ريهام نبيل مهدي تكتب: سوريا.. سيناريوهات مختلفة والدماء واحدة


ما يحدث في سوريا الآن مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني تدمى لها القلوب، وتحزن من هول ما يحدث. دماء أطفال زهور أبرياء لا ذنب لهم فيما يحدث، أسر كاملة تذبح، قتل بوحشية، تعذيب وخراب ودمار كامل، دولة تنهار ببطء وتسقط كل يوم ضحايا وتسقط معها الدولة لتتلاشى مع مرور الوقت معالمها، معالم دولة عربية شقيقة من دول الشام، مما يقودنا إلى سؤال بديهي.. لماذا؟
لماذا كل هذا العنف المصحوب بالدمار الشامل والخراب الذي يعم كل الأرجاء؟ فنجد سيناريوهات مختلفة، بل متناقضة للإجابة على هذا السؤال الهام، منها من يجعل من رئيس سوريا بشار الأسد وحشا لا يخشى الله فيما يفعله في أبناء شعبه من قتل وذبح بوحشية غير إنسانية، لمجرد خروجهم للمطالبة بحريتهم وحقوقهم الضائعة وسط حكما استبداديا، فهذا سيناريو.
سيناريو آخر يجعله بطلا يجاهد من أجل أبناء شعبه ضد المؤامرات الخارجية الممولة من الخارج بهدف زعزعة أمن واستقلال سوريا، وأنه لا ذنب له في قتل الشعب السوري، فهو ليس الفاعل.
كلاهما يدافع عن السيناريو الذي يراه حقا دفاعا مستميتا.. ولا نعلم أين الحقيقة؟ وكل ما نراه من الحقيقة أن سوريا في حد ذاتها ضحية مؤامرة تقضي عليها رويدا رويدا، وتقتل شعبها، ولكن الدماء واحدة دائما.. دماء الشعب السوري الشقيق، الذي استيقظ يوما مطالبا بمزيد من الحقوق والحريات مثله مثل باقي دول الربيع العربي، لتنتهي أحلامه بكابوس مفزع، ودماء، وحرب أهلية، وخراب، ودمار.
بالطبع ما سبق ليس ما كان يريده الشعب المسكين المتآمر عليه، فجميع دول الربيع العربي انتهت أحداثها بطرق مختلفة ونتائج متباينة، ولكن سوريا أشدهم فظاعة، تجسيدا لتجرد كل من ساهم في هذه الكارثة الإنسانية، ومات ضميره الإنساني لينفذ أجندات لصالح دول أخرى، إو من توحش من أجل السلطة والحكم، فلعنة الله عليهم جميعا.
النتيجة واحدة، والضحية واحدة، والدماء واحدة، دماء تجري على أرض سوريا، في مشهد يهتز له كل من يراه، مشهد محزن ومخزي في نفس الوقت لهذا الصمت المريب من جانب العالم، صمت لا يعني شيئا سوى موت الضمير الإنساني، صمت لا يعنيه سوى المصالح المشتركة.
مثلما يحدث في كثير من المجازر للمسلمين.. لا يتحرك أحد –للأسف- حتى الدول الإسلامية تصمت صمتا كله عار، نعم عارا على الجميع من يرى دماء تسيل بغدر وظلم ولا يتحرك لدفع هذا البلاء عارا عليه.
لا أعلم حقيقة ما يحدث في سوريا وأي سيناريو هو الحقيقي، ولكن كل ما أعرفه يقينا أن هناك من تزهق روحه بلا ذنب، أرواح كثيرة ضحية، بل ضحايا كثر من أطفال ومسنين وشباب ونساء ورجال، يتحمل وزرهم الجميع الحاكم في بلدهم والعالم بأثره.
كل ما يعنيني هنا أن تقف تلك المجازر فورا، بغض النظر عن الكيفية، فليقف هذا القتل بهذه الصور البشعة، من الأمثلة وليس الحصر: من يقوم بالاحتفال بعد القتل بقرع البطن والقيام بأكل كبد القتيل.
أشكال عديدة ومختلفة من تلك المهازل تحزنا جميعا، بغض النظر من نتصوره جاني ومن نتصوره مجني عليه، فلا نعلم يقينا من هو المجرم ومن الضحية بحق، القضية معقدة ويدخل فيها أطراف كثيرة وكلام مختلف من كل الأطراف، وكل ما نريده وقف سريع لما يحدث، فمهما اختلفت سيناريوهات تلك الكارثة.. النتيجة دوما دماء واحدة.

الكاتب Unknown on 1:46:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية