الطلاق كارثة مجتمعية .. وحاجات كتير ملعبكة

بقلم / عبدالحميد شومان
يكثر الحديث عن موضوع الطلاق فقد أصبح منتشرا بكثرة و أصبح موضوع الطلاق من الأمور التي تطرح للنقاش في مجتمعنا و أصبحنا نسمع عن العديد من حالاته 
وكاد ان يكون ظاهرة متفشية في العديد من المجتمعات.

إن كل إنسان يبحث عن الحياة المستقرة الهادئة دون مشاحنات , تسودها السعادة 
والبهجة و الأمن و الحياة الطيبة فقد حرص ديننا الإسلامي على وجوب الحفاظ على الأسرة و تماسكها و ترابطها و في نفس الوقت شرع حلولا منطقية بأمر الله تعالى تكون حلا لما يحدث من مشاكل بين الزوجين . في معظم الحالات يمثل الطلاق تدميرا لحياة الوالدين و لحياة الأبناء أيضا و التأثير الأكبر يكون على الأولاد و نفسياتهم لما يشعرون به من حيرة حول ما حدث بين الوالدين فذلك له تأثيرر نفسي و سلوكي و من الممكن أن يؤدي إلى أمراض عضوية و عقلية نتيجة فقدان أحد الوالدين بسبب الطلاق و له تأثير على الدراسة و العلاقات الإجتماعية و الصداقات مع الآخرين و النوم الكثير 
أو السهر الكثير والعصبية و كثرة الخلافات لذا من المهم التركيز على الرعاية 
والإهتمام بالأبناء لمساعدتهم على التعامل بشكل صحيح و منطقي في حال حدوث الطلاق . لمعرفة أثر ظاهرة الطلاق على المجتمع .

سنتعرف أولا على أسباب الطلاق أو بعضها لأنها كثيرة ومتعددة ولكن اعتقد ان اهمها البعد عن الدين وغياب الدور التوجيهي للآباء و الأمهات والأزمات الإقتصادية والزواج المبكر وعدم التوافق الفكري والعمري وحاجات كتير ملعبكة .
‏ قال الله تعالى : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة و اتقو الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن و لا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة و تلك حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا , فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف و أشهدوا ذوي عدل منكم و أقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر و من يتق الله يجعل له مخرجا ) صدق الله العظيم
آثار الطلاق على المجتمع : حتما عند وقوع الطلاق سيكون هناك تأثير على المجتمع بأسره لأن المجتمع أصلا مكون من أسر مترابطة معا فبحدوث الطلاق يحدث التفكك لهذه الأسر مما يسبب إضطرابات عديدة يعاني منها المجتمع عند حدوث الإنفصال 
والطلاق فذلك ينمي الكراهية و الحقد و الغضاء بين الطرفين مما يؤدي إلى حدوث مشاجرات وعدم استقرار في المجتمع , و في معظم الأحيان يكون الأهل مصدرا للخصام وزيادة المشاكل بدلا من أن يساعدو على إصلاح ذات البين .

التأثير النفسي على المرأة و الرجل فبعد حدوث الطلاق يترتب على الرجل أعباء مادية و مبالغ يجب أن يدفعها مما يؤدي إلى زيادة همومه و كثرة تفكيره في كيفية جمع هذا المال اللازم مما يؤدي به إلى سلك طرق غير شرعية لكي يستطيع أن يوفر النفقات المطلوبه منه و كذلك المرأة ما تعانيه من ألم الطلاق و نظرة المجتمع لها مما يؤدي بها إلى سلك طرق غير صحيحة لتأمين رزقها و جميع هذه الطرق تؤثر سلبا على المجتمع 
وكثرة الجرائم و تزعزع الأمن في المجتمع و زيادة الإنحراف و الأمراض النفسية , كل ذلك يعود سببه إلى تشرد الأطفال بعد طلاق الوالدين وقلة الرعاية لهم و التفكك الأسري الذي دفعهم لأن يتجهو إلى سلوكيات غير سوية.

أثار الطلاق السلبية علي الرجل والمرأة والأبناء والمجتمع
علي الرغم من أن الطلاق في بعض الحالات يكون حل لا مفر منه إلا انه لا يمكن إنكار ما يترتب عليه من أضرار وأثار سلبية عديدة علي الرجل وعلي المرأة ويعتبر اكثر المتضررين من وقوع الطلاق هم الأبناء وبصفه خاصه إذا كانوا في سن المراهقة كما أن الطلاق يؤثر تأثير سلبي علي المجتمع ككل
أثار الطلاق السلبية علي كلا الزوجين
بعد وقوع الطلاق يبدأ كلا الزوجين مرحله صعبة من حياته قد تطول أو تقصر بحسب الظروف والمسئوليات ويختلف الأمر في الرجل عنه في المرأة.

بالنسبة للرجل
نجد أنه غالبا ما يصاب بحالة من الاكتئاب لفترة من الزمن بعد الطلاق وبصاحب ذلك شعور بعدم القدرة علي التعامل مع الآخرين وقد يفقد ثقته في نفسه فإذا ما حاول الزواج مره أخري كان غير قادر علي الاختيار بسهولة.
كما قد يصطدم بخوف الأهالي من تزويجه من احدي بناتهم لأنة من وجهة نظر المجتمع غير قادر علي أقامة حياة أسرية سليمة.
من ناحية أخري يكون علي الرجل أعباء مالية كبيرة في حالة زواجه مره أخري حيث يكون مطالب بنفقه وسكن لأبنائه وكذلك مطالب بنفقات بيته الجديد وهو الأمر الذي قد يكون غير قادر عليه.
وحدوث مشكلة نفسية كبيرة إذا كان الأبناء مع الأب حال زواجه بأخري لأنه في أغلب الأحوال لم يثق في معاملة زوجته لأبنائه من زيجته الأولي كما تعامل أبنائها.

بالنسبة للمرأة
تعتبر المرأة الشخص الأكثر تضررا في حالة وقوع الطلاق وذلك لأسباب عديدة منها المادي حيث من الممكن ألا يقوم الطليق بأعبائه المالية تجاه أبنائه وبعض الرجال يتعمدون التهرب من نفقى الأبناء كيدا للأم.
هذا بالإضافة إلي الحالة النفسية السيئة التي تكون لديها بعد الطلاق, إلا أ ن المرأة لا توجد لديها رفاهية الالتفات إلي حالتها النفسية حيث أن المجتمع بمجرد وقوع الطلاق يبدأ في إطلاق أحكامه علي المرأة ويصفها في أغلب الأحيان بأنها سيئة السلوك وعلي أحسن تقدير يصفونها بأنها غير قادرة علي تحمل المسئولية.
أثار الطلاق السلبية علي الأبناء
بالنسبة للأبناء يختلف التأثير حسب المرحلة العمرية التي يكونون فيها وقت وقوع الطلاق فإذا كان الأبناء في سن صغيرة جدا فمن الممكن أن يتعودوا علي الوضع بسهولة.
وإذا كانوا في سن الشباب فمن الممكن إقناعهم أما الأبناء قي سن المراهقة فهم الشريحة الأكثر ضررا حيث ينتابهم نوع من العدوانية تجاه المجتمع وقد يتم توجيه تلك العدوانية إلى أحد الأبوين أو كليهما ومنهم من يلجا إلي الإدمان كرغبة في الهروب من الواقع الذي يؤذيه نفسيا.
فإذا ما امتنع الأب عن دفع نفقات الأبناء واضطرت الأم إلي اللجوء للقضاء للحصول علي حقوق أبنائها تفاقمت المشكلة ماديا ومعنويا.

أثار الطلاق السلبية علي المجتمع
بما أنه في أغلب الأحوال لا يتم الطلاق بأسلوب متحضر ويحصل كل طرف علي حقوقه الإنسانية والشرعية كما يوصي الشرع وترغبه الفطرة السليمة فان وقوع الطلاق في أغلب الأحوال يؤدي إلي وقوع الزوجين تحت ضغط نفسي يؤدي إلى عدم قدرتهم علي القيام بواجباتهم الاجتماعية علي النحو المطلوب كما قد يتحول أيا منهم إلى شخصية عدوانية.
عدم الالتزام بقواعد الأخلاق والدين في إتمام الطلاق وما يترتب عليه يلجأ الأطراف إلى القضاء وهو ما يتسبب في وقوع المشاحنات التي قد تمتد إلي عائلات كلا الطرفين.
الأبناء في ظل تلك الظروف لا يكونوا نافعين للمجتمع بأي حال من الأحوال فقد يتحولون إلى السرقة أو الإدمان أو قد يلجأ الأطفال إلى الشارع تاركين ورائهم المشاكل التي أرقت حياتهم.
لكل تلك النتائج الضارة وغيرها مما لا يتسع المجال إلى ذكره يجب التريث قبل اتخاذ 
خطوة الطلاق .وأفضل من ذلك قبل ان يتم الزواج يختار كل منهم شريك حياته بحكمة 
ووضع الوازع الديني امام كل منهما وامام أولياء الأمر اللذين كثيرا ما يكونوا سببا رئيسيا في حدوث الطلاق لأنه كاد ان يكون ظاهرة مجتمعية.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 5:19:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية