فى ظل الحديث عن مصالحة شاملة بين الهلالية و الدابودية :

ليليان نبيل
منال الطيبى : لا مجال للمصالحة باصرار الهلالية على اخذ الثأر
- التواجد الامنى بالمنطقة ضرورة تحسبا لوقوع اشتباكات
- وجود خلافات بين القبيلتين ربما استغلها البعض لاشعال الازمة
- الحل الامنى ليس كافيا للحل دون التعامل الاقتصادى والاجتماعى
- على الدولة فرض قبضتها و نزع السلاح منعا لحدوث مجازر جديدة
حول ما اعلنته لجنة المصالحة باسوان بان قبيلتى الهلالية و الدابودية فى طريقهما للمصالحة الشاملة , استنكرت د . منال الطيبى – الناشطة الحقوقية و رئيسة المركز المصرى للحق فى السكن فى تصريح خاص ل " وطنى " بقولها : أى مصالحة يتحدثون عنها بعد وقوع مواجهات دموية راح ضحيتها 27 قتيلا و عشرات المصابين و حرق عدد كبير من المنازل و الممتلكات بما يعنى ان الوضع على صفيح ساخن , و لعلى على تواصل مع النوبين بصفة مستمرة للوقوف على مجريات الاحداث اولا باول و قد اكدوا لى النوبين فى اتصالات هاتفية بانه لا مجال للمصالحة على الاطلاق و أن ما يتحدثون عن عقد هدنة لمدة شهر من باب تهدئة الاوضاع ثم الحديث عن اجراء مصالحة شاملة لانهاء الازمة فهذا امر واهى منافى للحقيقة على ارض الواقع باسوان نظرا لاصرار قبيلة الهلالية على الاخذ بالثأر حتى الوصول بعدد الضحايا و القتلى للتساوى و بدون ذلك لن يتم التنازل أو التفريط فى الحق كما يؤمنون و يعتقدون , و بالتالى ما اعلنته لجنة المصالحة باسوان بشأن مصالحة شاملة بين قبيلتى الهلالية و الدابودية امر مرفوض من قبل النوبيين .
و استطردت د . منال حديثها أن المصالحة لم تكن الحل فى ظل الاوضاع المتأزمة و المشحونة لدى الطرفين الامر الذى يستوجب معه ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرم أو تواطىء لاشعال الازمة بالقانون " لتبريد النار " فى نفوس النوبيين لما لهم من طبيعة قبلية لن تتنازل عن حقوقها باى حال من الاحوال و هو ما يعطى المشكلة خطورة أكبر لما يمكن حدوثه خلال الفترة القادمة حيث تجدد الاشتباكات مرة أخرى بما يأزم المشكلة أكثر , و هنا على قوات الامن التواجد بالمنطقة تهدئة للاوضاع تحسبا لحدوث اشكاليات مصر فى غنى عنها .
و حول اسباب وقوع الحادث و الى اى مدى ساهم الاخوان من عدمه فى احداث الوقيعة بين الطرفين , اوضحت د . منال الطيبى : المسألة ابعد بكثير عما يثار من تسبب الاخوان فى احداث الوقيعة لافتعال الازمة بما يربك المشهد السياسى ككل و جعله فى صورة مضطربة غير مستقرة , و هنا بالنظر للمسألة يجد ان لديها ابعاد عديدة لوقوع مثل هذه الاشتباكات و الدليل ان الحادث لم يكن الاول من نوعه فهناك الكثير من الاشكاليات و الخلافات بين الطرفين على مدى السنين دون حل و لكن تعد تلك هى المرة الاولى يكون فيها الدم بالاكثر , و من يزعم ان القبيلتين يعيشون مع بعضهم البعض فى حب و تآلف يعمل على تزييف الواقع , و هنا ارفض النظر بصورة سطحية للمشكلة باعتبار طرف قام باحداث وقيعة فهذا فى اعتقادى امر يعد استهتار و تبسيط للموضوع بدرجة " مسفة " . و إذا سلمنا بان هناك طرفا ساهم فى احداث الوقيعة فلابد من وجود خلافات حقيقة على ارض الواقع استغلها و طوعها لافتعال الازمة و من ثم وقوع الاشتباكات الدامية .
و اشارت د . منال إلى أن المشاكل و الخلافات بين القبيلتين تكمن فى انتشار البطالة و سوء الاحوال الاقتصادية الى جانب مشاكل اجتماعية و غياب التنمية بشكل تام عن المناطق و هو ما يظهر النعرات العنصرية بما يجعل النفوس مستفزة طول الوقت بما يؤكد ان الصلح ليس الحل وإنما على الدولة مواجهة تلك المشكلات من خلال وضع خطط و استراتيجيات اذا ما كانت ترغب فى ايجاد حلولا جذرية لما يحدث حيث الاهتمام بتوفير فرص عمل و العمل على النهوض بالمستوى الاجتماعى و الثقافى للقبيلتين , فضلا عن الوضع فى الاعتبار مشكلة انتشار السلاح باسوان و لاسيما لدى قبيلة الهلالية و ما يحدثونه من فرض نفوذهم على الجميع و ليس فقط على قبيلة الدابودية فلابد من معرفة من يقوم بمساعدتهم بالسلاح و لمصلحة من يدعمهم بما يتطلب نزع السلاح و القضاء على انتشاره و جمعه حتى لا تحدث مجازر جديدة , فلابد على الدولة فرض قبضتها و عودة هيبتها من خلال تطبيق القانون و لا نرغب فى احداث عملية كبش فداء بان تحل المسألة بشكل مؤقت من خلال القبض على عدد من الطرفين لتهدئة الاوضاع .. فالمسألة لا ينبغى التعامل معها بشكل امنى فقط بقدر ما تحتاج لتعامل امنى و اقتصادى و اجتماعى لحل الازمة الحالية .

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 12:52:00 م. يندرج تحت تصنيف , , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية