هانى المكاوى يكتب : الساعون لإسقاط مصر

هاني المكاوي
هناك فرق كبير بين الدعوة لإسقاط نظام سياسى والدعوة لإسقاط الوطن، فمن حق الجميع الدعوة للتغيير باستخدام آليات الديمقراطية، ولكن ليس من حق أحد أن يدعو أو يسعى لإسقاط الوطن!
 ليت السمّاعين للكذب يراجعون أنفسهم حرصا على أوطانهم، فإذا كان من حقهم الاعتراض على بعض سياسات الدكتور مرسى، وكذلك سياسات الحكومة، ولكن ليس من حقهم أن يشاركوا فى إسقاط الرئيس.
فالرئيس محمد مرسى رئيس منتخب لمدة أربع سنوات، والدستور قد حدد الحالات التى يُعزل فيها الرئيس ولا ينطبق أى منها على الرئيس محمد مرسى.
ولكن إذا كان للسياسيين والإعلاميين والفنانين وغيرهم من الساعين لإسقاط الوطن والداعين لخراب مصر منافع أخرى من حلم الرئاسة والشهرة لاكتناز الدولار واليورو، فما ضير هؤلاء الذين قاموا بالتوقيع على استمارات "تمرد" تحت تأثير سحر أكاذيب فضائيات الفلول، وينوون النزول يوم 30 يونيو للمشاركة فى إسقاط وطنهم.
وإذا كنتم تكرهون الإخوان والإسلاميين عموما، فعليكم أن تطلبوا من المعارضة العلمانية واليسارية دخول الانتخابات البرلمانية التى سوف تفرز رئيس وزراء –معبرا عن الأغلبية البرلمانية– وله صلاحيات دستورية يتقاسم بها الأعباء مع رئيس الجمهورية إن لم تكن زائدة عليه، وهو ما يعطى كل القوى السياسية والحركات الاحتجاجية فرصة دستورية قانونية سلمية لتغيير التركيبة السياسية، كلٌّ وفق درجة قبوله فى الشعب.
ولكن قبل ذلك.. هل فكرتم ماذا بعد إسقاط مصر؟ هل لديكم الملايين التى تؤمّن هجرتكم لدول خارجية كما لهؤلاء حيال اشتعال نار الحرب الأهلية؟ أم أنهم ماكثون فيها فى الوقت الذى سيهرب الداعون إلى خارج البلاد يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ويشاهدون عبر الفضائيات الحرب التى أشعلوها وتركوا ملايين المصريين تحرق بنارها.
فالساعون لإسقاط الوطن يوم 30 يونيو الجارى، ليس هدفهم مجرد إسقاط أول رئيس مصرى منتخب، ولكن هدفهم هو إسقاط مصر وتحويلها لجزائر جديدة!
فما يريدون بمصر الآن يعيد إلى الأذهان ذكرى صعود الجبهة الإسلامية للإنقاذ فى الانتخابات التشريعية عام 1991 وما آلت إليه الأوضاع فى الجزائر عقب توقف المسار الانتخابى فى يناير عام 1992، حيث عاش الشعب الجزائرى فيما يشبه الحرب الأهلية؛ بسبب الانقلاب على الشرعية بتخطيط من فرنسا والولايات المتحدة بالخارج، ودعم قوى من العلمانيين واليساريين بالداخل الذى يلعبون دور الطابور الخامس بدولنا العربية والإسلامية.
إنه مكر الليل والنهار.. {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} (فاطر: 43).

الكاتب Unknown on 1:05:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية