حب الإخوان لمصر من النوع المزيف


بقلم مستشار التحكيم الدولي / عبدالحميد شومان
راقب  وتابع مجتمعنا المصري بل والدولي شتي وسائل العنف بل والجرائم التي ارتكبها الإخوان بعد بيان الفريق أول عبدالرحمن السيسي الذي كان مفاده  عزل  الرئيس الراحل من ذاكرة وتاريخ مصر .. تابع أبناء مصر كل انواع العنف ضد أبناء شعبنا من أناس يدعون  المصرية وهم يخلون منها ولا يستحقونها. أدرك تماما أنهم يبكون بل ينزفون  صديدا من الرأس الي العقب على رئيسهم  رمز الإسلام وباقي الشعب ليس لديه دين إلا من اتبع محمد مرسي هذا تفكيرهم علي الرغم من جرائمه وجرائم مكتب (إرشاده) سواء المنسوبة إليهم فى يناير2011 أو التى ارتكبوها بعد تولي مرسى الحكم، وكان أشهرتلك الجرائم موقعة الجمل التي يجب اعادة فتح ملفاتها ومذبحة قتل جنودنا فى سيناء التى تعمّد مرسى ومكتب (إرشاده) التعتيم عليها وعدم فتح ملفاتها لأنّ القتلة من التنظيمات الإسلامية التابعة للإخوان. وإذا كان هذا موقف القادة فى الجماعة، فكيف انساق شبابهم وراء مزاعمهم أنّ قرارالسيسى (إنقلاب عسكرى)
و(ضد الإسلام)؟ العقل الحر لابد أن يقف أمام (بشر) رضوا لأنفسهم أنْ يكونوا مثل أى قطيع يقوده شخص واحد؟ ويُردّد ويُنفذ ما يقوله رؤساؤه بلا أدنى تفكير. فينكر سطوع شمس بؤونه ويدّعى أننا فى منتصف الليل، وهذا ما شاهدته فى مصلحة حكومية، إذْ سمعتُ حوارًا بين الموظفين عن 30يونيو. كانت أغلبية الآراء مع الثورة التى شارك فيها 33 مليون مصرى ، فقال أحدهم إنهم قلة ومن الفلول، وعندما سأله زميله عن رأيه فى أمهات الشهداء اللائى صرّحن بأنهن نادمات على ترشيح مرسى وضربنَ أنفسهن بالحذاء على ذاك الاختيار، قال إنهن كاذبات، فإذا بمواطنة عجوز شديدة الوقار وترتدى الحجاب تقول له (أنا اخترتْ مرسى ونادمة على اختيارى) فإذا به يرد عليها بعنف (أنتِ كاذبة ومن أتباع شفيق) وأصرّعلى أنّ ما حدث انقلاب عسكرى ضد الرئيس المسلم. ذاك المشهد أكد لى صحة الرأى الذى يذهب إلى أنّ الحوارمع الإسلاميين مضيعة للوقت، والكارثة أنّ قادتهم لهم مصالحهم وتوجهاتهم لذا فإنّ من يدفع الثمن هم الشباب الذين تم نزع عقولهم ووجدانهم تحت مقصلة (الطاعة المطلقة) فلم يُفكروا لماذا لاينزل أولاد القادة للاشتراك فى معارك قتل شعبنا؟ وهى معارك يموت فيها ضحايا من الجانبيْن (المؤيدين للثورة والمؤيدين لمرسى) ولم يُفكروا فى رمز خروج الملايين وهم يحملون أعلام مصر، وغالبية يحملون أطفالهم، بينما أتباع مرسى يحملون شتى أصناف أسلحة القتل والدمار. ولم يُفكروا فى بلادة المشاعربمشاهدة (رفقاء الإجرام) الذين ألقوا بالشباب من فوق أسطح البنايات. ولم يُفكروا فى ترويع الآمنين من سكان الأحياء على مستوى كل المحافظات. وإذا كانوا يزعمون أنهم يُدافعون عن الإسلام، فإنّ السؤال الذى لم يُفكروا فيه هو: هل تم تلخيص الإسلام فى شخص إنسان واحد؟ حتى لوكان ذاك الإنسان لم يرتكب جرائم التحريض على القتل وخيانة القسم الدستورى والتخابرمع جهات أجنبية.
أما الأكذوبة الكبرى التى صدّقوها وردّدوها فهى أنّ ما حدث إنقلاب عسكرى ضد الشرعية الدستورية. وهى أكذوبة لأنّ العقل الحرالراصد للأحداث يعلم أنّ ابن مصرالعظيم السيسى ومعه قادة الفرق الوطنيين، لوكانوا يُخططون لإنقلاب عسكرى فكيف يمنحون خصومهم مهلة 48ساعة؟ لعلّ عمى القلوب أهم أسباب تجاهل ذاك السؤال من الإسلاميين. كان السيسى (ومعه قادة الأفرع) من الذكاء ومن الحس الوطنى لمنع إراقة الدماء، لوأنّ مرسى ومكتب (إرشاده) تعاملوا مع بيانه بروح مصلحة الوطن قبل أى اعتبارآخر. ولكن نظرًا لأنهم– كما كتبتُ كثيرأ- يعتبرون أنّ فرصتهم فى الجلوس على عرش مصرستكون الأخيرة لو أنهم استسلموا لإرادة الشعب. اعتمد مرسى ومكتب (إرشاده) على وثوقهم من دعم الإدارة الأمريكية لنظامه الفاشى، وهوالأمرالذى أكده تصريح أوباما الذى وصف فيه بيان الفريق أول السيسى بأنه (إنقلاب عسكرى) هنا تطابق موقف الإدارة الأمريكية مع موقف الإسلاميين، خاصة وأنّ الإدارة الأمريكية ترتعب من ثورات الشعوب، وضد أنْ يصل الليبراليون إلى حكم البلاد التابعة لهم مثل مصرمنذ عقود. كما أنها ضمنتْ حماية إسرائيل بعد تعهدات الإخوان المسلمين بهذه الحماية ومنع حماس من شنْ أية هجمات على المدن الإسرائيلية حتى ولوكانت هجمات بقنابل (المسامير) التى أساءتْ لسمعة حماس أكثرمن الضررالإسرائيلى. ثم تأكدتْ (الإدارة الأمريكية) من حماية إسرائيل بعد خطاب مرسى الشهيرالذى أرسله للرئيس الإسرائيلى واصفا إياه بالصديق إلى آخرما جاء فى ذاك الخطاب الذى سبّب الألم لكل صاحب ضميرحى وعقل حر. 
وبينما القتل المادى مستمرمنذ 30يونيو،جاء القتل المعنوى لإجهاض الثورة ومحاولة سرقتها بعد تعيين المستشارعدلى منصورالرئيس المؤقت، ليس من الإخوان فقط وإنما من الأحزاب التى تتباها بأنها (سلفية) مثل الحزب الذى أطلق على نفسه اسمًا حركيًا (النور) بينما تصرفاته عكس ذلك، فهوالذى دعا لزواج البنات وهن فى سن الطفولة. وأيّد مرسى فى كل قراراته إلى أنْ شعرأعضاؤه بالغبن فاختلفوا لأنهم لم يحصلوا على (حقهم) من (لحم) مصر. ورغم ذلك رفضوا الاشتراك فى حملة (تمرد) نظرًا للمرجعية الدينية التى تحكمهم. ولم يشترك فرد واحد منهم فى ثورة 30يونيو. ثم كانت جريمتهم الكبرى برفضهم د. البرادعى ود. زياد كما تبيّن أنّ أعضاءً منهم يشتركون فى حملة الإرهاب والقتل ضد شعبنا. لذا فإننى أناشد القيادة السياسية تصحيح الخطأ الذى حدث بعد يناير2011وذلك بإلغاء كافة الأحزاب الدينية. وهوأمريتسق مع دولة الحداثة و(العصرنة) ويُلبى طموحات شعبنا فى شعاره الشهير(لادينية ولاعسكرية. مدنية. مدنية) وهوالأمرالذى وعاه الفريق أول السيسى برفضه أى دورسياسى للقوات المسلحة. وكان الهتاف العبقرى (آه ياسيسى يا أبوكاب.. لبّستْ بديع النقاب) أكبردليل على تقديرالمؤسسة العسكرية بالتوازى مع رفض المُتاجرين بالدين. إنّ وجود أحزاب دينية بعد الدماء التى سالتْ من شبابنا الأحرار، معناه الرجوع للخلف وللتخلف، ويكفى كدليل على ذلك أنهم أشاعوا أكذوبة أنّ المستشارعدلى منصورمسيحى، ثم تبين أنه مسلم واسم الأب محمود. والمغزى أنهم يرون أنّ الوطن للمسلمين فقط ، أى الإصرارعلى تقسيم مصرعلى أسس دينية، أى رفض الإنتماء للوطن مقابل الإنتماء للدين، فى حين أنّ الإنتماء الحقيقى للوطن وهو ما وعاه أ. خالد محمد خالد الذى كتب فى 30/10/51 فى روزاليوسف وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين. وكل ولاء للدين لايسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف مثل حب الإخوان لمصر من  النوع المزيف .

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:55:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية