الإخوان وجذور العنف

طلعت رضوان
قتل الإخوان المسلمون وإصابوا مسيحيين بعد خروجهم من كنيسة العذراء مريم بالوراق، فى حفل عرس يوم الأحد 20/10/2013. ولو ظلّ الأداء الرسمى للدولة كما هو : فالتكرار وارد فأصغر محلل سياسى يعلم أنّ الكنائس مُستهدفة للتدمير، والمسيحيين مُستهدفون للقتل، فكيف غاب ذلك عن وزارة الداخلية؟
هذا الحادث الأخير يجب ربطه بعداء الإخوان لكل المختلفين معهم. وتكفى شهادة د. على جمعة (المفتى السابق) الذى أعلن أنّ الإخوان المسلمين كفـّروه وبالتالى فهو لا يستبعد قتله على أيديهم. إذن الدرس المُستفاد هو أنّ عقيدة الإخوان تأسّستْ على أنه ((من ليس معى فهو ضدى)) وإذا كان (المفتى) المُتخصص فى الدراسات الفقهية الإسلامية تم تكفيره تمهيدًا لاغتياله كما حدث مع د. محمد حسين الذهبى الذى تم تكفيره واغتياله عام 77 على يد (جماعة المسلمون) الشهيرة إعلاميًا ب (التكفير والهجرة) التى خرجتْ من عباءة مدرسة الإخوان، فإذا كان الأمر كذلك ويتم (تكفير المسلمين الموحدين مثلهم) فيكون من الطبيعى تكفير كل من يعتقد الإخوان أنهم (كفرة) من علمانيين وليبراليين ويساريين. وكما قتلوا الفرحة فى قلوب الأقباط المسيحيين فلا أستبعد قتل المسلمين الرافضين لحكمهم المؤيدين للمؤسسة العسكرية الوطنية. ولا أستبعد قتل الصوفيين والأقباط المسلمين أثناء احتفالهم بمولد السيدة زينب أو الحسين، لأنّ تلك الاحتفالات بدعة نهى عنها الإسلام وكل بدعة فى النار. أى أنّ الإخوان أعلنوا الحرب على كل أبناء الأمة المصرية، عدا تابعيهم سواء عن إيمان بما يفعلون أو المرتزقة المأجورين. أعترف أننى جاهل فى (قراءة الغيب) بينما أستطيع (قراءة الواقع) وأرى أنّ الإخوان يؤجلون خطة (الهجوم الكبير) لقتل كل شعبنا عند التأكد من لحظة (الانبطاح التام) والاستسلام لعملياتهم الاجرامية التى أجروا (البروفة) الأولى لها فى كل محافظات مصر خاصة فى سيناء. إنّ (قراءة الواقع) هى مادتى التى وثقتها أفعالهم، فكما تعوّدوا هدم الكنائس، فعلوا نفس الشىء مع أضرحة أولياء الله. مع رغبتهم المحمومة فى هدم المعابد والتماثيل، ومجمل إبداع جدودنا المصريين القدماء ، ولكن تظل الكنائس فى مقدمة خطتهم (المقدّسة) نظرًا للجذر العقائدى الذى تعلموه على أيدى شيوخهم.
ذاك الجذر يعود إلى فتوى أصدرها أحد أعضاء مكتب (إرشاد) الإخوان المسلمين بخصوص بناء الكنائس. وقال فيها ((إنّ الأمر على ثلاثة أقسام : الأول بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان. وهذه وأمثالها لا يجوز بناء كنيسة فيها. القسم الثانى ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية. فهذه أيضا لا يجوز البناء فيها. وقال بعض الفقهاء بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين. القسم الثالث ما فـُتح صلحًا بين المسلمين وسكانها. والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس على ما هى عليه فى وقت الفتح ومنع بناء أو إعادة بناء ما هـُدم منها)) (مجلة الدعوة عدد56) وهذا الجذر يعود إلى ما صرح به مصطفى مشهور أحد (مرشدى الإخوان) وطالب فيه بفرض الجزية على المسيحيين وحرمانهم من الخدمة العسكرية (أهرام ويكلى- 3- 9إبريل 97) وقال محمد حبيب نائب المرشد السابق ((نحن جماعة الإخوان المسلمين نرفض أى دستور يقوم على القوانين المدنية العلمانية. وعليه فإنه لا يمكن للأقباط أنْ يُشكلوا كيانـًا سياسيًا فى هذه البلاد. وحين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصر فإنها سوف تـُبدل الدستور الحالى بدستور إسلامى يحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أى مناصب عليا فى الدولة أو فى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نـُوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (جريدة الزمان- 17/5/2005) ورغم أنه يقول كلامًا مختلفـًا هذه الأيام ، فإنّ كلامه فى 2005مرجع للمؤمنين به وهو ما تأكد فى كتاب (نموذج الدستور الإسلامى) الصادر فى لندن عام 84 وفيه النص على أنّ ((مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط)) وتأكد (رابعًا) فى تصريح مهدى عاكف (أحد مرشدى الإخوان) الذى قال إنّ ((الحكم العثمانى لمصر لم يكن احتلالا. ولو أنّ خليفة من ماليزيا حكم مصر لا يكون محتلا)) وأضاف ((طظ فى مصر والمصريين)) (جريدة الكرامة 4/10/2005) وجذر العنف ضد الآخر يعود (خامسًا) إلى (مرشدهم الأول- حسن البنا) الذى قال فى العدد الأول من مجلة (النذير) أنّ الإسلام ((مصحف وسيف)) وفى المؤتمر السادس أعلن أنّ ((القوة التنفيذية جزء من تعاليم الإسلام)) وأنّ ((الوطن الإسلامى يسمو عن الحدود الوطنية الجغرافية)) لذلك حرّض أتباعه فى مذكرات (الدعوة والداعية) على غزو العالم كله لنشر الإسلام فقال لهم ((إنّ الدور عليكم فى قيادة الأمم وسيادة الشعوب)) ثم شرح لهم أنّ الدين ((يوجّه المسلمين إلى أفضل استعمار. وأبرك فتح ويقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا)) وأنّ ((النظم القرآنية طاردتْ اليهودية وصارعتْ المسيحية حتى انحصر ظلها. وأنّ الدولة الإسلامية انطلقتْ من شاطىء إفريقيا الشمالى تهاجم القارة الأوروبية.. فتـُحاصر المسيحية. وتمخر الأساطيل الإسلامية عباب البحريْن الأبيض والأحمر حتى يصيران معًا بحيرة إسلامية. فتقبض القيادة الإسلامية بذلك على مفاتيح البحار فى الشرق والغرب.. كلها مواطن إسلامية يجب أنْ تعود إلى أحضان الإسلام)) (د. رؤوف شلبى- الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين- دارالأنصارعام78من ص323- 343)
وإذا كان شباب الإخوان يكنون كراهية للمسيحيين فإنهم تعلموا ذلك من (أساتذتهم) أمثال د. أحمد عمر هاشم الذى قال ((الإسلام لا يمنع التعامل مع غير المسلمين، لكن يمنع المودة القلبية والموالاة، لأنّ المودة القلبية لا تكون إلاّ بين المسلم وأخيه المسلم)) (اللواء الإسلامى عدد153) الدكتور المذكور ليس السمّاك الذى قتل فرج فوده وليس السبّاك الذى حاول قتل نجيب محفوظ ، إنما هو حاصل على الدكتوراه فى الفقه الإسلامى وشغل منصب رئيس جامعة الأزهر. وعضو الأمانة العامة لحزب مبارك ومسئول اللجنة الدينية بمجلس الشعب ، وشغل وظيفة المشرف العام على صحيفة صوت الأزهر. وعضو مجلس إتحاد الكتاب وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون . ولم يكتف النظام الحاكم بذلك وإنما أصدر أمره بمنحه عضوية المجلس الأعلى للثقافة. فما علاقة الدكتور الشيخ بالثقافة ؟ ولماذا فعل نظام مبارك ذلك ؟ أترك الإجابة لقارئى الحصيف . وحينما كان يشغل كل تلك (الوظائف) حدثتْ وقائع رواية (وليمة لأعشاب البحر) للمبدع السورى الكبير (حيدر حيدر) فإذا به يقول إنها ((رواية مليئة بالكفر)) ثم ذهب ليرأس اجتماع اللجنة الدينية بمجلس الشعب ويطالب بإحراق الرواية. وينصح شعبنا بعدم قراءتها ، رغم أنه اعترف لمحرر روزاليوسف (19مايو2000) أنه لم يقرأ الرواية وإنما

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 4:21:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية