الحذر من تقسيم المسلمين


د. عبدالمحسن يوسف جمال
د/جمال عبدامحسن
قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ» (البقرة: 8 - 9).كثيراً ما ينخدع الناس بأشخاص يدّعون أنهم يتبنون فكرا او دينا معينا، ولكنهم يتصرفون بغير ما يتبنونه.
ولقد نبهنا الله سبحانه الى هذا الصنف الذي قد يدّعي التديّن والالتزام بدين الله، ولكنه يتصرّف تصرفات تخالف أسس هذا الدين وقواعده ومبادئه.
بل إن بعض هؤلاء يتلبسون الاسلام ليحاربوه ويفرقوا بين ابنائه.
ولقد لفت انتباهي، وأنا أقرأ صحيح البخاري، حديث كأنه يحذرنا مما يحدث هذه الأيام من تكفير بعض من يدّعي الاسلام المسلمين الآخرين، ويدعو إلى قتلهم ونحرهم.
وأحببت هنا أن أشرك إخواني القراء وأخواتي القارئات لنعرف تلك الأطراف التي تحاول أن تفرق بين المسلمين وتزرع الفتن فيما بين صفوفهم.
الحديث رقم 1185 من صحيح البخاري جاء فيه: «فقال رجل منهم ما فعل مالك؟ لا أراه.
فقال رجل منهم: ذاك منافق، لا يحب الله ورسوله.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تقل ذاك، ألا تراه قال لا إله الا الله يبتغي بذلك وجه الله؟
فقال: الله ورسوله أعلم، أما نحن فوالله لا نرى وده ولا حديثه الا الى المنافقين، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فإن الله قد حرّم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله.
قال محمود (وهو محمود بن الربيع الأنصاري راوي الحديث) فحدثتها قوما فيهم ابو ايوب صاحب رسول الله في غزوته التي توفي فيها، ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم، فأنكرها عليّ ابو ايوب، قال: والله ما أظن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال ما قلت قط.
فكبر ذلك عليّ، فجعلت لله عليّ إن سلمني حتى اقفل من غزوتي، ان اسأل عنها عتبان بن مالك إن وجدته حيا في مسجد قومه، فقفلت، فأهللت بحجة أو بعمرة، ثم سرت حتى قدمت المدينة، فأتيت بني سالم، فإذا عتبان شيخ أعمى يصلي لقومه، فلما سلّم من الصلاة سلّمت عليه واخبرته من انا، ثم سألته عن ذلك الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة».من هنا علينا أن نكون حذرين من اولئك الذين يتهمون الناس جزافا، او يخرجون المسلمين من دين الله، ويعملون على تمزيق المسلمين وتفريقهم.
وعلينا أن نسعى دائما لتوحيد راية المسلمين، والعمل معا لتقوية مجتمعاتنا وتماسكها وتلاحمها، بدلا من هذه الفوضى والقتل الذي نسمع عنه يوميا ويحدث في بلاد العرب والمسلمين، فلا يمر يوم ـ حتى ونحن في شهر الله شهر الصيام ـ إلا ونسمع عن حوادث قتل بين العرب والمسلمين وتفجير بعضهم مساجد بعض، واعتداء بعضهم على بعض في الاسواق والاماكن العامة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:41:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية