عَظَمَةُ الرِّسَالَةِ الخَالِدَة

محمد بن هادي المباركي
مَنْ يقرأ في الإعلام الحديث ووسائل التَّواصل الاجتماعي المعاصرة يشعر أن بعض القيم الأخلاقية وقضايا حقوق الإنسان والمحافظة على كرامته واستقلاليَّته، وكأنَّها من الدعوات المعاصرة أو من مستجدات هذا العصر، حيث صدرت القوانين الوضعية التي تنادي بمبادئ الحرية والعدالة والمساواة لبني البشر جميعا قبل ما يقارب من خمسين عاماً، وهي مبادئ نظرية وقَّعت عليها كثير من الشُّعوب في العالم خلال تلك الفترة السابقة .
ومن يتأمل في منهج الإسلام وثوابته وتشريعاته في جميع المجالات يشعر أنه قد أنار للبشرية الطريق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، ووضَّح حقوقاً إنسانيَّةً واجتماعيَّةً لم يصل إليها أي إعلان عن تلك الجوانب في زمننا المعاصر.
وهذا يلفت النَّظر الى جانب في غاية الأهمية، وهو كيف أمضت البشرية في غير بلاد الإسلام أربعة عشر قرناً من الزمان دون أن تستفيد مما جاءت به الشريعة الإسلامية، وقدمته لحقوق لبني البشر.
لقد سبق الإسلام إلى تلك الحقوق، وبيَّنها للناس كافة في القرآن العظيم والسُّنة النبوية الشريفة، وتميزت تلك الحقوق في الإسلام بأنها جزءٌ لا ينفصل عن العقيدة الإسلامية، وعن التصور العام لعلاقة الإنسان بربه في هذا الكون، كما أن تلك الحقوق هي منحة من الله تعالى للناس جميعاً ، وليست نتيجةً لظروف طارئة أو لمطالب تقدَّم بها الناس يطالبون باعتمادها.
لقد كرم ديننا الحنيف الإنسان، وحفظ له حقوقه، وصان كرامته من أن تُهان، سواءً أكانت تلك الإهانة حسِّية أم معنوية، حتى وإن كانت في مجال القول والظَّن، ليضرب بذلك مثلاً رائعاً في الأخلاق العمليَّة والسَّلوكيَّة لبني البشر مع بعضهم، ومن الأمثلة الواضحة على تلك الحقوق والتوجيهات تلك الآيات الكريمة في سورة الحجرات في قول الحق تبارك وتعالى :}يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظَّن إن بعض الظَّن إثم ، ولا تجسَّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه{.
بل قد حرَّم ديننا الكلمة السَّيئة التي تخرج من فم الإنسان فتؤذي أخاه المسلم، وتُسبِّب له جرحاً، يقول المولى عزَّ وجلَّ : }ويلٌ لكلِّ هُمزةٍ لُمزةٍ{، والحديث عن القيم الأخلاقية التي قدَّمها ديننا الحنيف الى البشرية حديث لا ينتهي، فموضوع الفضائل والقيم مرتبط بالتوجيهات الإنسانية والأخلاقية والسلوكية، التي جاء بها القرآن الكريم، وحضَّت عليها السُّنة النَّبوية المطهرة، وأرست دعائمها الرِّسالة الخالدة .

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:26:00 م. يندرج تحت تصنيف , , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية