أطفال الشوارع يرحمكم الله


بقلم/عبدالحميد شومان
وفقا لأخر إحصائيات يوجد بالشارع أكثر من 3 مليون طفل بلا مأوى يتخذون الشارع مسكناْ لهم فى مصر وحدها .......رقم مفزع و لا أحد ينتبه لتلك .الأزمة الأخذة فى التعملق .. و التى أصبحت مارداْ عاتيا يهدد أمن و سلامة المجتمع المستقر المحافظ ..
كثيرون من الكتاب و الباحثيين و أساتذة متخصصين فى علم الاجتماع , و غيرهم من النشطاء الإجتماعين قتلوا تلك المشكلة بحثأ و كتابة ... لكن دون جدوى من الوصول إلى حل جذرى ...
يجب علينا أن نعترف أن لدينا مشكلة عويصة تضجر مضاجعنا و تهدد سلامة وطن... و لا نستهين بها لأنها وطيدة الصلة بالوضع السياسى فى البلد ,, فهى وقود قابل للاشتعال بوحشية لتدمير الوطن قد يؤتى لا قدر الله بالاخضر و اليابس ...
و الدليل على هذا القول الاستغلال السئ لهؤلاء المشردين الذى تم أيام إعتصامات الجماعة الإرهابية فى رابعة و ميدان النهضة ...و مازال يتم إستخدامهم فى أعمال البلطجة ضد قوات الامن و أيضا ضد المواطنين ..
كيف وصلنا إلى هذا الوضع المأساوى ؟؟؟ و من المسئول ؟؟؟
فى البدء يجب علينا ان نعرف من هو طفل الشارع ؟
هو ببساطة و بإيجاز طفل رفضته الحياة و تنكر له أهله .. ... والبعض منهم قد دفعت به أسرته فى الشارع لظروف أهله الاقتصادية و الاجتماعية المتدنية الشديدة الفقر . للعمل فى الشارع كمنادى أو متسول ..أو بائع متجول . هؤلاء الاطفال حرموا فى بيوتهم .............
من الحد الادنى للإحتياجات المعيشية ...من ماء و صرف و تهوية سليمة و إنارة .... و ما إلى ذلك من ضروريات الحياة التى تمنحهم الحد الأدنى من الكرامةالإنسانية ..
و قد يكون هذا الطفل للاسف الشديد نتاج علاقات محرمة من أفراد الأسرة الواحدة .. كبين الاب و إبنته .. او الاخ و أخته .. و ما الى ذلك من غشى الاقارب .. و تناسل المحارم..
النتيجة تكون فى النهاية لفظه فى الشارع .. أو هروبه من أسرته بسبب المعاملة القاسية و الحرمان و الفقر الشديد .. مفضلا العيش فى الشارع فى هذا العالم المجهول المنفصل عن المجتمع لما فيه من حرية .. و رغبة فى التملك .. كنتيجة طبيعية للضغوط النفسية التى تعرض لها من حرمان و فقد الثقة بأسرته من أن توفر له الحب و الرعاية و الأمان ..
و السؤال الذى يطرح نفسه ؟ لماذا تزايدت أعداد الاسر التى تعانى من التفكك الأسرى خاصة فى ال 30 سنة الماضية ؟؟
أصل المشكلة بالطبع يرتبط رتباط وثيق بالوضع الإقتصادى أولا و الإجتماعى الأخلاقى ثانياْ ...
1_
الهجرة من الريف الى المدن الرئيسية ( القاهرة و الأسكندرية ) ..
2_
إصرار الحكومات السابقة و إلى يومنا هذا فى إختصارتوفير الخدمات و الحركة التجارية و فرص العمل فى القاهرة و الاسكندرية ..
3_
مما جعل القاهرة أكبر محافظة تضم مناطق عشوائية.. (و فقا لأخر تصريح من اللواء عادل لبيب وزير التنمية الإجتماعية .. أن 37 % من مساحة الكتل العمرانية و التجمعات السكنية فى مصر " عشوائية و غير مخططة " ..
و حل تلك المشكلة وفقا لتصريح الواء عادل لبيب لا يأتى إلا بمشاركة المجتمع المدنى فى علاج مشكلة العشوائيات .. و قاطنى القبور ..
و دعا للاقتداء بمشروع مؤسسة معا " للفنان محمد صبحى " ..
4_
غياب الوعى الدينى و إنتشار الزوايا و المساجد التى لا تخضع لمراقبة و إشراف وزارة الأوقاف .. أسفر ذلك عن كثرة حالات الطلاق .. و التفكك الأسرى
و نشر الأفكار المغلوطة و تغريب الدين و إعلاء الدنيا و إفراز بشر عشوائيين فى التفكير و الوعى فاقدين لإستيعاب معنى وجودهم فى الحياة .. و من هنا
طفا على السطح مجتمع عشوائى مشوه خارج حسابات المسئوليين الذين كالعادة إتبعوا سياسة " غض البصر " عن المنكر .,و سياسة " السكوت من ذهب " ..!!!!
مبادرةأمل تلوح فى الأفق لحل مشكلة أطفال الشوارع ::
سوف يناقش المجلس العربى للطفولة و التنمية بالتعاون مع المجلس القومى
للطفولة و الأمومة يوم الثلاثاء القادم الموافق 12 /2 ورشة عمل ختامية للمرحلة الأولى لمشروع حماية اطفال الشوارع فى مصر برئاسة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى .. و لفيف من الخبراء و الممارسيين التنفذيين المتخصصين فى هذا المجال
مقترحات يجب طرحها فى تلك الورشة فيما يخص الحقوق الخاصة بأطفال الشوارع من الدولة و من المجتمع ::
1-
من حيث اولا حقهم فى التعليم و التركيز على إسلوب التدريس .. حيث يجب إتباع ما يسمى بإسلوب التعليم غير الرسمى , أو غير التقليدى الذى يجب أن يعتمد على الأساليب الحديثة نظرا لحساسية وضع المتلقى " طفل الشارع " ..و مراعاة ظروفه النفسية و إنعدام ثقته بالمجتمع ..
و التركيز على ضرورة مشاركة الطفل و أخذ رأيه فى أى أعمال تطوير تخص المؤسسة التابع لها لزرع إحساسه بالإنتماء للمكان الذى يتعامل معه .. و دمجه فى أنشطة و ألعاب تعتمد على تشغيل الذهن تساعد على ترغيبه بالمكان ..و تنمى لديه القدرة على الابداع و الابتكار ..
و جعل هذه الألعاب من شأنها تدريب الأطفال و تطويعهم على الإلتزام ببعض القوانين و الحدود المماثلة التى يواجهونها فى حياتهم العامة على غرار ما يحدث فى معسكرات الإصلاح بأوروبا "Correction Camps "
و يجب ان يتميز الاشخاص القائمين على التعليم بقدر عالى من التدريب و الكفاءة بجانب توفرالجانب الإنسانى بهم و الروح التطوعية ..
2-
الحق فى الرعاية الصحية
::
يتعرض هؤلاء الأطفال للعديد من المخاطر الصحية .. بالإضافة لتعرضهم لإيذاء البدنى و الجنسى ... و يفتقدون كليا لأى نوع من الحماية من قبل الدولة .. لا تأمينات إجتماعية و لا عقود عمل .. مما يجعلهم عرضة للعديد من الحوادث و الامراض ..
3-
الحق فى الهوية ::
العديد من هؤلاء الأطفال ليست لديهم شهادات ميلاد .. لأنهم غالبا نتاج علاقات غير شرعية .. من الضرورى جدا ان تقوم الدولة بتأمينهم و بالإعتراف بهم كمواطنين مصريين لهم حقوق و عليهم واجبات .. و تلك الخطوة سوف تساهم يشكل كبير فى الحد من إستغلالهم فى أعمال مشبوهة و نميل فى القول أنا ستكون إرهابية فى الفترة القادمة ..
فيجب علينا أن ناخذ خطوات واسعة و سريعة فى تلك المشكلة المتعملقة التى أضحت واقع بغيض يؤرق مضاجع المسالمين الأمنين ..
لأن إهمالها و تجاهلها سوف يؤدى ببساطة إلى صناعة مجتمع مارق من المنحرفين و المرضى و المجرميين و الضاليين و المدمنين ... فى مجملهم هم نواة خصبة لتقسيم المحتمع مابين إرهابيين و بلطجية و ما بين مجتمع أخر إنسانى محافظ ..........


الكاتب صوت الناس الاخبارية on 11:10:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية