عصام إسماعيل الضبع يكتب: الترمومتر السياسي

قبل ثورة خمسة وعشرين يناير لم تكن فكرة شعبية الرئيس من الممكن أن تطرح للقياس لأنه لا يوجد أي مركز للاستطلاع كان يجرؤ على إظهار أن شعبية مبارك منخفضة، أو تكاد تكون منعدمة.
ومعظم الشعب الرافض لوجود مبارك والمسترهب عن طريق القبضة الأمنية لا يجرؤ أن يضع بياناته في أي استطلاع للرأي ويعلن فيه أنه يرفض وجود مبارك في الحكم.
بينما بعد ثورة خمسة وعشرين يناير، وتفجر الطاقة الثورية لدى الشعب المصري، وكسر حاجز الخوف، أصبح الشعب المصري يجهر بآرائه السياسية بدون خوف، وهذا من أهم مكتسبات ثورة خمسة وعشرين يناير يجب الحفاظ عليه.
يجب أن نعمل على إيجاد مؤسسة في مصر تقوم بدور (الترمومتر السياسي) لقياس ورصد شعبية الرئيس المنتخب، وأنا أعلم أنه توجد مراكز للرصد والاستطلاع، ولكنني أقصد مؤسسة تكون محايدة وعلمية، ويتفق عليها الحكومة والمعارضة وفئات الشعب المصري، ويكون القائمين عليها محايدين وغير تابعين للحكومة أو لأي تيار سياسي.
تكون استطلاعات هذه المؤسسة حيادية وبشكل علمي ولا يشكك فيها أحد، ويكون هناك اتفاق شعبي وحكومة ومعارضة على نتائج هذا الاستطلاع، وهذا سوف يكون مفيد لأي رئيس يحكم مصر، لأنه سوف يستطلع آراء الشعب بصفة دورية أثناء حكمه.
من الممكن أن يكون هذا الاستطلاع كل ستة شهور أو سنوي، ويعرف فيه مدى الرضا الشعبي ونسبته، وكذلك الرفض الشعبي وأسبابه، حتى لا يكون الرئيس واقع تحت تأثير مؤيديه فيصوروا له أن الشعب في قمة الرضا بينما الشعب غاضب.
وفي هذه الحالة يعطي الاستطلاع للرئيس صورة حقيقية للشارع، فيتحرك بآدائه وقراراته في اتجاه استرضاء الشعب، كما أن هذا الاستطلاع سوف يكون مؤشر أيضا للمعارضة، وقياس لمدى تواجدها بالشارع السياسى المصري ومدى القبول لها أو الرفض من الشارع المصري.

نحتاج حقا لمثل هذه المؤسسة لرصد واستطلاع علمي ومحايد لأداء الرئيس وكذلك المعارضة، ويتفق عليها الجميع في مصر.. حكومة وعارضة وجميع فئات الشعب، وتكون هذه المؤسسة هي "الترمومتر السياسي لمصر".

الكاتب Unknown on 1:48:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية