الدليفري .. ووزير الدليفري

محمد الفرماوى
"الو..سلام عليكم وزارة البترول ، لوسمحتم عايز 100 كيلو سولار"،ماسبق ليست مكالمة قد تكون خيالية بل أنه حلم قال عنه رؤساء شركات بترول انه حقيقة ومطبق بالفعل بعد أن أصبح السولار "دليفيرى" .
ولكن هل ستكون الحقيقة سراب يحسبه الظمأن ماء ، بعد ان فوجئنا أن أكبر بئر بترول فى العالم تم اكتشافه فى عهد الرئيس مرسى بمصر ، كان مجرد " دعاية مضللة" روجتها صفحات ولجان الاخوان الالكترونية ، للبحث عن انجازات غير موجودة كى يتم نسبها للرئيس ، ام ان الديليفرى سيكون واقعا مع قدوم الاخوانى شريف هدارة وزيرا للبترول؟
عن نفسى لاتقلقنى مسألة اخونة الدولة كما تشغل بال الكثير من المصريين ، لاننى اعتبر ذلك قد يكون اخر مسمار فى نعش نظام لم يقدم نفسه حتى الان بالصورة المناسبة للثقة التى اولاها له المصريون ، واكثر مايشغل بالى أن يكون اختيار القيادات طبقا لمبدأ الكفاءة وليس الولاءات التى جلبت الخزى والعار لمصرنا الحبيب ، وهذا ماارجوه فى شخص هدارة التى من الممكن ان تشفع سيرته الذاتية كى نعتبره محل كفاءة ولكنها الايام التى قد ثبت ذلك .
فنظرة سريعة لاهمية وزارة البترول فى حياة المصريين ، تجد ان رب اسرة كتب على صفحته على الفيس بوك ان يرجو ألايتم قطع الكهرباء خلال اوقات المذاكرة لابنائه ويطالب النظام بقطعها فى اى وقت اخر اى بعد انتهاء اداء الامتحانات ، ولايخفى على احد الارتباط الوثيق بين السولار ودوره فى تشغيل محطات الكهرباء ،خلاف استخدامه اليومى فى حياة المصريين مابين محطات البنزين وافران الخبز .
الغريب أننى عند بحثى عن " السولار الدليفرى " ، وجدت ان اهتمام قيادات البترول انصب على توفيره لشركات المحمول بعد الاتفاق معها على زيادة رسوم التوصيل ، لانها تكسب المليارات وليس بالكثير عليها ان تدفع بعض الجنيهات مقابل الدليفرى ، اما ان تجد ان تلك الوسيلة قد تم تفعليها بين صفوف الغلابة التى سادت بينهم الاشتباكات ومعارك القتل من اجل لترات سولار قليلة لم يجدوا من يوصلها لهم دليفرى فهذا مالم يحدث حتى الان .
الدليفيرى الحقيقى الذى يجب ان نسعى لعدم توصيله ، هو الغاز الذى يتم تصديره "بتراب الفلوس" واستيراد "مازوت" و"سولار"، بدلاً منه بأسعار أضعاف الأضعاف لتوليد الكهرباء ،وهى الخدمة التى تفنن فيها وزراء البترول السابقين وابرزهم سامح فهمى فى اتقان جودتها بالامر الذى اهدر ومازال على مصر مليارات الجنيهات ،وكانهم تولوا المسئولية ليضيعوا على المصريين اموال من حقهم .
الغريب أن مصر وحسب الاتفاقيات والاعراف الدولية عليها اولا أن تلبي الطلب المحلي قبل تصدير الغاز بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام ، ولكن لانعلم حتى الان مالسر الاساسى فى ذلك حتى مابعد رحيل النظام البائن .
دليفرى من نوع اخر هو الاتفاقيات المجحفة فى حق مصر والمصريين والتى كشف عنها بيان للمتحدث الرسمى لجبهة الضمير عزام، كاتفاقيات الغاز الخاصة بالبحث عن الغاز وإنتاجه فى اتفاقيتى "شمال الإسكندرية" و"غرب المتوسط" المبرمة بين الهيئة العامة للبترول وبين شركة بريتش بتروليم "بى بى" وتعديلاتها بعام ٢٠١٠ وانه قد شابها إهدار المال العام، وهى محل تحقيق نيابة الأموال العامة بإهدار المال العام بقيمة ٣٤ مليار دولار.
وطالب عزام طبقاً لبيان صادر عنه، وزارة البترول بوقف الاتفاقيات بهذا الشكل المجحف وإعادة التفاوض عليها لما قبل ٢٠١٠ خصوصاً أن هذه الاتفاقيات ومناطق الاستكشاف ظلت بحوذة شركة بى بى لمدة ٢١ عاماً، بالمخالفة للقانون والاستثناء، وتم تعديلها أكثر من مرة لصالح مصلحة الشركة الأجنبية، آخرها فى ٢٠١٠، وذلك حين جعلت مصر تشترى ثرواتها من المقاول الأجنبى فى تعديل مجحف للدولة المصرية لم يحدث له مثيل فى تاريخ قطاع البترول المصرى، بل لا توجد مثل هذة الاتفاقيات بشكلها الآن فى أى دول العالم، طبقاً للبيان.
فهل سيكون شريف هدارة وزير يقدم خدمة الدليفيرى بجودتها التى يجب ان تكون عليها للشعب المصرى ، ويلغى نفس الخدمة لبعض المستعمر الاجانب الذين ما يزالون يمصون دماء المصريين ويستغلون ثرواتهم ..هذا ماستشكف عنه الايام القادمة ؟

الكاتب Unknown on 3:16:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية