لامؤخذة فيلم لامؤخذة مفتعل ...

رؤية بقلم – روبير الفارس
فى السينما لايكفى ان تكون الفكرة جيدة .حتى تكتمل بفيلم جيد .فالكثير من الافكار البراقة يتم تدميرها بسيناريو مترهل .ومشاهد مفتعلة .وللاسف الشديد يعتبر فيلم (لاموخذة )تاليف واخراج عمرو سلامة .معبر تماما عن هذا الامر .فعندما طرح المخرج فكرته تحمسنا جدا لمشاهدة هذا الفيلم الذى قال انه سوف يكشف عن طائفية المجتمع من خلال طفل مسيحى تجبره الظروف للانتقال من مدرسة خاصة الى مدرسة حكومية .ويضطر لاخفاء ديانته .فكرة جذابة ومبهرة .تم تكفينها فى سيناريو سيء .لنجد امامنا فيلم محبط للغاية .
حيث سيطر الافتعال على القصة والاداء والاخراج .ويمكنك بعد المشاهد ان تكتب قائمة طويلة لهذه الافتعالات .تبدء من اسم الطفل الذى اراد المؤلف ان يكون متشابه مع باقى اسماء المسلمين فاختار اسم هانى عبد الله بيتر .- قام بدوره الطفل احمد داش – ثم موقف الام – كنده علوش- التى ترفض الذهاب للكنيسة بحجج واهية دون ان يقدم الفيلم طوال احداثه مبرر واحد لهذا الرفض .وحتى الموقف الذى تبنى عليه دراما الفيلم ككل وهو نقل الطفل الى مدرسة حكومية بعد موت الاب الذى كان يعمل مديرا لاحد البنوك .الامر الذى من المفترض ان يؤثر على اقتصاديات الاسرة .غير مقنع لان الاسرة تعيش فى نفس المستوى من حيث الملابس والاقامة والسيارة .واذا كانت المشكلة هى فقط مدرسة الطفل .فالمنطقى ان ينقل الطفل من مدرسته باهظة التكاليف الى مدرسة لغات ارخص .او فى اسوء الاحوال الى مدرسة تجريبية .ولكن تم نقل الطفل تعسفا الى مدرسة حكومية فى مصر الجديدة تتبع الفيلم تغير اسمها فى تلميح واضح لما حدث فى المجتمع من اسلمة فتبدا المدرسة باسم الخديوية ثم الاشتراكية ثم القومية وصولا لمدرسة عمر بن الخطاب.وهذه المدرسة نجد فى داخلها كل العيوب والمشاكل الموجودة فى المدارس الحكومية من تسيب وبلطجة وتحرش وجهل .وفى اطار سلسلة الافتعالات نجد المدرس حامل النابوت والمطواة والذى يحمل اسم شقاوة هو نفسه الذى يقود الصلاة ؟ وهكذا تتوه الاحداث بين زحام الطابور وزحام الكانتين .وخناقات تلامذه.ولانجد مبرر درامى واحد لكى يغير الطفل ديانته .او مواقف كاشفه تستفيد من هذا التغير .اللهم الا شذرات لمشاركته فى مسابقة الانشاد الدينى او لتقديم الصورة الخطابية الممللة للوحدة الوطنية والتى قدمها ناظر المدرسة فى اوضح صورة .اما الاخطر فى هذا الفيلم فهى الرسالة التى قد تصل المشاهد عندما يتصدى الطفل المسيحى هانى .للطفل البلطجى على ويتدرب جودو من اجله .ويستطيع ان يضربه ويهزمه لكى يامن من شره .و(على )طوال الاحداث وهو يبلطج على الجميع بلا فرقه .وبعد اكتشاف ان هانى مسيحى يظل بلطجى ايضا ولكن بسبب التشويش فى السيناريو يفهم هذا بشكل طائفى ويجعل هزيمة هانى له يواكب رفضه فكرة الهجرة.وكان الرد بالقوة على الطائفية هو الحل .لكى تعيش فى هذا الوطن .وللاسف هناك رسائل سلبية اخرى قد تصل المشاهد بسبب سطحية الفيلم وتذبذبه بين معالجة مشاكل التعليم والتمسح فى المشاكل الطائفية والسخرية ليفشل فى القدرة على بناء عمل درامى محترم .تواكب ذلك مع اداء بارد لكندة علوش وباقى فريق العمل .فى وسط اجادة لاداء الاطفال .ولياتى الاخراج ليقدم عمل مملل ومترهل .لم يعرف ان يقول شيئا غير انى عندى فكرة حلوة صارت فيلما رديئا .يستطيع ان يصبح نموذجا فى الاجابة على سوال كيف تصنع فيلم – لاموخذة مفتعل

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 11:03:00 ص. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية