تواريخ

عمرو خفاجى
لا أعرف لماذا عدت إلى الكثير من التواريخ بمجرد الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد، الذى أراه خطوة طيبة نحو مستقبل قريب يراهن عليه الجميع، عدت إلى بداية التسعينيات عندما كان الرئيس السابق حسنى مبارك يبحث عن رئيس وزراء يخلف الدكتور عاطف صدقى وتم ترشيح الدكتور حازم الببلاوى، لكن الفكرة لم ترق لرجال الرئيس الذين قالوا وقتها إنه تماماً مثل الدكتور سعيد النجار (كلامه من دماغه)، وكان كلاهما، النجار والببلاوى من دعاة الليبرالية الاقتصادية فى وقت مبكر من زمن حكم مبارك، وكلاهما رشح لمنصب رئيس الوزراء فى لحظة ما (كانت المفاضلة بينهما) لكن (كلاهما كان كلامه من دماغه) فتراجعت الرئاسة عن الفكرة، واستمرت حكومة صدقى الثالثة، حتى جاءت حكومة الجنزورى الأولى.
عدت أيضاً، لخمس سنوات إلى الوراء، حينما كان الدكتور نبيل فهمى (وزير الخارجية الجديد) سفيراً لمصر فى العاصمة الأمريكية، فى ذلك العام ( ٢٠٠٨ ) كانت كواليس قصر العروبة تتحدث عن ضرورة مجىء سفيرنا فى واشنطن، نبيل فهمى، وزيراً للخارجية، لحل المشكلات العميقة فى أداء السياسة الخارجية المصرية، بعد مشكلات كانت قائمة فى العلاقات الخاصة بين وزير الخارجية ورئيس جهاز سيادى، وقبل أن تكتمل الفكرة، كانت قوة أخرى قد أطاحت بالفكرة تماماً من كواليس قصرالرئاسة، بل تقريبا أطاحت بالرجل الذى كان يستعد أن يقود الخارجية المصرية، فوجد نفسه أستاذاً جامعياً ينشئ كلية للإدارة على أطراف القاهرة الجديدة بالجامعة الأمريكية.
أما الدكتور أحمد جلال، الذى صار وزيراً للمالية، فقد كان صاحب تواريخ طويلة، مع حكومات كثيرة متعاقبة، وكلما كانت مصر تقترب من أزمة يخرج بعض الرجال وينصحون (الحل عند أحمد جلال)، ومع كل ترشيح، كان يتقدم شخص مجهول ويتراجع جلال خطوة للخلف بعيداً عن مؤسسات الدولة، قريباً من المؤسسات الدولية، يطل علينا من خلف أكوام من الدراسات والأبحاث ليقول لنا ما لا تفعله الحكومات، قارئاً دائماً فاهماً لحقيقة أزمات الاقتصاد المصرى، واستمر هذا الوضع لما يقرب من ١٥ عاماً، من حكومة عبيد الأولى، وحتى حكومة شرف الثانية.

وأذكر أيضاً، أيام المحنة الجزائرية المصرية، أننا دعونا صديقنا الكاتب والصحفى الجزائرى عز الدين الميهوبى، للقاهرة، فى محاولة شخصية من بعض الأصدقاء (الرياضيين) للم الجراح، وقتها كان الميهوبى وزير إعلام بلاده، وهو بالمناسبة من عشاق كرة القدم ومن كبار نقادها، وحينما بحثنا عن مكان للاحتفال به، وفقاً لرغباته، فاختار نادى المقاولون العرب، وضحكنا معه وقلنا تهرب من الأهلى والزمالك، فقال لان هناك رجلا عظيما تحبه الجزائر، اسمه إبراهيم محلب (كان وقتها رئيساً لشركة المقاولون العرب) وكان عشاء شديد الذكاء، ساهم كثيراً فى وقف الحملات الإعلامية بين البلدين بعد مأساة الخرطوم، وعقب هذا العشاء بعدة أيام، كان هناك تداول لضرورة توزير ذلك المهندس الذى ينام تحت الكبارى حتى ينتهى بناؤها وسط عماله .. وتحبه الجزائر التى هاجت على مصر بسبب سفالات بعض الذين لا يعلمون قدرها وقدرنا وتاريخنا المشترك، وكالعادة، من وقف فى طريق تقدم الرجل إلى الأمام. وأهلاً بالحكومة، التى تملك كثيراً من التواريخ، قبل أن تسجل نفسها فى.. التاريخ.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 5:12:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية