الدعم العربى لمصر ... لماذا توقف؟


دكتور يسرى العزباوى :اختلاف السياسات
دكتور فرج عبد الفتاح :الاعتماد على الداخل
اسحق تادروس :الاستفادة من الماضى

رشاد عبده: الدعم مستمر


تحقيق :شيرى عبد المسيح
بعد الأطاحة بنظام الأخوان من الحكم ساهم دعم دول الخليج لمصر بمرورها من فترة اقتصادية حرجة يمكن وصف الأقتصاد المصرى فى هذا الوقت بأنه تحت الصفر ،وبادرت الدول فى ارسال مساعدات ،ولم يتوقف دورها على ذلك بل قامت من خلال علاقتها بدول اوروبية بتوضيح الصورة الحقيقة لما حدث فى مصر وان ثورة وليس يكن انقلابا مثلما تم تصويره للخارج ،وتم وقف هذا الدعم قبل الأنتخابات الرئاسية بأسبوعين مرهونا بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئاسة وقد وعدت المملكة العربية السعودية وودولة الامارات العربية والكويت بتقديم مساعدات قدرها نحو 12 مليار دولار فى شكل منح وودائع بالبنك المركزى ومساعدات بترولية ،وبعد مرور شهرين على وصول السيسى للحكم اصدر البنك المركزى تقريرا يؤكد تراجع الأحتياطى النقدى الأجنبى ،مما يؤكد انه لم تصل مساعدات عربية منذ تولى السيسى الحكم ،فهل هناك اختلاف بين الدول العربية والحكومة المصرية الجدية ؟ام تنتظر هذه الدول مؤتمر دعم مصر ؟وهل تحسن العلاقات بين السعودية وقطر احد اسباب تراجع الدول عن مساعدة مصر؟ومتى تكون الحلول الداخلية هى الاهم ؟هذا مانبحث عنه خلال هذا التحقيق
فى البداية أكد دكتور يسرى العزباوى الباحث فى مركز الاهرام الاستراتيجى ورئيس مجلة السياسى المصرى :ان هناك مشكلة بين القيادة المصرية الجديدة وبين دولة السعودية فى وجهات النظر حول بعض القضايا الخاصة بالدول العربية ومن هذه القضايا العراق ومايحدث بها فمصر لها نهج مختلف عن دول الخليج فالدولة المصرية ترى ضرورة تقوية الحكومة المركزية التى يتولاها المالكى بشكل او بأخر سواء فى ظل وجود المالكى او غيرة بينما ترى السعودية ان العراق بها اضطهاد للسنة ولابد من تدعيمهم وتغيير السياسات ،ولكن ذلك لايدل على وقف المساعدات لمصر من قبل دول الخليج فهناك مؤتمر الدول المانحة لمصر والتى دعت اليه السعودية فى شهر سبتمبر المقبل وهذا المؤتمر أساس الدعم الذى تقدمه الدول ،وهناك بدء بعمل مشاريع فضلا عن ارسال اموال نقدية مثل دولة الارمات ،كما ان الفترة التى اعقبت ثورة 30 يونيو كانت تحتاج الى تدخل ودعم سريع مقارنة بذلك الوقت .
وعن المقابل التى تتلقاه الدول الداعمة لمصر اوضح العزباوى ان اى هزة تحدث فى مصر تؤثر على جميع الدول وضعف مصر يضعف هذه الدول ايضا والدليل على ذلك حالة الدول العربية الان ،ومن المتعارف عليه ان مصر دائما تقف الى جانب دول الخليج ضد المشروع الايرانى فمع اى تهديد ايرانى لهذه نجد الرئيس المصرى يذهب لمساندة هذه الدولة التى تم تهديدها ،كما ان الامن القومى المصرى يبدا من دول الخليج ، فنسبة العمالة المصرية المتواجدة بدول الخليج نسبة كبيرة وايضا الاستثمارات الخليجة الموجودة فى مصر من اكبر الاستثمارات ، وايضا هناك مساندة امنية من قبل مصر ففى حرب العراق على الكويت ساهم الجيش المصرى فى تحرير الكويت ،وعند صعود الاخوان للحكم فى مصر هدد ذلك عرش الدول العربية .
واشار الباحث بمركز الاهرام الاستراتيجى ان مصر يجب ان تعتمد على الموارد الداخلية ولاتنتظر الدعم الخارجى الخارجى بأى شكل ،وتعمل على اعادة النظر للموازنة والتنمية الداخلية لانه اذا استمر الوضع هكذا اننا ننتظر الدول حتى تدفع ببعض الامول لرفع الميزانية فسيبقى الحال كما هو ،ولكن اذا اعتمدنا على سواعد المصريين فى اعادة بناء مصر فسنتقدم وهناك بعض المشاريع التى تحتاج الى العمل بها مثل مشروع توشكى وبالفعل بدات الحكومة تتجه اليه مرة اخرى وهذا عمل ايجابى ايضا مشروع شرق العوينات ونويبع كل هذه المشروعات مهمة
وهناك دو كبير لرجال الاعمال المصريين فحتى هذه اللحظة والرئيس شبه يتسول لهم ويتعامل معهم بشكل جيد ودائما مايخبرهم ان مع استمرار الأزمة فى مصر فأستثمارتهم فى خطر ،و الاموال التى تبرعوا بها لاترقى الى المستوى المطلوب ،وعلى الدولة اعتماد سياسات جديدة وان تقوم الدولة بدور اساسى فى عملية الانتاج من خلال الرقابة على الادارة حيث ان مصر تعانى من ازمة رقابة اكثر من ازمة الموارد
ويتفق معه فى هذا الدكتور فرج عبد الفتاح استاذ الأقتصاد بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العليا بحزب التجمع :حيث يرى ان التنمية الاقتصادية للدولة تكون من الداخل ولكن المساهمات الخارجية بما فيها المنح فهى عنصر مساعد لعملية التنمية ،ومن خلال التجارب الاقتصادية لاتوجد تنمية قامت على مساعدات خارجية وانما تعتمد على التمويل من المدخرات الوطنية وفى مصر توجد مدخرات وطنية تحتاج للتعبئة وهذا دور البنوك ،لذلك يجب طرح اسهم فى شركات وطنية قد تكون للحكومة مساهمات فيها او تحت اشرافها ولكى يتم طرح الأسهم يجب ان يكون معيار الربحية واضح فيها حتى نستطيع ان نشجع المكتتبين على الاكتتاب فى الأسهم ولدينا تجربة ناجحة فى فترة الخمسينيات ليتنا نستعيد هذه التجربة وهى تجربة مصانع الحديد والصلب فى حلوان حيث تم الاكتتاب فيها اكتتابا شعبيا تحت مظلة الحكومة واستطاعت الحكومة فى السنوات الأولى لهذه المصانع ان تحقق ارباحا عالية ،ونحن الان فى مرحلة تنموية فيجب ان نستفيد من خبرات الماضى وتكون المنح الخارجية عنصر مساعد فقط .
وعن دور رجال الاعمال فى التنمية اوضح عضو الهيئة العليا لحزب التجمع ان دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لرجال الاعمال تفهم انها ليس تبرعا وانما هى مساهمة فى عملية التنمية وعلى رجال الاعمال ان يساهموا فى المشروعات التنموية الخاصة باستصلاح الظهير الصحراوى والبنية الاساسية وننتظر طرح هذه المشاريع حتى يبادر رجال الاعمال الوطنيون للمشاركة فى هذه المشروعات
وقال اسحق تادروس رئيس اتحاد الفلاحين بالأقصر: بالنسبة للحلول الداخلية والتى بدا الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تنفيذها برفع الدعم هذا تصرف جيد لان 80% من الدعم يتوجه الى المصانع ذات الأستخدام الكثيف للطاقة مثل الأسمنت والحديد والأسمدة والسيراميك وبذلك فالفقراء يدعمون الأغنياء أى ان الوضع معكوس ولابد من التخلص منه ،اما بالنسبة للدعم الخارجى سواء من الدول العربية او صندوق النقد الدولى فقد ادى دوره فى فترة ما والاعتماد الان على الداخل فنحتاج الى اعادة تجربة طلعت حرب مرة أخرى حيث كان المصريون اكثر فقرا واستطاع ان عمل نهضة حقيقة من خلالهم وكان بنك مصر اهم الاعمال الاهلية فى ذلك الوقت ، والمرحلة الان تحتاج الى العمل الأهلى وهو ليس ابتكار ولكن اعادة تجربة حدثت فى مصر
واضاف تادروس ان هناك العديد من المشروعات التى تمثل كنوزا لمصر منها منخفض القطارة وقد عرضت رؤية خاصة به فى كتيب اسمه (بحيرة اللوتس ) فمنخفض القطارة يقوم بعمل نهضة سياحية ومصدرثروة سمكية وتوفير الطاقة ومصر تعانى من مشكلتين توفير المياه العذبة والطاقة فمشكلة المياه تحل من خلال المنخفض عن طريق الامطار التى تتجاوز ال10 الاف متر تسقط فى منطقة محددة فى الصحراء الشرقية ودور المتخصصين هو الحفاظ وتنمية بحيرة المنخفض ونحن لانريد الكهرباء من المنخض فتوجد الطاقة الشمسية التى يمكن من خلالها توليد الكهرباء وايضا تصديرها واذا اعتمدنا على البحيرة فى توليد الكهرباء فيعمل ذلك على زيادة الاملاح فى البحيرة مما يجعلها بعد اعوام مثل البحر وتنتهى كل مشاريع التنمية التى تقوم على مياه البحيرة .
واوضح رئيس اتحاد الفلاحين بالاقصر ان بعض الاقاويل الخاصة بأن مصر لاتستطيع استخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء لصعوبة هذه العملية هذا الكلام لتثبيط الهمم فقط فقد قمنا بعمل دراسة (حلاوة شمسنا ) والتى توضح كيفية الأستفادة من هذه الطاقة التى تجعلنا فى مصاف الدول المصدرة للكهرباء ،ولكن يجب ان نعمل على تمصير كل الاشياء التى تستخدم فى هذه العملية من الرمل الزجاجى والحديد وكل العناصر المستخدمة توجد فى مصر ولكن الأهم وجود الأرادة الحقيقية للقيام بهذه المشاريع.
ويؤكد الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية :ان مصر هى مركز الامان للدول العربية فلن يستطيعوا ان يتراجعوا عن دعمها ،ويتضح ذلك من خلال المؤتمر التى دعت اليه المملكة العربية السعودية أكثر الدول دعما لمصر وهو مؤتمر الدول المانحة لمصر والتى ارجاءت مصر انعقاده الى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية ،وعلى جانب اخر تقوم دولة الامارات بتدعيم مصر من خلال المشروعات وماتم الأتفاق بينها وبين الرئيس السيسى على انشاء مساكن للشباب .

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 5:18:00 م. يندرج تحت تصنيف , , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية