الري بمياه الصرف الصحي بديل قاتل وخطر يداهم الإنسانية


تحذر منظمة الحريات لحقوق الإنسان بمحافظة الشرقية من الري بمياه الصرف الصحي لاحتوائها على ملوثات بيولوجية وكيميائية..
كتب / عبدالحميد شومان
إنتبه ولا تذهب بعيدا فعلى مقربة من القاهرة الكبري عدد ليس بكثير من الكيلو مترات يتجلى أنصع نموذج لما نود التحدث عنه إنه ري الحقول بمياه الصرف الصحي غير المعالجة.. لعل الجميع يعرف أن مصر علي وشك فقر مائي خاصة بعد قيام أثيوبيا ببناء سد النهضه وأن هناك أسباب عدة جعلت منه ذلك.. أهمها النمو السكاني الكبير واستنزاف المياه بطرق عشوائيه أبسطها يستخدمها المواطن دون وعي وهي اهدار الماء في رش السوارع وأمام المحال وغيرها الكثير وبناء على هذا الفقر المائي المحتمل ولمواجهة النقص الحاد في مياه الري عمد مزارعون كثر في مناطق مختلفة في مصر إلى تلافي هذا النقص كبديل آخر يرونه محققاً لغاياتهم إنه مياه المجاري أو مياه الصرف الصحي .
ففي محافظة الشرقية موطني وبالتحديد في قرية الصحافة التابعة لمركز مشتول السوق حيث تتجمع مياه المجاري والصرف الصحي في رياح عملاق تمتد أعداد كبيرة من المضخات والخراطيم إلى تلك المياه لينتهي بها الحال لإرواء مزروعات معدة للاستخدام الآدمي وقوت للماشية التي ننتفع بألبانها ولحومها فما صحة هذا الفعل؟
محمد عبدالعزيز نائب رئيس مجلس مدينة مشتول السوق : خطأ مؤكد والمزراعين هم المخطئون حيث تتوافر لهم المياه الصالحة لكنهم يستسهلون الري من هذا الرياح ذو المياه الغير معالجة .
لعل ندرة مياه الري هي السبب وراء قيام المزارعين بعمليات سحب مياه المجاري والصرف الصحي غير المعالجة إلى حقولهم لغرض ري مزروعاتهم حفاظا على محاصيلهم من الهلاك لكن هل يعفيهم هذا من المسئولية أو يبرر لهم تجاوز حدود الجائز وغير الجائز خصوصا فيما يتعلق بصحة الإنسان ويمسها بشكل مباشر!؟ إن الإجابة بلا شك تأتي بالنفي ثم هل يعي هؤلاء حجم الكارثة التي تصنعها أيديهم وأنهم أول من يصيبهم البأس؟
فيزيائية المياه
إن مياه الصرف الصحي الناتجة عن الاستخدامات البشرية هي إما مياه رمادية
(مياه المطابخ والغسيل) أو مياه سوداء (مياه المراحيض)هكذا يقسمها الأستاذ بقسم تلوث النبات بجامعة صنعاء الدكتور محمد هاشم ولبيان محتواها قال هاشم وهو المختص في تلوث البيئة وتحليل المبيدات الزراعية: من الناحية البيولوجية تحتوي مياه الصرف الصحي على ملوثات بيولوجية أو ميكروبية تضم مختلف الأحياء الدقيقة من كائنات أولية وبكتيريا وفطريات، كما تضم الطحالب ومواد نباتية متخمرة، وهذه الكائنات العضوية الممرضة منشؤها هو الإنسان المصاب أو الحامل لهذا العامل الممرض، وللعلم يمكن أن يحتوي جرام واحد من الغائط إعزكم الله على عشرة ملايين فيروس، ومليون بكتيريا، وألف من أكياس الطفيليات، وقرابة مائة بيضة طفيليات.
القسم الثاني من الملوثات التي تحتويها المجاري بحسب هاشم، هي الملوثات الكيمائية، حيث تحتوي مياه المجاري على نسبة عالية من المعادن الثقيلة وقد بينت دراسة أجراها مختصون على عينات من نباتات رويت بالمجاري أنها تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة وصلت نسبة أحدها وهو الرصاص إلى 24 ضعفا من الحد المسموح به حسب منظمة الصحة العالمية فضلا عن معادن أخرى مثل الزئبق والكادميوم والنتريت تحتوي عليها مياه المجاري.
- فما الذي يعنيه احتواء مياه المجاري على تلك المكونات؟
واقع الحال
يرى مختصون في مجال المياه والبيئة أن شحة المياه من وجهة نظر المزارعين هناك تقتضي البحث عن بدائل لري زراعتهم التي يقتاتون بها هم وعائلاتهم بعد بيعها ويؤكد الدكتور هاشم وهو من المهتمين بهذا الشأن أن مياه الصرف الصحي من أهم البدائل التي يجب التوجه إليها في مجال الزراعة حفاظا على المياه العذبة التي تهدر في ذلك. لكنه يشدد “ مياه الصرف الصحي المعالجة من الدرجة الثانية والثالثة وفقا للمعايير الدولية والتي تصبح مأمونة نوعا ما لهذا الغرض..
وقال الأستاذ محمد جبر رئيس قسم المتابعة مركز ومدينه مشتول السوق ومقرر لجنة البيئة بمنظمة الحريات لحقوق الإنسان بمحافظة الشرقية إن ري المزروعات بمياه المجاري غير المعالجة محرم فقهيا وصحيا وبيئيا مداعبا ولن تقبل الدوله ضرر مواطنيها ولا ميجا واط.. وأضاف آلاف الناس يتعرضون لمخاطر صحية هائلة نتيجة ذلك والحقيقة التي يعلمها الجميع أن الدوله لا تختزل جهدا في عمليه العلاج خاصة فيرس c الناتج عن البلهاريسيا التي تأخذ دورتها في الجسد البشري حتي تصل الي تآكل الكبد ناهيك عن الفشل الكلوي المصاب به معظم أبناء مصر خاصة في الأقاليم مثل إقليم محافظة الشرقية والأقاليم المشتغله بالزراعة.
ويؤكد أخصائيون وحتي العامة أن مياه الصرف الصحي تعد مصدرا للتلوث الجرثومي والكيميائي وأنها في حال استخدمت لري المزروعات فإن محاصيلها تصبح ملوثة ومصدرا لنقل أمراض سارية عديدة مهما تعرضت للحرارة والطهي.
- حيث تسبب هذه المياه العدوى بالعديد من الفيروسات الخطيرة منها، الفيروسات الكبدية، فيروس الحمى السنجابية المسبب لشلل الأطفال، فيروس ريو المسبب للإسهال، فيروس الحمى الغددية، فيروس الكوكساكي والذي يسبب وباء التهاب عضلة القلب والالتهاب السحائي والذبحة الصدرية، فيروس الايكو المسبب للالتهاب الرئوي والالتهاب السحائي والالتهابات المعوية المسببة للإسهال الحاد، وغيرها.. كما تسبب العدوى بالعديد من أنواع البكتريا والطفيليات المتسببة في الالتهاب المعوي الحاد المصحوب بإسهال دموي وجفاف وحمى وفقدان للوزن وآلام معوية حادة وغالباً تسبب الوفاة خاصة في الأطفال ومنها: السلامونيلا، الكوليرا، التيفود، الدوسنتاريا بكافة أنواعه، البكتريا القولونية.
- أما المعادن الثقيلة التي تحتويها مياه المجاري فإن المشكلة لا تتوقف عند تناول الإنسان للخضروات المروية بهذه المياه, بل حتى الحيوانات، خاصةً إذا تناولت المواشي نباتا أو أعلافاً تحوي نسبة عالية من تلك المعادن فإن منتجاتها كاللحوم والحليب تنقل تلك الملوثات الخطيرة للإنسان، ومنها الكادميوم والنيكل والنحاس والزنك والرصاص والزئبق وهي تسبب تلف الدماغ وخاصة للأطفال وشلل الجهاز العصبي والعمى وقد ينتهي الأمر للشخص بالفشل الكلوي أو الكبدي أو حدوث خلل مزمن في الجهاز العصبي بجميع أعضائه ثم الوفاة.
وبحسب كتاب “سمية المبيدات والمعادن” فإن الرصاص سام عند أي مستوى من الجرعات وهو مادة مسرطنة ومسببا لفقر الدم ويتم امتصاصه من النباتات التي تؤكل أوراقها، وتبلغ الكمية التي يسمح للإنسان البالغ بتناولها يوميا من الرصاص عن طريق الغذاء 0.01 مل لكل كيلو جرام، أما الزئبق، فإنه يتراكم أساسا في الكبد والكلية والدماغ، وله مركبات شديدة السمية, لا يتخلص الجسم منها عبر البول أو البراز بل تتراكم فيه، وتبلغ الجرعة السامة للجسم 25 إلى 40 مل لكل كيلو جرام سواء دفعة واحدة أو بالتراكم، في حين يعد الكادميوم مادة مسرطنة ويحل محل الكالسيوم في العظام ما يسبب هشاشتها وتشوهات عظمية مختلفة وفي مراحله الأخيرة يسبب التهاب مخ العظام، وقد أظهرت نتائج فحص عينات مروية بالمجاري أن تركيزات النتريت فيها في مرحلة الخطورة الشديدة، لأنها أعلى من النسبة الممكنة والتي يجب أن لا تتجاوز 0.001 مل لكل كيلو.
وهناك فئات عدة من المجتمع أكثر عرضة للخطورة هم أصحاب الحقول وعائلاتهم، والعاملون في تلك الحقول وعائلاتهم ومتداولو المحاصيل من التجار وعمال النقل، وكذا مستهلكو اللحوم والحليب والمحاصيل المروية بتلك المياه القاتلة ثم الأشخاص الذين يقطنون بالقرب من هذه الحقول
شكل آخر للخطر
لا يقتصر أمر مخاطر الري بمياه الصرف الصحي أو المجاري على صحة الناس المباشرة فقط وإنما تمتد إلى التربة المروية بمياه الصرف الصحي حيث أكد أخصائيون أنها تصبح غير صالحة للاستثمار بشكل كامل إذ تغلق المسامات الموجودة فيها وتتملح ويؤكدون أن هذه التربة في الفترة الأولى يمكن أن تعطي مردودا كبيرا نتيجة احتواء المياه على بعض المواد التي تسبب ذلك ولكن هذا لا يعني أن التربة أصبحت أجود بل على العكس تماما لأنه بعد فترة تسوء حالتها تماما.
حقائق مبكية
ربما كانت عملية الري بمياه الصرف الصحي أو ما يسمى بالمجاري لم تصل إلى المستوى الكبير حتي لا نتهم بالمبالغة أو تضخيم الأمر إلا أنها تمارس في قرية الصحافة التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية علي مرئي من الجميع ولكن تحت صمت تام من المسؤلين ولم يعيروها أي اهتمام وهذا يعني أنه من الممكن أن تتوسع هذه الممارسات لتصل إلى عمليات نقل لتلك المياه لتروى بها مزارع في مناطق بعيدة خاصة مع غياب تفعيل أي قانون يردع مثل هذه الممارسات ما يعني تعاظم المخاطر الصحية الناجمة عن ذلك.
- ولعل الكارثة الحقيقية تتمثل في ري المزروعات التي تؤكل نية أكثر من المطبوخة و أضف إلى ذلك أن مياه الصرف الصحي تتغلغل في التربة مما يؤدي إلى وصولها إلى المياه الجوفية وبالتالي إلى مياه الشرب التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
لذا وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر لاستعمال مياه الصرف الصحي
في ري المحاصيل الزراعية ويجب أن تنتبه وزارة الري ووزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة الصحة والمجالس المحلية والإعلام بأدوارهم لحماية المجتمع من هذه الكارثة فالمسئولية مشتركة ولن ينجو أحد فإن مصر دوله تحترم حق الإنسان ومن حقه طعام آمن .. كما يجب وضع قواعد معينة للسماح وإن لزم الأمر فيجب معالجة مياه الصرف أولا وتقييد استخدامها ولا بد من إيجاد تشريع جاد يمكن من خلاله احتواء المشكلة ومن ثم حلها.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:46:00 م. يندرج تحت تصنيف , , , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية