للفبض علي المرشد العام دلالة

السيد مستشار التحكيم الدولي/ عبدالحمبد شومان
كتب رئيس التحرير
ان خبر القبض علي المرشد العام هو خبر له معناه فالمرشد العام ليس شخص عادي "في نظرهم طبعا" لما يمثله من قيمه دينيه و روحيه تقارب تقريبا قيمة ايات الله عند الشيعه، فعندما تري قيادات الجماعه في التنظيم الدولي يقبلون يدالمرشد العام كأنه بابا روما حينئذ تفهم الكثير عن القيمه الدينيه والروحيه لهذا المنصب.
لهذا لم يحدث من قبل ان تم القبض علي المرشد العام للاخوان المسلمين سوي مره واحده في عهد الرئيس عبد الناصر ، وكانت بعد صدور قرار حل جماعة الاخوان ، ومن وقتها كانت السلطات المصريه دائما ما تعتقل اي من كوادر الجماعه ولكنها كانت تترك المرشد العام وحيدا حيث انه يمثل الكثير جدا لكثيرين حول العالم فاذا ماتم القبض عليه فذالك يعني انه قد تكون هناك اكثر من مواجهه مع اكثر من دوله في نفس الوقت لذالك اتقاءً للمشاكل كان دائما يتٰرك المرشد بلا كوادر كبري حوله فيصبح بلا ريش او منقار فلا يستطيع الطيران او النقر، وقد حدث هذا كثيرا في عهد مبارك وما حدث مع الهضيبي ومهدي عاكف هو اكبر دليل علي ذالك .
ولكن هذه المره علي ما يبدوا ان السلطات العليا وعلي رأسها الفريق السيسي تقول اهلا بالمعارك و بالمواجهه ، لان خطوة القبض علي المرشد ما هي الا رساله الي اكثر من جهه في وقت واحد ولو دققنا النظر فسوف نجد ان كلها جهات خارجيه ، فلم يعد هناك داخل مصر من يقلق السلطات الامنيه قلق حقيقي من كوادر الجماعه التقليديه ، ولكنهافي حقيقة الامر كانت كلها رسائل اولا : للغرب الذي يعلم جيدا مدي قيمة منصب المرشد العام وماذا يعني ان السلطات المصريه قد قررت ان تاخذ هذه الخطوه التصعيديه علي المستوي الاستراتيجي في صدامها معهم الان .. وثانيا هذه رساله موجهه الي التنظيم الدولي و ان القادم سوف يكون اسؤ وان المواجهه سوف تكون معهم باتساع العالم ، والرساله الثالثه : هي فرع الاخوان المسلح في غزه وهي جماعة حماس ، وفحوي الرساله هنا هو انه دوركم قادم وان وجودكم في غزه سوف يختلف وضعه في القريب العاجل ولم ولن تعد الامور كما كانت عليه في الماضي .
ان القبض علي المرشد العام قد شاركت فيه جهات عده من شرطه وجيش ومخابرات ووحدات عمليات خاصه وهذا حسب المعلومات المتاحه حتي الان ، ولكن لو دققنا النظر سوف نجد ان طريقة القبض عليه هي نفس طريقة القبض علي نائبه خيرت الشاطر فكلاهما تم القبض عليه في منتصف الليل في شقه ليست شقته و بعد ان بدأ يخلد الي النوم في امان ، فلو نظرنا الي وجه محمد بديع سوف نلاحظ انه يبدو وكأنه كان نائما لحظة القبض عليه ، وانه يرتدي جلبابا مثل خيرت الشاطر تماما ومعني ذالك انه كان في اقصي درجات الاسترخاء ، ولو تذكرنا ايضا نجد ان هذا هو ما حدث بالضبط في سيناريو القبض علي حازم صلاح ابو اسماعيل . والغريب في الامر انهم جميعا يرسمون نفس الابتسامة البلهاء علي وجووهم لحظة القبض عليهم ولا اعلم لماذا.
وعندما ندقق اكثر فاكثر نجد ان توقيت القبض علي المرشد ايضا كان له دلاله ومعني ومغزي ، فقد تم القبض علي بعد اقل من اربع وعشرون ساعه من عمليه استشهاد المجندين في رفح وقتلهم بدم بارد في وضح النهار ، فقد كان لابد ان ترد السلطات علي هذه العمليه برد قوي يحفظ هيبتهم وعلي نفس درجة التصعيد بل واكثر منها حتي يصل الي الارهابيين ان السلطات المصريه لديها كثير من الاوراق تستطيع ان تستخدمها في اي وقت،، وفي نفس الوقت هي ليست اوراق عسكريه قد تتيح المزيد من الفرص للهجوم علي مصر من قبل المتربصين بها من العالم الغربي.
وفي رأينا ان السلطات الامنيه تعرف الكثير جدا عنهم واكثر مما نتخيل ، وتعرف ايضا اين يختبئون جميعا ولكنها تتركهم لمتابعة اتصالتهم بالخارج حيث انه من الواضح ان كل همسه يهمسونها هي مراقبه جيدا وعلي مدار الساعه وباحدث التقنيات في العالم وهذا بل الطبع لتكون السلطات علي علم دائما بما يجري حولها وبما يدبر ويحاك لها في دهاليز اجهزة مخابرات العالم الغربي، وحينما ارادت السلطات ان ترد الصاع صاعين بعد احداث رفح تم اتخاذ القرار بالقبض علي المرشد وتم وضع خطة القبض عليه في التو والحال وانتظروا هذه الساعات الاربعة عشر وحتي ياتي المساء ويكون فضيلة المرشد العام في حالة استرخاء وطمأنينه وحينئذ تمت العمليه بحرفيه ويسر كالعاده ومثلما تمت مع الاخرين و بدون استخدام طلقة رصاص واحده.
وكانت عملية القبض علي المرشد بهذه السرعه لها ضروره قصوي ، فمن المهم ان تثبت السلطات الامنيه للشارع المصري تحكمها في الموقف كاملا وانه لم يخرج عن نطاق السيطره كما اشيع طوال الفتره الماضيه مما جعل اغلبية الناس تفقد ثقتها في اجهزتها الامنيه ، وعلي النقيض كانت عملية القبض لها تأثير سلبي للغايه علي الباقين من كوادر الجماعه واعضائها الذين اعتقدوا انهم يكسبون ارضا جديده بعد هذه العمليات المتلاحقه في سيناء ، وايضا بقية الجماعات الجهاديه والسلفيه الاخري التي كانت تراهن علي صلابة وحنكة تنظيم الاخوان ، كان القبض علي المرشد العام بهذه السهوله واليسر هي بمثابة ضربه قاصمه الي ظهورهم و سوف تؤثر علي معنوياتهم في الفتره القادمه مما سوف ينعكس بالسلب علي نتيجة العمليات التي يقمومون بها.
ولعلها فرصه الان ان نقول للشعب المصري العظيم اهدأ واغمض عينيك ونم واسترح في سلام يا اعظم شعوب الارض فانت في أيد امينه وعيون تسهر ولا ترمش وقبل هذا وذاك فانت في حراسة الله عًظيم لايغفل ولا ينام.

الكاتب Unknown on 5:15:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية