الاتحادات الفلسطينية تطالب بادخال مواد الاغاثة لمخيم اليرموك بسوريا و تدعو لتحييد المخيمات عن النزاع

تقرير : حنان فكرى
سكان المخيمات من اللاجئين على الحدود فى اى مكان و اى زمان هم ضحايا الحروب و النزاعات المسلحة و صراعات السلطة و الارهاب احيانا .. يعيشون حياة اقل من الادمية .. و تعولهم قوافل الاغاثة خارج حدود و طنهم فى ارض لا ترتقى حتى لوصفها بالمنفى .. حينما يدخل هؤلاء دائرة الصراع فانها جريمة كبرى .. هذا ما حدث ما اهالى مخيم اليرموك على حدود سوريا .. اذ ان الحصار المستمر منذ 6 أشهر على مخيم اليرموك بجوار دمشق، جعل أهله يتضورون جوعا في سوريا الغنية بالماء والزرع، فاضطر بعضهم إلى منافسة المواشي على قوتها الرئيسي، والأكل من أعشاب الأرض .. و اضطر سكان المخيم ومعظمهم من الفلسطينيين لأن يقتاتوا على أوراق الشجر والحشائش والقطط النافقة ، في ظل غياب شبه كامل للأدوية وحليب الأطفال وغلاء الأسعار إذ تجاوز ثمن كيلوا الأرز 40 دولارا.
فى هذا الصدد قال المتحدث باسم وكالة " الأونروا" كريس جونيس: "نحن غير قادرين منذ سبتمبر 2013 على دخول المخيم لتقديم المساعدات الضرورية التي يحتاجها السكان". حيث تسيطر المعارضة المسلحة على غالبية أجزاء المخيم الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في سوريا، وتحاصره القوات الحكومية منذ نحو عام ما تسبب بأزمة إنسانية، ونزوح عشرات الآلاف من أصل 170 ألفا كانوا يقطنون فيه، وهو يأوي حاليا نحو 20 ألفا أغلبهم فلسطينيون.
و خرجت عدة مظاهرات حول العالم للتنديد بحصار قوات النظام السورى للمخيم، تحت عنوان " لا لسلاح التجويع "، في الوقت الذي وحدت فيه 60 إذاعة فلسطينية محلية بثها لدعم أهالي المخيم.. و يبقى السؤال الحصار على مخيم تسيطر عليه القوى المسلحة يفتك بسكان المخيم و ترك القوى المسلحة فيه بلا حصار يخرجها لتفتك بسكان سوريا من خارج المخيم .. الا يدق ذلك جرس انذار لدول الجوار التى تضخ مجاهدين عبر الحدود التركية للعبث باستقرار سوريا على حساب اهاليها .
فى هذا الاطار نظمت الاتحادات الشعبية الفلسطينية اليوم مؤتمرا تضامنيا مع اهالى مخيم اليرموك الفلسطينى بسوريا وذلك فى نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة.. و ذلك بحضور السفير الفلسطينى بجمهورية مصر العربية د بركات الفرا .. وممثلين عن جامعة الدول العربية والاحزاب والقوى والمؤسسات الحقوقية المصرية . . بدا المؤتمر بعرض لفيلم وثائقى وتسجيلى لمعاناة ابناء الشعب الفلسطينى فى مخيم اليرموك والعذابات التى يتعرضون .. لها والحصار الخانق والمميت والذى اودى بحياة العشرات جوعا وقتلا بالرصاص نتيجة الحرب الدائرة بسوريا ..
اكدت القوى السياسية ان ما يتعرض له اهل مخيم اليرموك لابد ان يتم تسليط الضوء عليه دوليا و ناشدت القوى السياسية المؤسسات الدولية لعمل اللازم ..خاصة وان هناك اناسا تباد جوعا وتحرم من ادنى متطلبات الحياة الانسانية و ضرورة اتخاذ موقف دولى وتحرك عاجل لإنهاء هذه المأساة .. مؤكدين على وجوب محاسبة كافة المتسببين فى وقوع هذه الجريمة والمسئولين عنها.
ومن جانبه اكد د بركات الفرا سفير دولة فلسطين بمصر على ان القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس ابو مازن تعمل مع كافة الاطراف وتجرى الاتصالات اللازمة لإنهاء هذا الوضع القائم والسماح بإدخال المساعدات الى المخيم وانهاء حالة الحصار داعيا الجميع فى المخيم وخارجه الى انجاح تلك الجهود المبذولة لإخراج المخيم من حالة الاشتباك والتجاذب مطالبا بتغليب المصلحة الفلسطينية والانسانية لسكان المخيم وتحييد المخيمات الفلسطينية عن كافة حالات التناحر او التجاذب او الاقتتال لان اللاجئين الفلسطينيين لا زالوا يعيشوا فى كل يوم نكبة اللجوء والتشرد والتشتت داعيا المنظمات الدولية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لإنهاء هذه المأساة التى تنال من اهلنا فى المخيم وفى نهاية المؤتمر تم القاء البيان الصادر عن الاتحادات الشعبية الفلسطينية .. مطالبين من خلاله جميع التنظيمات الفلسطينية وغير الفلسطينية الى تحييد المخيمات الفلسطينية عن النزاع الدائر فى الاراضى السورية والعمل على رفع الحصار عن مخيم اليرموك . . وتسهيل ادخال المساعدات الانسانية الى أهالي المخيمات مع مطالبة المجتمع الدولى ممثلا فى الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامى والمؤسسات الاغاثية والانسانية وخاصة الاونروا بتحمل مسئولياتهم تجاه ما يحدث فى مخيم اليرموك .. ومطالبة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكافة القوى الفلسطينية بالعمل على تنفيذ المبادرة التى قدمتها المنظمة لرفع الحصار عن المخيم .. مع توجيه الدعوة الى كافة وسائل الاعلام الى ابراز حجم معاناة الفلسطينيين بمخيم اليرموك مؤكدين على وحدة الشعب الفلسطينى والوقوف خلف منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينى بقيادة الاخ الرئيس محمود عباس.