فى ظل منظومة الخبز الجديدة : الخبز الطعام الرئيسي على المائدة المصرية منذ عصر الفراعنة


ميرفت عياد :
ايمانا بقيمة رغيف الخبز قامت الدولة متمثلة فى وزارة التموين بوضع استراتيجية جديدة لتوزيع الخبز وذلك بهدف تحقيق المصالح المتبادلة لأطراف المنظومة، حيث يحصل المواطن على احتياجاته من الخبز بجودة عالية وبسهولة ويسر دون طوابير وبالسعر الرسمي كما سيحصل أصحاب المخابز على حقوقهم المالية فورًا ، هذا الى جانب رفع كفاءة التشغيل الاقتصادية والمهنية لهذه المخابز، ورفع جودة المطاحن والدقيق المنتج وتساعد الدولة على القضاء على تسريب الدعم نهائيًا.
ولعل هذا الاحترام لرغيف الخبز بدأ منذ المصريين القدماء لدرجة ان قال احد الحكماء الفراعنة " إذا وجدت قطعة من الخبز فى الطريق أرفعها من على الأرض وقبلها وضعها جانباً حتى لا يدوسها أحد من المارة" هكذا أبدي المصريون القدماء إحتراماً عظيماً للخبز بإعتباره سند الحياة حيث تشير النصوص الدينية إلى العلاقة بين الحبوب التى يصنع منها الخبز الموضوع على موائد القرابين أمام المتوفى وبين الاله أوزيريس إله البعث والحساب وهو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين ، ومما سبق يتضح أن هناك علاقة بين الإله أوزيريس والخبز والحياة الاخرى .

طريقة صناعته فى مناظر المقابر

الخبز كان هو الطعام الرئيسي على المائدة المصرية فى العصور القديمة فقد أحتلت صناعته أهمية كبيرة فى مناظر المقابر هذا ما اكده الأستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين، أستاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة فى الدراسة التى أعدها تحت عنوان " الخبز فى مصر القديمة " موضحا انه يمكننا تصنيف خطوات الصناعة إلى خطوات رئيسية وأخري ثانوية ويلاحظ أن هذه الخطوات قد أختلفت من منظر إلى آخر كما يلاحظ تركيز المناظر فى مجملها على خطوات معينة تكاد لا تغيب فى أي منظر، ولم يكن هدف المصري القديم أن يشرح خطوات صناعة الخبز بل للتعبير عنها كرمز يستفيد منه المتوفى للحصول على مؤؤونه من الخبز فى العالم الآخر عن طريق الطقوس السحرية التى كانت تؤدي على تلك المناظر ويبدو أن أهم خطوتين من وجهة نظر المصري القديم على الأقل كانتا الطحن وإنضاج الخبز، ومن خلال بعض المناظر الكاملة لصناعة الخبز فى المقابر مثل منظر مقبرة تي بسقارة، يمكننا تحديد خطوات صناعة الخبز.

قوائم القرابين

ويشير دكتور عبد الحليم نور الدين الى أن مسميات الخبز عند المصري القديم تعددت خلال الفترات التاريخية المختلفة ودلت على وجود أكثر من نوع للخبز ومن أهم المصادر التى ذكرت تعرضت لأسماء الخبز وأنواعه كانت قوائم القرابين حيث كان الخبز هو العنصر الرئيسي بها كذلك نصوص الأهرام والكتب الدينية وبعض قطع البردي، وقد ظهر أقدم ذكر للخبز فى نصوص وأختام عصر بداية الأسرات التى ظهرت على لوحات عثر عليها ذكى سعد فى حلوان وعلى هذه اللوحات عادة ما يصور صاحبها جالساً أمام مائدة قرابين التى تحمل أرغفة الخبز المخروطية الشكل فى أغلب الأحيان وتوجد أمامه قائمة بأسماء بعض القرابين تضم فيما بينها ما يقرب من ثلاثة أسماء للخبز.
أنواع الخبز وأشكاله

وتميز الخبز فى مصر القديمة بتعدد أنواعه وأشكاله والتى بدأت تظهر على موائد القرابين منذ الأسرة الأولى هذا ما أوضحته الدراسة حيث أشار الدكتور عبد الحليم نور الدين الى أن أحجام كل هذه الأشكال اختلفت ما بين الكبير والمتوسط والصغير الحجم فى الشكل الواحد فالخبز المستدير مثلاً نري منه أرغفة كبيرة الحجم وأخري صغيرة تشبه الفطائر ويؤكد الإختلاف بينهما تعدد الأسماء فى الشكل الواحد، وما يقال عن الخبز المستدير يظهر أيضاً بالنسبة للأشكال البيضاوية والمخروطية للخبز من تنوع فى الأحجام ودرجة إستدارة الحواف فيها، كما تظهر أيضاً الإختلافات فى الزخارف والألوان فكانت بعض الأرغفة المخروطية ذات لون أصفر وحواف بنية، وكانت هناك أرغفة الخبز المثلثة ذات اللون الأبيض والتى غالباً ما ظهرت على موائد القرابين، وكانت من أجود أنواع الدقيق وهو غالباً دقيق القمح ، وظهرت أيضاً أرغفة بنية اللون مستديرة الشكل أستخدمت فى صناعة الجعة، ووجدت الزخارف على أرغفة الخبز منذ أقدم العصور وإن كانت قليله، وكانت الزخارف بالنسبة للأرغفة المستديرة عبارة عن بعض الدوائر وتراوحت ما بين خمس وست دوائر صغيرة تظهر على سطح الرغيف وفى بعض الأحيان تقل هذه الدوائر حتى تصل إلى دائرة واحدة كما ظهرت أيضاً طبعات الأصابع الخمسة على حافة الرغيف المستدير وربما كانت لهذه الزخارف علاقة بطريقة تسوية الخبز ونوعه.

أسماء الخبز وتصنيفها

وأوضح الدكتور نور الدين إن تنوع أسماء الخبز وكثرتها ووجود عدد كبير منها فى فترة زمنية وجيزة حتى تعددت 120 أسماً حتى نهاية الدولة الحديثة يجعلنا نتساءل علام تدل هذه الأسماء وماذا تعني؟ وعند محاولة تصنيف أسماء الخبز وجد أنه كانت هناك أسماء مجردة عرفت فى مناظر صناعة الخبز فى المقابر وفى قوائم القرابين، وأغلبها مناظر ثابته منها المستدير والمخروطي الشكل .
وقد قامت الباحثة إيمان المهدي بتصنيفها إلى ثلاث مجموعات، الأولى وهى تضم الأسماء التى ربما تعبر عن الخبز العادي الذي لم يكن يضاف إليه شئ من الفواكهة أو العسل، كما أن أغلب هذه الأسماء تصدرت قوائم القرابين منذ الدولة القديمة حتى الدولة الحديثة وضمت أقدم أسماء عرفت للخبز منذ العصر المبكر ومنها ما وجد فى مناظر صناعة الخبز دلالة على حاجاتهم إليه فى الإستخدام اليومي كطعام ، المجموعة الثانية تضم أنواعاً يدخل فى صناعتها مواد أخري غير القمح والشعير، ولذلك تندرج تحت بند الفطائر فإلى جانب الدقيق العادي من القمح والشعير يمكن أن يضاف إليها العسل، أو اللبن، أو الفواكهة ، المجموعة الثالثة تضم الأسماء المركبة من جزئين إحدهما التاء التى تعنى خبز والجزء الثاني صفة أو اسم وهذه الأسماء تشير إلى لون الخبز أو حجمه.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:06:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية