احلام في مهب الريح والحل يبدأ من صندوق قمامة منازلنا!!


بقلم/ عبدالحميد شومان
ان ما جعلني  اكتب في هذا الموضوع الشائك الذي يمس كل بيت في مصر هو تراكم اكوام القمامة في مدينتي المصغرة من مصر وهي مدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية ..تلك المدينه التي ربما لا تحسب قرية  بالنسبة لتردي كافة الخدمات الإنسانية بدأ من رغيف العيش حتي شربة الماء وكيفيه صرفها في بالوعات مسدوده تكاد ان تغرق المارة عشان كده ياريت  الناس تبطل تشرب ميه او تاكل رغيف العيش المدعم  او الحر فكلاهما بحاجة الي صرف والمسئولين حدانا في الطراوة محدش له دعوة  بحاجة ناهيك عن الشوارع الغير ممهده حتي لسير الماشية اعزكم الله ناهيك عن الشوارع المظلمة  وياريت تدعو معاية ربنه يرجع عربية الكهربا بالسلامة وكمان يعينو سواق للجليدر .. ما علينا بلاش نجيب سيرة الناس ..محافظ الشرقية راجل  دكتور جامعة وهو ماله بالمحليات لكن الله يسامح الوزير عادل لبيب مش عارف ليه مجبلناش محافظ  من المنوفية  ناس بتعرف تدير  شئون البلاد صح مش كفاية النصيبة السودا اللي جت لينا من قرية العدوة شرقية ونيلت  البلد وقسمت الشعب ؟؟.. المهم  عشان انا لخبط ومش عايز اجيب سيرة الناس وشكلي خرجت عن الموضوع المهم أحب اقول لنفسي ولأبناء مدينتي عشان منحلمش كتير .. وقبل أن نُلقى باللوم، والعتاب، والاتهامات الباطلة وغير الباطلة بالتقصير على حكومات مصر ماقبل 25 يناير حتى الحالية منها "المرتعشة بطبيعتها، وطبيعة أيامها السودة!!" لعدم قدرتهم جميعًا على إيجاد حلول جذرية لمشكلة القمامة فى مصر، علينا أولاً إلقاء نظرة على "كيس الزبالة" فى منازلنا قبل إلقائه بعرض الشارع لنتأكد من أسرافنا الزائد جدًا فى استهلاكنا، فعندئذ سنكتشف أنه ليس غريبًا أن نجد هذه التلال الهضبية من القمامة فى شوارعنا!!
فجزء كبير منه يحتوى على ورق جرائد ومجلات أو ورق أبيض نضعه فوق السفرة أو فوق الطبلية، فى حين أننا نملُك إمكانية أن نأكل على مفرش المائدة الجلدى ثم ننظفه، ثم نُعيد أستخدامه، وهكذا!!
وجزء آخر من نفس الكيس يحتوى على فاكهة أو خضراوات عُطبت وهى فى الثلاجة، أشتريناها بدون حاجة إليها، لأننا نشترى أكثر من حاجتنا وربما أكثر من طاقتنا، والغريب أننا ندعى دومًا أننا شعب غلبان مسكين فقير!!
وجزء ثالث يحتوى على طعام أو شراب حامض، أو خُبز عفن، ناهيك عما بداخل الكيس من فضلات ليست بالفضلات!!
وإن كُنا قد أرجأنا توجيه اللوم على الحكومات فى أول الأمر، فلا ينبغى لنا الإستمرار فى إعفائهم من مسئولية رفع هذه التلال الهضبية من القمامة فى شوارع وميادين مصر، واخص بالذكر مدينتي التي الهمتني ان اكتب من كثرة القمامة بدأ من حي الشوامنه  وحي الجزارين وابو سالم والطراطرة  ولاينبغى لنا أن نلتمس لهم العذر فى توحش هذه المشكلة يا أستاذ وجيه يا رئيس مجلس المدينه التي  لا تليق  بالمدينه إلى هذا الحد، فما يجب أن يكون هو ضرورة امتلاكها للآليات المناسبة لحل أى مشكلة حتى وإن كان أساسها المواطن كمشكلة القمامة، فمن الطبيعى جدًا أن يكون المواطن هو السبب والنتيجة لأى مشاكل يعانيها المجتمع!!
وأنى إذ أرى أن حل مشكلة القمامة فى مصر يحتاج إلى تفعيل كل أو بعض ما هو آت:ـ
1-تغيير نمط استهلاك المواطنين وترشيد استهلاكهم الزائد بلا حدود الظاهر بوضوح فى سلات قمامتنا.
2-أن تسود بيننا الثقافة الألمانية فى هذا الشأن، وهى الثقافة التى جعلت الوعى العام الألمانى يحول القمامة إلى ثروة تدر أموالاً طائلة، بعد أن مثلت القمامة لديهم عبئًا مجتمعيًا لا يُطاق، ومصدرًا أساسيًا من مصادر تلوث البيئة، ومصدرًا رئيسيًا للأمراض، فاختارت ألمانيا الأستفادة من المخلفات والمهملات بطريقة الصناديق الأربعة الملونة!! وهى عبارة عن تقسيم القمامة إلى أقسام كل قسم له صندوق له لون مُميز فالأزرق للمخلفات والمُهملات من الأوراق والكرتون، والأصفر للعبوات الزجاجية والمعدنية الفارغة، والأخضر لفضلات الطعام العضوية وبقايا الفواكة والخضراوات.
3-اشتراك المصانع المنتجة لجميع المواد التى يستهلكها المواطن فى الحل، فإذا كان المكون الرئيسى للقمامة فى مصر -بخلاف بقايا الأطعمة- هى "الكرتون" الحافظ لأى سلعة استهلاكية بحجميه الصغير والكبير، وهى زجاجات المياه الغازية الفارغة بمختلف أحجامها، وهى زجاجات الزيت والخل والطحينة والعصائر وغيرها، وكراتين الأجهزة الكهربائية وما شابه ذلك من عبوات بلاستيكية أو زجاجية أو كرتونية، فلماذا لا تُعيد المصانع التفكير فى شكل وحجم العبوات الحافظة للسلع المُستهلكة من شاى وسكر ودقيق ومواد غازية وزيت وعصائر وأدوات كتابية وهدايا وألبان وملابس جاهزة وأجهزة كهربائية بشكل يساعد على تقليل المُهمل منها بعد استخدامها؟!
وإذا لم تُقم هذه الشركات بهذا أو ذاك من تلقاء نفسها، فلتُسن القوانين واللوائح المُلزمة لها بغية تغيير شكل وحجم عبواتها الحافظة للسلع الاستهلاكية، ومن ثم تقليل الفائض منها الذى هو المُسبب الأول لتوحش مشكلة القمامة ؟!
4-جذب استثمارات محلية وأجنبية لإنشاء شركات لتدوير المخلفات الصلبة والزراعية والجافة، تلك التى وضع حجر الإساس لها نظام مبارك، تُتيح فرص عمل لشباب عاطل، وتُعيد تدوير وتشكيل تلك التلال من القمامة بشكل يُفيد حركة الصناعة وحركة التجارة، ناهينا عما ستُحققه من توفير بيئة نظيفة طالما أملناها!! ولكن أعتقد ان  البند الرابع  مش هيتنفذ ابدا لأن جمعية لجيل الجديد اللي كانت هتنفذ البند ده بالتحديد اسمها جه في الأسامي اللي جمدوارصدتها رغم ان رئيس مجلس ادارتها عدولدود للجماعة الإرهابيه ..
ايه رأيكو نبدأ احنا لحد ما يفكوا الحصار عن الجيل الجديد  .. تعالوا مع بعض نصنف  زبالتنا  فلنبدأ من المنزل يلا بينا... بالذمة مش انا بأحلم؟؟

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:00:00 ص. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية