بعد مرور مايقرب من عام على ثورة 30 يونيو

تحقيق :اخلاص عطاالله ميرفت عياد – فادى لبيب
فكر الجماعة الارهابية مازال رابضا فى كتب التعليم
الدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم :فترة حكم الرئيس المعزول جزء من تاريخ مصر لا يمكن تجاهله أو الغاؤه

الدكتورة نوال محمد شلبى : وتغيير متعمد فى تعريف الانتماء الوارد بكتاب مادة الدراسات الاجتماعية من الانتماء للمجتمع إلى الانتماء للجماعة.الدكتور كمال مغيث : وطنية مؤسسات التعليم دون مذهبية أوطائفيةالدكتور جابر عصفور : التعليم الاخوانى حذف معارك طه حسين الفكرية مع قوى التشدد والتخلف فى كتاب الأيامالشاعر فاروق جويدة :المناهج الاخوانية نسبت ثورة 25 يناير لزعامات الجماعةالمفكر والشاعر احمد عبد المعطى حجازى :لابد أن ينتبه المصريون لمعالجة ما أحدثه الإخوان من خلط بين الدين والتعليم.
يعد التعليم أحد روافد ومفاتيح السيطرة على عقول المواطنين، فضلاً عن الإعلام، وبالتالي فإن أي نظام سياسي يأتي يحاول جاهدًا أن يفرض توجهاته على الإعلام والتعليم ، وبالفعل كان هناك مخطط مخيف اثناء حكم مرسى أهم أركانه هى أخونة المناهج الدراسية حيث كانت الأفكار داخل الجماعة وحزب الحرية والعدالة تتواتر عن ضرورة وضع مناهج تعليمية مغايرة للمناهج الموجودة ، وأن تكون المناهج الجديدة حاملة لما ترغب الجماعة في تحقيقه من أهداف، وذلك من خلال المواد الثقافية، كاللغة العربية والتاريخ والفلسفة وعلم النفس، والدراسات الاجتماعية، وغيرها
ولكن عقب سقوط الإخوان بدأ وزير التعليم الجديد حملة تعديل للمناهج التعليمية؛ لإزالة آثار الإخوان من تلك المناهج .
ومن هنا جاء قرار الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم بإقاله وليد عبد التواب، رئيس قطاع الكتب، بالوزارة، وذلك بعد إرسال المركز القومي للمناهج تقارير تفيد بأنه تم إجراء تعديلات علي كتاب مادة الدراسات الاجتماعية، للصف الرابع الابتدائي، والمقرر تدريسه العام المقبل حيث تم تغيير كلمة "المجتمع" بكلمة "الجماعة" فضلا عن وجود عبارات تشير لفكر الجماعة الإرهابية في سبعة عشر صفحة بالكتاب.
وعن هذه الواقعة تتحدث الدكتورة نوال محمد شلبى ، رئيسة مركز تطوير المناهج قائلة : إن المركز إكتشف وجود عبارات مروجة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي:"ينبغي أن ينتمي الإنسان للجماعة التي يعيش فيها"، بدلا من النص الأصلي، وهى : " ينبغي أن ينتمني الإنسان للمجتمع الذي يعيش فيه"
كما تبين ورود بعض الأخطاء العلمية وتغيير متعمد فى تعريف الانتماء الوارد بالكتاب من الانتماء للمجتمع إلى الانتماء للجماعة.
وقالت الدكتورة نوال أيضا إنها اكتشفت الخطأ مصادفة مشككة فى وجود أخطاء أخرى بباقى الكتب،
وأوضحت أنها تقدمت بمذكرة عاجلة للوزير تفيد بأنه تم اجراء تعديلات على الكتاب دون الرجوع للمركز وأن الكتاب الجديد حمل أخطاءاً عديدة أدت إلى تشويه الكتاب،وأشارت إلى أنه يتم تنقيح جميع الكتب لمراحل التعليم المختلفة لحذف أي عبارات ذات مغزى سياسي قبل طباعة الكتب الجديدة.
ويؤكد الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم على انه عندما استلم عمله بالوزارة وجد ان هناك بعض الكتب الدراسية الخاصة بالعام الدراسى الجديد تم طباعتها وتحتوى على شعار " رابعة " باللون الأصفر والأربعة اصابع ومعلومات مغلوطة عن ثورة 25 يناير ، لذلك تم فرم نسخة من كتاب الفلسفة وعلم النفس للمرحلة الثانوية والذى كان يحتوى شعار رابعة .
وأضاف ان المطبعة تحملت تكاليف هذا الكتاب مساهمة منها فى تخفيف العبء عن الوزارة ، كما اعدم كتاب التربية الوطنية لاحتوائه دروساً عن عدم الشرعية ،أيضا تم الغاء فصل أهل الذمة من كتاب المواطنة .
وهنا يشير الوزير الى نقطة مهمة فى المناهج ، حيث أكد على أن فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى لابد ان تضاف الى منهج التاريخ للمرحلة الثانوية (بدءا من العام 2014-2015 ) فهذا العام الذى حكم فيه المعزول يعد جزءا من تاريخ مصر لا يمكن تجاهله أو الغاؤه ، علماً بانه سيتم عرض الحقيقة كما حدثت على أرض الواقع يمميزاتها وسلبياتها ولا مكان للتلاعب .
ثورة يناير .. والزعامات الإخوانية
وأوضح الشاعر فاروق جويدة ان جماعة الإخوان المسلمون استطاعت خلال عام واحد تغيير وقائع التاريخ ونسبت ثورة يناير كلها للزعامات الإخوانية رغم انهم جميعا كانوا في المعتقلات والسجون ، فالجماعة أصيبت باللعنة الفرعونية القديمة وهي تزوير الأدوار ولهذا وجدنا وزارة التربية والتعليم حائرة امام ملايين النسخ من كتاب التربية الوطنية التي اسقطت اسماء جميع ثوار يناير بما في ذلك الشهداء منهم وتصدرت صفحات الكتاب صور اعضاء مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة الذي لم يكن قد قام بعد ليؤكد الكتاب ان قادة الحزب هم قادة ثورة يناير ، فقد تعجلت الجماعة في تغيير المناهج وتزوير الأدوار وتزييف الحقائق !!
الاخوان .. المعارك الفكرية
وعن تراث الدكتور طه حسين الذى يتعرض لتهميش واعتداء سافرين من قوى الرجعية
أكد الشاعر شعبان يوسف على ان كتاب "الأيام" المقرر على الثانوية العامة تم الاعتداء عليه بضراوة بالحذف والإضافة والتعديل، واستبعدوا كل ما له علاقة بالمعارك الفكرية التى خاضها طه حسين مع الأزهر فى ذلك الوقت أى أنهم قاموا بمجزرة حقيقية لطه حسين ،غير مدركين أهمية دوره الريادي في ترسيخ مبادئ حرية الفكر والرأى والتعبير .
ويوافقه الرأى دكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق وأستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة قائلاً ان حذف تدريس الجزء الثالث، من سيرة طه حسين، مشترطا أن يكون الجزآن الأول والثاني مكتملين، دون أي مساس، مثل الذي حدث من حذف للأجزاء الخاصة بالتدريس في الأزهر من الجزء الثاني، أيام الوزير جمال موسى، والتي قيل وقتها إن فيها انتقادا للأزهر وإساءة له
موضحا أن الجزأين الأولين قد نشرا خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، وأنهما مرتبطان ببعضهما، وقد قرأهما وعمره 12 سنة، مؤكدا أنهما من جعلا منه "جابر عصفور"، أما الجزء الثالث فنشر في الخمسينيات، وكان عبارة عن مقالات نشرت في مجلة آخر ساعة، ثم أضيفت للكتاب، وتناول الأحوال الثقافية في مصر في تلك الفترة ومقارنتها بفرنسا
فالدكتور طه حسين يشكل رمزا فكريا وتاريخيا لذا فهو عدو للجماعات الدينية حيث أدت معظم كتبه لمعارك وصدامات فكرية بدأت بما قاله فى كتابه "الشعر الجاهلى" واستمرت المعارك عندما قدم كتابه "مستقبل الثقافة المصرية " سنة 1938 والذى تصدى له حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان بكتاب اسمه "ضد مستقبل الثقافة فى مصر" فالصدام كان جذريا بين طه حسين والمجموعات الإسلامية ذات العقل الظلامى والذين شوهوا كتبه وحاولوا قطع رأسه يريدون إنهاء وجود أى مفكر مثل طه حسين فهم لا يحاربونه فقط، بل يحاربون كل من يسلك مسلكه ، ولا يريدون الاعتراف بأن طه حسين هو الرمز الأكبر للاستنارة فى تراثنا المصرى الحديث.
افساد العقول

ويؤكد المفكر والشاعر احمد عبد المعطى حجازى على أن الجريمة الكبرى التى ارتكبها القائمون على التعليم فى مصر أنهم استبدلوا التربية الوطنية بالتربية الدينية وأصبح الدين مادة للرسوب والنجاح وكان المفترض أن يدرس الطلبة الدين وكذلك التربية الوطنية، وقال إن الاعتداء لا يقتصر فقط على طه حسين وإنما امتد لكل الكتابات المستنيرة التى يتعاملوا معها بالتجاهل والتعتيم مثل كتابات سلامة موسى ولويس عوض، مؤكدا أن اختيارهم لعبقرية عمر للعقاد لتكون بديلا لا غبار عليه ولكن لا يجب أن يحدث استبعاد لطه حسين
ويضيف : ان المشكلة الان لم تعد طه حسين وحده بل أصبحت مشكلة التعليم كله فى مصر الذى اصبح فاسداً فساداً مطلقاً لانه منذ ثلاثين عاما على الأقل أصبح فى يد الاخوان المسلمين منذ كرسوا جهودهم للسيطرة على كليات التربية التى تخرج المدرسين ، وبالتالى سيطروا على المدارس عن طريق افساد عقول المدرسين واخراجهم من رسالتهم الحقيقية وهى التنوير فقد أصبح المدرس مسئولا عن تعتيم الحياة والعقول وكرس المدرسون جهودهم لتلبيس التلميذات الحجاب واضطهاد الطلبة المسيحين مما جعل الاخوة المسيحيين يشعرون انهم غرباء فى مدارس الحكومة فبدأوا فى عمل مدراس خاصة بهم وهكذا اصبحت المدارس تمزق نسيج الوحدة الوطنية بدلا من ان تلحمه وتقويه .
ونبه لضرورة الالتفات للتعليم وأن ينتبه المصريون ليس فقط لما وضعه الإخوان بل لما حدث فى العهود السابقة ليعالجوا الأمراض التى تبثها الكتب التعليمية وتغذى بها التطرف والإرهاب مع معالجة ما أحدثه الإخوان من خلط بين الدين والتعليم.
خطوات على الطريق
وأوضح الخبير التربوى الدكتور كمال مغيث ان هناك احد القادة فى وزارة التربية والتعليم استغل منصبه فى الترويج للجماعة من خلال طبع شعار رابعة على كتاب الصف الرابع الابتدائي، والمقرر تدريسه العام المقبل ، وتغيير بعض الجمل التى ترسخ فى عقل الطالب فكرة الانتماء الى الجماعة وليس الوطن ، ولكن تم اكتشاف الامر وتحويله الى التحقيق واعدام جميع نسخ الكتاب
كما أكد د . كمال مغيث على أهمية تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع القرن الواحد والعشرين ، وتكريس ودعم فكرة المواطنة دون التمييز الدينى الذى كان يريد الجماعة تثبيت دعائمها فى المجتمع من خلال فصل " أهل الذمة " الذى وضع فى منهج المواطنة وحقوق الانسان فى الصف الثانى الثانوى والذى تم حذفه من المنهج بعد ثورة 30 يونيو
موضحاً اهمية نزع كل مظاهر الخطاب الدينى فى التعليم لانه هذا الخطاب يتعارض مع قيم المواطنة والتماسك الوطنى ، ومن المؤسف ان هذا الخطاب المتعصب أوسع واقدم من حكم الاخوان منذ حوالى ثلاثين عاما ، ولهذا تستغرق عملية التطهير فترة من الزمن
مطالباً بانشاء مجلس وطني للتعليم يقوم بتحديد أهداف عامة للعملية التعليمية والتربوية بحيث يكون هذا المجلس مسئولا عن وضع الأهداف العامة ومنها مسألة تخريج طلاب لهم مشاركاتهم السياسية وتفاعلهم مع مجتمعهم ومؤمنين بالمنهج العلمى فى التفكير وغير ذلك من الأهداف العامة على ان تكون هناك لجان متخصصة فى مواد علمية محددة كالتاريخ والكيمياء والرياضيات .. . وغيرها للوقوف على وضع أهداف خاصة تتعلق بشكل المناهج ومضمونها ، هذا المجلس يكون فى النهاية مسئولا أمام الشعب عن ادائه من خلال المناهج التعليمية التربوية التى يقرها .

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 3:14:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية