مصر تدخل مرحلة «حرب الشوارع»


 محمد الشاعر
شهدت عدة محافظات مصرية ليلة دامية مساء أمس الأول، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمسن بعد أن تحولت المواجهات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه إلى «حرب شوارع» استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 86 آخرين في الوقت الذي شهدت مدينة العريش اعنف الهجمات، حيث استمرت نحو 15 ساعة، أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة 7 آخرين.
واندلعت الاشتباكات في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والمنصورة ودمياط أثناء تنظيم أنصار مرسي مسيرات مختلفة تحت شعار «دعم الشرعية ورفض الانقلاب»، حيث بدأت شرارة الاشتباكات عندما حاول أنصار مرسي اقتحام ميدان التحرير عصر الاثنين أثناء تنظيمهم مسيرة تجاه السفارة الأميركية وحاول بعضهم دخول الميدان، لكن المعتصمين تصدوا لهم ودارت مواجهات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل احد المعتصمين في الميدان وإصابة 9 آخرين، في حين نقلت مواقع إخبارية تقارير مصورة لبعض الأشخاص يُعتقَد انهم من أنصار مرسي يطلقون الخرطوش.
رصاص حي وخرطوش
كما اندلعت أعمال عنف في محافظة القليوبية بين الطرفين، ومع توسع رقعة الاشتباكات قامت قوات الجيش بإغلاق طريق مصر - الإسكندرية الزراعي عدة ساعات، لاحتواء الموقف، في حين أدت الاشتباكات إلى وفاة شخصين وإصابة نحو أربعين آخرين وتحطيم عدة سيارات.
كما شهد ميدان الجيزة في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث يعتصم مناصرو مرسي في ميدان النهضة، اشتباكات عنيفة أدت إلى إغلاق عدة شوارع، واستخدم فيها الرصاص الحي وطلقات الخرطوش، ووقعت حالة من الكر والفر واعتلى أنصار مرسى الكوبري العلوي، في محاولة منهم للسيطرة على الميدان، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية على الموجودين بالشوارع الجانبية، مما أحدث حالة من الغضب العارم بين الأهالي، وخرجوا بالمئات من الشوارع لمواجهة أنصار مرسى لمنعهم من دخول الميدان مرة أخرى، مما أدى الى تحطم عشرات السيارات وعدد كبير من واجهات المحلات ومقتل 6 أشخاص وإصابة 33 آخرين.
وفي مدينة المنصورة، نشبت اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي وبعض المسلحين أمام منطقة حي شرق المنصورة، تسببت في إصابة العشرات، بينهم مراسل صحافي.

كر وفر في سيناء
أما في سيناء، فقد تواصلت الهجمات الإرهابية على المواقع والأكمنة الأمنية التابعة للشرطة والجيش في شمال سيناء، حيث استمرت المواجهات لنحو 15 ساعة متواصلة منذ ظهر الاثنين وحتى الساعات الأولى من فجر أمس، حيث هاجم الإرهابيون 20 موقعا أمنيا تابعا للشرطة والجيش في رفح والعريش والشيخ زويد، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أدى الى مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين وحدثت حالة من الكر والفر بين المهاجمين وقوات الجيش والشرطة.
جر البلاد للفوضى
سياسيا، أعلن التيار الشعبي عن بالغ أسفه للأحداث، في ظل ما أسماه «استمرار سعي قادة جماعة الإخوان لجر البلاد إلى موجة من العنف والفوضى»، مجددا دعوته لالتزام جميع الأطراف بالسلمية، وأنه يفرق تماما بين من يمارس حق التعبير عن الرأي سلميا مهما بلغت درجة خلافنا معه، ومن يدعو ويحرض ويمارس العنف ويدفع المصريين للمزيد من الاشتباكات والاحتكاكات وإسالة الدماء التي لن تفيد أي طرف.
وطالب التيار بضرورة الكشف فورا من خلال تحقيقات عاجلة نزيهة شفافة عن ملابسات أحداث العنف والاشتباكات المتوالية وإعلان المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاسبة.
كما طالبت جبهة الإنقاذ الوطني وزارة الداخلية ورجال الأمن بحماية المتظاهرين السلميين، واتخاذ إجراءات رادعة بحق من يقومون بمهاجمتهم، مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة، وهو ما ترتب عليه سقوط العديد من القتلى المصابين، مُدينة في بيان لها «استمرار أنصار جماعة الإخوان في مهاجمة المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير وفي الإسكندرية والقليوبية ومدن أخرى عدة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، من دون ملاحقتهم قانونيا ومحاسبة المسؤولين عن التورط في تلك الهجمات».
وقالت الجبهة إن ما تقوم به جماعة الإخوان وأنصارها منذ أن أزاح الشعب محمد مرسي في 30 يونيو «بعد فشله الكامل»، لا علاقة له بالحقوق التي كفلها القانون، وإنما «يدخل في إطار الجرائم التي تخضع للمساءلة والمحاسبة».
في حين أكد نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية محمد البرادعي «ان العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المبنية على قبول الآخر خيارنا الوحيد، وأدعو الله أن نفهم أن العنف لا يضمد الجراح، بل يفتح جروحاً جديدة».
فض الاعتصامات
في المقابل، أعلن «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» أن قوات الشرطة والبلطجية اعتدوا على المسيرات المؤيدة لمرسي، مشيرا إلى أن 7 من أنصاره سقطوا في هذه الاعتداءات.
وقال القيادي في جماعة الاخوان عصام العريان: ان من يظن ان بامكانه فض الاعتصامات في مصر بالمدرعات فهو واهم. واضاف ان «مصر كلها تحولت الى ساحة اعتصام ضد الانقلاب الفاشي الذي تقوده طغمة عسكرية ويؤيده ساسة فاشلون»، على حد قوله.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:35:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية