنحصر خبرتها فى القانون الدولى.. ويصعب عليها التعامل مع المشاكل اليومية المزمنة.. مثل توفير القمح والسولار وغاز تشغيل محطات الكهرباء تلافيا لظلام متوقع.
ويبدو أن الرهان على نبيل العربى سببه إزاحته من الجامعة العربية ليعود إلى منصب أمينها العام عبدالرحمن العطية.. وهو مرشح قطر الأول الذى نافس الدكتور مصطفى الفقى قبل انسحابهما معا.
إن عقدة الحجم التى تعانى منها قطر تؤرقها.. وتدفعها إلى فعل المستحيل لقيادة الجامعة العربية.. ولو أدت إلى الإجهاز على ما تبقى منها.
لكن.. إصرار محمد مرسى على بقاء هشام قنديل مع تغيير عدد من الوزراء أفشل المخطط القطرى.. وفى الوقت نفسه أغضب الشريك الأمريكى.
■ ■ ■ ■
ولا يتوقف العبث القطرى عند هذا الحد.. وإنما يمتد إلى ما هو أسوأ.. وأسخم.. مما نتصور.
لقد أرسل رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد بن خليفة بن على العطية مذكرة سرية إلى رئيس الحكومة حمد بن جاسم بتاريخ 8 مارس 2013 يسرد فيها ما وصفه بأطروحات التعامل مع مصر بعد التقرير (رقم 1 / ع / س 211 المؤرخ فى 17 / 1 / 2013) الذى رفعه مدير مخابراتهما عقب زيارته لمصر.

فى مذكرة الأطروحات: «الضغط على النظام المصرى من أجل إنهاء حالة التوتر مع إيران واستغلال الأوضاع السيئة والمتردية التى تجتاح مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا واللعب بورقة (التجويع) وورقة (الترنح) السائدة داخل مؤسسة الرئاسة والأخطار والمصاعب التى تلاحق جماعة الإخوان وتهدد بإقصائهم والنيل منهم فى أى لحظة» .. «وعلينا استغلال الفرصة والضغط بشدة حتى إعلان قبولهم بكل الشروط الإيرانية المطروحة من أجل عودة العلاقات بين البلدين.. مع أخذ كل التعهدات التى تلزم الجانب الإيرانى بالمضى نحو تأمين النظام الحاكم واستغلال قدراته وإمكانياته وخبرته الفائقة فى قمع وإخماد المظاهرات وبث الرعب فى نفوس المعارضين وتقطيع أوصالهم».. وأود التنويه هنا بإمكانية إسناد هذه المهمة للأخ المناضل (خالد مشعل) نظرا لإمكاناته الشخصية الفريدة بجانب قوة تأثيره على (الثلاثى) المتصدر المشهد السياسى (محمد بديع، خيرت الشاطر ومحمد مرسى).
ونصحت المذكرة رئيس الحكومة بالحد من زيارات الشيخ أحمد بن ناصر، مدير المخابرات الحربية «نظرا لحالة السخط الجماهيرى والإعلامى» مع ضرورة تجهيز البديل المناسب للقيام بالمهام المستقبلية.. وضرورة الضغط على الجماعة وتغليظ اللهجة عليها لتوفير الأجواء الملائمة والصحية والسرية المطلوبة عند زيارة أى مسئول قطرى للقاهرة.
وتضيف المذكرة ما هو أخطر: أما «بخصوص ما ورد عن إمكانية استضافة عدد 350 عنصراً من فرق العمليات الخاصة بالإخوان للحصول على دورة استخبارات عالية المستوى جار بحث الأمر على كل الأصعدة واستيفاء النواحى الأمنية مع ضرورة معالجة مشاكل التكدس قبل الموافقة على استقبال عناصر جديدة».
ومن حق قطر أن تعبث بما تملك من مال فى الأمن القومى المصرى.. لكن.. أين الرئيس المنتخب الآمن على البلاد؟.. لماذا يسكت على هذا التدخل السافر فى شئون الدولة التى يحكمها؟.. وكيف يتهم المعارضة باللعب مع الخارج وجماعته ترتكب هذه الجريمة؟
ولو كانت قطر معجبة بالإخوان إلى هذا الحد فلماذا حلت جماعتهم هناك؟.. لماذا لا يدعوهم الأمير إلى مشاركته فى الحكم؟
■ ■ ■ ■
وقبل أن نهبط واشنطن بأيام حاصر أعضاء الكونجرس وزير الخارجية جون كيرى فى جلسة لمناقشة الشئون الخارجية استمرت ثلاث ساعات.. أجبر خلالها على الاعتراف بأن الوضع فى مصر تحت حكم الإخوان صعب جدا.. وأضاف: إنهم «لا ينفذون ما يعدون به».
ورغم أنه شدد على عدم وجود تناقض بين الخارجية والبيت الأبيض إلا أنه لم ينكر وجود تناقض بين الخارجية من ناحية والبنتاجون ووكالة المخابرات المركزية من ناحية أخرى.. وهو تناقض ساهم فى إرباك مجلس الأمن القومى.. وفرض شعورا بالقلق على التقارير التى يرفعها للرئيس عن الوضع الصعب فى مصر.
ويمكن القول إن تناقض التقارير يبدأ من السفارة الأمريكية فى القاهرة.. حيث تلون السفيرة آن باترسون ما يجرى فى مصر بألوان مبهجة مبهرة.. أصفر.. أخضر.. متجنبة اللون الأحمر.. لون الدم.. واللون الأسود.. لون الخراب.. بينما تقارير باقى أجهزة السفارة ترسم صورة دقيقة.. واقعية.. لفشل الحكم الإخوانى.
والسفيرة آن باترسون سفيرة قوية.. مؤثرة.. سبق أن خدمت فى دول أمريكا اللاتينية أثناء سنوات تحولاتها الديمقراطية.. وقبل أن تأتى إلى مصر خدمت فى باكستان.. وقد كانت فى واشنطن بصحبة البعثة الأخيرة لطرق الأبواب.. البعثة رقم (34) وضمت 36 شخصية توزعت على (7) مجموعات وعقدت 120 اجتماعا مع أعضاء من الكونجرس وخبراء من مراكز الدراسات الاستراتيجية ومسئولين فى وزارة التجارة والصناعة.
وتسعى السفيرة إلى فرض رؤيتها على الكونجرس.. وتحاول جاهدة إقناعه بفك الحظر على المعونات الاقتصادية لمصر.. ولكن.. الكونجرس لا يقبل بما تقول.. بل ويتحرش بالمعونة العسكرية.. خوفا من «أخونة الجيش».. وهو ما تعتبره السفيرة غباء.. وقصر نظر.
لكن.. تزايد الجهات المؤثرة فى صنع القرار ضد حماسها للإخوان أضعف من قوتها.. بل.. ويهدد بسحبها من القاهرة.. ربما قبل أن تكمل فيها عامين.. على أنها مصرة على المقاومة.. بدعوى أنها لم تهزم من قبل.
ويؤخذ عليها أيضا أنها لا تنقل وجهة نظر المعارضة مكتفية بما تسمع من مكتب الإرشاد الذى قبل أن تكون أول سيدة تدخله دون أن تجبر على وضع غطاء على رأسها.
■ ■ ■
ويتأثر صانع القرار الأمريكى بموقف الحكم فى مصر من ثلاث قوى داخلية يرفض المساس بها.
القوة الأولى.. الإعلام.. إن حرية الميديا مقدسة فى الغرب.. لا أحد مهما ارتفع شأنه يقدر على تهديدها.. أو المساس بها.. لذلك.. كان انزعاج الإدارة الأمريكية واضحا من حصار مدينة الإنتاج الإعلامى.. ووضع شخصيات إعلامية لامعة أمام ضغوط التحقيقات فى البلاغات التى قدمت ضدهم من رئاسة الجمهورية.. ومن محامين ينتمون للجماعة.
وجاءت قضية باسم يوسف لتكون دليلا صارخا على ما يدبر فى الخفاء لضرب حرية التعبير.. وبعد تضامن جون ستيوارت مع نظيره المصرى فى فقرة استمرت 12 دقيقة نالت القضية شعبية عريضة فى الولايات المتحدة.. وعندما سحبت السفارة المصرية الفقرة التليفزيونية من على موقعها واجهت آن باترسون لوما شديدا.. واتهمت بالانحياز الأعمى للإخوان.. وهو ما خفض من أسهمها وتأثيرها ونفوذها.. خاصة بعد أن أجبرت على إعادتها إلى الموقع.
وحسبما سمعت من جمال محرم رئيس الغرفة المصرية الأمريكية ورئيس البعثة الأخيرة لطرق الأبواب فإن قضية باسم يوسف ظلت تلاحقهم فى كل مكان يذهبون إليه.. بجانب قضيتى المرأة والأقباط.
واختارت مجلة «تايم» باسم يوسف ليكون واحداً من أهم مائة شخصية مؤثرة فى العالم.. وسبق أن اختير زاهى حواس لهذه القائمة قبل عدة سنوات.. وحضر باسم يوسف الاحتفال الذى أقامته المجلة الأمريكية العريقة فى نيويورك.. واستضافه جون ستيوارت أيضا.. وضاعف ذلك من شهرته.. وهى شهرة ساهم فيها تعسف رئيس الدولة.. وجماعته.. ولم يشفع له تنازله عن البلاغات التى قدمها ضد الإعلاميين.. لكن.. المفاجآت.. أن صحيفة الموند.. أكثر الصحف الفرنسية موضوعية، وضعت باسم يوسف فى الصورة الرئيسية لصفحتها الأولى يوم الأربعاء الماضى.. وأفردت صفحة كاملة داخل نفس العدد لتتحدث عنه.. إنها نفس المساحة التى فقدها رئيس الدولة بسبب نصائح جماعته بمطاردة الإعلاميين.. وتهديد حياتهم وحريتهم.. إنه لم يتعلم الدرس الخالد.. تذهب السلطة.. وتبقى الكلمة.
■ ■ ■ ■
القوة الثانية.. الأقباط.. لقد كانت المنظمات القبطية فى المهجر تشكو دائما للإدارة الأمريكية بما سمته بالاضطهاد.. ومن كثرة الشكوى.. لم يعد أحد يسمع.. خاصة أن الحكومة المصرية كانت تبرر ما يحدث من اعتداء على الكنائس بأنه تهور من متطرفين لا يعكس موقفا رسميا.. لكن.. ما إن وقع الاعتداء على الكاتدرائية حتى وجدت الإدارة الأمريكية دليلا دامغا مصورا على ما يعانى منه الأقباط من اضطهاد.. وصل إلى الكنيسة الأم.. وكان فريق من رجال السفارة الأمريكية قد زار الكاتدرائية بعد ساعات من الهجوم عليها.. وأرسل تقريرا.. اتهم فيه السلطات الرسمية بعدم التدخل لحمايتها.. وكرر ما سبق أن قيل عن تورط جهات مؤثرة فى الحادث.
وتظاهر الأقباط أمام البيت الأبيض.. ومشوا فى مسيرة إلى البنتاجون.. فى إشارة منهم إلى ضرورة تدخل الجيش المصرى لحمايتهم.. وكان أقباط مصر قد فكروا يوم الجريمة فى مسيرة تبدأ من الكاتدرائية إلى وزارة الدفاع.. لتكون رسالتهم واضحة.. حماية القوات المسلحة.. المؤسسة الوحيدة التى يثقون فيها الآن.
■ ■ ■ ■
ونأتى إلى القوة الثالثة.. المرأة.. نصف المجتمع فى مصر.. وأكثر.. وقد تعرضت إلى ما يسمى بالتحرش الجنسى المدبر من جماعات مؤثرة فى السلطة.. كى لا تشارك فى التظاهرات والتفاعلات السياسية.. وحسب إحصاء آخير لمركز زغبى الأمريكى فإن مصر هى الدولة الثانية فى التحرش.. أما الدولة الأولى التى نتنافس معها فهى أفغانستان.. وأغلب الظن أننا سوف نسبقها قريبا.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 12:59:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية