طيورالظلام تتساقط لكن من يدفع الفاتورة؟
اخر الاخبار, مقالات و آراء 2:55:00 م
كتب/ عبدالجميد شومان
بعد سقوط طيور جماعة الإخوانالمتشرزمين الإرهابيين وافتضح أمرهم و استراتيجيتها التي توغلت وفاقت سم الحية اللعينه التي تآمرت علي مصر والمصريين,وبعد خروج مصر كلها-شعبا وجيشا وشرطة-في حملة تعقب الإرهاب الذي فجرته الجماعة لمحاصرته والقضاء عليه,توالي سقوط قيادات الجماعة ورؤوسها في يد السلطات الأمنية تمثل هذه القيادات التي هي كطيور الظلام أمام السلطات القانونية والقضائية علي ما اقترفت في حق هذا الوطن وهذا الشعب...ولقد شاء القدر الذي حمي مصر من هذه الجماعة المحظورة أن يكون الفصل الختامي لصعودها للسلطة في مصر استمرارا لنفس الانهيار والتردي السياسي والأخلاقي الذي مارسته أثناء جلوسها علي قمة السلطة,حيث لم تستح كل القيادات التي تم إلقاء القبض عليها من انتهاج جميع أساليب التخفي والمواربة الرخيصة علاوة علي استمراء التراجع المضحك عن مواقفها التحريضية والإرهابية أمام جهات التحقيق!!
ورب ضارة نافعة,فتلك الصورة المخجلة لزعماء وأقطاب الإخوان المسلمين بالقطع تساهم بقدر كبير في مسار المراجعات الفكرية التي يخوضها الشباب المنشق علي قيادات الجماعة والذي صرح ممثلون عنهم أنهم تم الإيقاع بهم واستدراجهم لمنهج الاستئثار بالسلطة وإقصاء كل الفصائل السياسية ثم الاستماتة في الدفاع عن المكتسبات حتي وإن كانت ضد إرادة الشعب, وأخيرا الانزلاق الآثم إلي حرق مصر وضرب المصريين والاستقواء بالخارج لاستعادة السلطة المفقودة.... هذا المنهج رفضه واحتج عليه شباب ينتمي إلي الإخوان وأتصور أنهم يشكلون في الوقت الحالي فصيلا سياسيا ينبذ العنف ويرفض الإرهاب وبالتالي يستحق أن يدعي إلي الحوار الوطني لينضم إلي سائر الفصائل السياسية المشاركة في إنجاز خريطة الطريق للمرحلة المقبلة...إذا لاخلط بين تعقب الإرهاب وحصاره وتقديمه للعدالة وبين ترك الباب مواربا لدخول جميع أبناء مصر المسالمين ليجلسوا حول مائدة الحوار الوطني.ويبقي أمر مسكوتا عنه وهو إذا كانت العدالة تأخذ مجراها مع جميع من يتساقطون من أقطاب الإرهاب ورموزه...وإذا كان القانون سوف ينفذ عليهم والقصاص سيتم إنزاله بهم جراء ما ارتكبوه في حق هذا الشعب وأبنائه البررة الذين تم استهدافهم بإجرام ووحشية-سواء كانوا مدنيين أو من أبناء الشرطة أو من أبناء القوات المسلحة-يظل السؤال المسكوت عنه هو:من يدفع فاتور إصلاح التدمير الأهوج المنفلت الذي مارسته جماعة الإخوان المتشرزمين وأنصارها خلال مقاومتها سحب السلطة منها وتطبيقها سياسة حرق مصر؟
لقد تابع المصريون علي مدي مايقرب من شهر ونصف مسلسلا كريها بائسا لما وصف بأنه اعتصام سلمي لأنصار جماعة الإخوان المسلمين تمركز في كل من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر,وميدان النهضة المواجه لجامعة القاهرة بالجيزة....هذا بالإضافة إلي سلسلة بشعة من التظاهرات والتحركات التي شملت ميادين ومناطق بعدة محافظات في أنحاء مصر...علاوة علي الكثير من الفورات التظاهرية التي اجتاحت العديد من المنشآت الرسمية والمواقع الحيوية السياسية والإعلامية وغيرها...ناهيك عن إرهاب قطع الطرق وتهديد الآمنين واستباحة دور العبادة من كنائس وجمعيات وأديرة مسيحية بالهجوم والتدمير والحرق والسلب والنهب...هذا بخلاف ماتم إتلافه وحرقه من مساجد ومستشفيات وأبنية مدارس كانت كل جريرتها أنها وقعت أسيرةالاعتصامات السلمية!!!...فكان نصيبها وافرا من الانتهاك والتدمير ثم الحرق قبل المغادرة!!!
الآن نسمع عن انطلاق الجهود الرسمية لإزالة آثار هذا العدوان الهمجي,بدءا من رفع آلاف أطنان القمامة والأنقاض من مناطق الاعتصامات,ومرورا علي إصلاح ما تم إتلافه من مرافق وماتم تدميره من شوارع وأرصفة وأسوار وحدائق,ثم البدء في تقدير كيفية وتكاليف إصلاح ماتم حرقه أوهدمه من مبان سواء كانت مباني حكومية أو رسمية أو دور عبادة,وهذا بخلاف ماسوف ينكشف من تقدير خسائر المواطنين الذين وقعوا ضحية إتلاف مساكنهم أو محال أعمالهم أو تجارتهم أو سياراتهم....والحقيقة المفزعة أن عند انتهاء توثيق وتقييم الحصيلة الكاملة للدمار الذي أحدثته جماعة الإخوان بمصر لن يكون تجاوزا أبدا إذا تم تشبيه ذلك باجتياح البربر لبر مصر في القرون الوسطي.
من سيدفع فاتورة هذا الإصلاح؟...لا أتصور أن تتحمل هذه الفاتورة خزانة الدولة المثقلة أصلا بأعباء جسيمة لضمان توفير احتياجات هذا الشعب والجهاد من أجل إقالة الاقتصاد من عثرته...لذلك من المحتم مثلما يتم تقديم قيادات الجماعة ورموزها للعدالة لمحاسبتهم علي ما أفسدوه في حق هذا الشعب,أن يكون القصاص أيضا منهم في صورة إلزامهم بسداد فاتورة الإصلاح,وليس ذلك التوجه بمنأي عن القانون,فمواد القانون التي تتولي إدانة الإرهاب وإنزال القصاص بالمحرضين والمجرمين علي السواء,تتضمن كل مايلزم اللجوء إليه لتعويض هذا المجتمع عما لحق به من تكاليف الاعتصامات السلمية(!!!)
الكاتب صوت الناس الاخبارية
on 2:55:00 م.
يندرج تحت تصنيف
اخر الاخبار,
مقالات و آراء
.
يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0
