هل تدخل وزارة الثقافة بيت الطاعة الاخوانى

روبير الفارس
تمثل وزارة الثقافة المصرية حائط سد قوى ضد التيارات الاصولية .فمنذ التسعينيات من القرن الماضى وهى تقف مع اجهزة الامن تتصدى للافكار المتطرفة والاعمال الارهابية حيث اصدرت سلسلة ( المواجهة )التى نشرت كتب قوية ضد الافكار الجهادية باسعار تبدا ب25 قرشا .وكانت السلسلة نواة لمشروع مكتبة الاسرة التى راعتها زوجة رئيس الجمهورية السابق – سوزان مبارك – والتى نشرت مجموعة من ارقى واهم وافضل كتب الاستنارة باسعار رمزية .الى جانب هذه السلاسل والاصدارات ظلت الانشطة الفنية من مهرجانات للسينما والمسرح وانشطة دار الاوبرا المتعددة واصدارات ومؤتمرات الهيئة العامة لقصور الثقافة والتى تشمل اصدارتها سلاسل الثقافة الشعبية وافاق عالمية وافاق عربية واصدارات خاصة وذاكرة الكتابة وحكاية مصر والسلسلة العلمية والرقمية وحروف لنشر ابداع الشباب وانضمت لها سلسلة للفلسفة مؤخرا .ولان الثقافة العاملة انطقت من الاتحاد السوفيتى السابق حيث كان يرفع اليسار دائما (عمل وفكر)فان الشكل المؤسسى والادارى لوزارة الثقافة المصرية الذى قامت عليها الوزارةفى عهد عبد الناصر مقتبس من النظام الروسى الحليف لناصر .وكانت وقتها وزارة الارشاد القومى .فقد تولى اليساريون مناصب متعددة ومختلفة فى مفاصل الوزارة مع اللبيرليون .وتمثلت التيارات الاسلامية بعد ذلك فى طبقة العمال وخاصة عمال المطابع الذين اثاروا الكثير من المشاكل من قبل وخاصة عمال مطابع هيئة الكتاب الذين اعترضوا عى بعض العبارات فى روايات احسان عبد القدوس وبعض اشعار حلمى سالم .الى جانب الخلايا النائمة والتى كان يتم ارضاها من حين لاخر باصدار بعض الكتابات المهادنة او التى تهاجم المسيحية ( اثارنا فى وطنى رفضنا لافكار كتب تهجمت على العقيدة المسيحية مثل محمد اعظم عظماء العالم للشيخ احمد ديدات والذى هاجم شخص المسيح وكتاب البشارة المحمدية الذى هاجم الكتاب المقدس)واعتذرت الوزارة عن هذه الاصدارات ويبقى لها دور لايمكن انكارة فى الاستنارة ونشر كتب عميقة ومهمة فى الثقافة القبطية والانسانية من ذلك موسوعة الفن القبطى وكتاب تاريخ البطاركة واصدار كتابين من اهم كتبى فى الفلكلور القبطى ومبانى من بخور كنائس واديرة مصرية .وغيرها والعديد من الروايات العالمية المهمة .وقد نشطت الوزارة بصورة مذهلة بعد الثورة واستمرت فى نشر كتب رائعة وقوية تتصدى لفكر الاسلام السياسى والاخوان .بل واصدرت سلسلة جديدة للفسلفة نشرت كتاب عن معنى الوحى واخر عن مصادرة الفن باسم الدين .بل ونشرت هيئة الكتاب برئاسة د احمد مجاهد كتاب المفات السرية للاخوان المسلمين للباحث عبد الرحيم على والذى تضمن وثائق فضائحية عن كوارثهم الجنسية فى بداية ظهور الجماعة .وكتاب لانتصار عبد المنعم مذكرات اخت والذى تضمن معلومات مهمة عن قسم الاخوات فى الجماعة ودورهن جنسيا وفى الحشد الانتخابى .ومنذ تولى الاخوان الحكم وهناك حالة هجوم مستمر على الوزارة اخذت عدة اشكال هى
اولا تخفيض ميزانية الوزارة نحو 15 فى المئة .لتقليص اعمالها من نشر وندوات ومهرجانات ومؤتمرات
ثانيا هجوم مستمر من جريدة الحرية والعدالة على الوزارة والتى اعلنت صراحة ان الوزارة شيوعية ولايوجد مثقفون ينتمون للتيار الاسلامى من بين اعضاء المجلس الاعلى للثقافة .وتصديت الجريدة بعض الاصدارت لهيئة قصور الثقافة لتهاجم الوزارة .وقد شنت الجريدة حملة ضارية على اصدار ديوان (دفتر سيجارة ) للشاعر اللبنانى بول شاؤل ضمن سلسلة افاق عربية وكانت فضيحة لجريدة الحزب الحاكم ان تعتبر ان الديوان دعوة للتدخين ؟؟؟ فى جهل مضحك
ثالثا- عقدت الحكومة على مضض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدون فعاليات حية حقيقية بل خلف اسوار الاوبرا .وبدون ان تشارك دار عرض واحدة فى عرض افلام المهرجان وكانت دورة خرساء وكئيبة
رابعا – استمرت مضايقة الوزراء وخاصة دعماد ابو غازى ود صابر عرب الذى قدم استقالته اكثر من مرة وكان التضيق مادى ومعنوى
خامسا – جاءت الفرصة للاخوان حيث وجدوا شخص يدعى دعلاء عبد العزيز ينتمى لهم فكريا ويكتب فى جريدة الحرية والعدالة مدافع عن مرسى ومهاجم معارضية فى جريدتهم التى تعادى الثقافة والابداع ليختاروا اشهر نكرة ليكون وزيرا جاء لاخونة الوزارة التى تصدر كتب للناس باسعار زهيدة عن الحرية ومعنى الوحى وتاريخ الشرائع وتشرح الكنائس المصرية .والرجل اعلنها صراحة انها جاء للتطهير .ولذلك منذ جلوسه على الكرسى وهو ينهى انتداب ويفصل ويقيل فقد اقال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب – تكفيه تهمة نشر كتاب عبد الرحيم على وانتصار عبد المنعم – واقال ايناس عبد الدايم رئيس الاوبرا فى نفس توقيت غطاء سياسى من عضو سلفى بالشورى طالب بالغاء البالية لانه فن يثير الشهوات .وقام الوزير بتخفيض ميزانية الاوبرا .كما اقال د صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكلية .وهدد باقالة الدكتور سامح مهران رئيس اكاديمية الفنون ويبدو انه ينتظر توقيع رئيس الجمهورية على قرار الاقالة .وتتوقع الاوساط الثقافية الهجوم على رؤساء تحرير سلاسل الهيئة العامة لقصور الثقافة وجميعهم من اعداء الاخوان وعلى راسهم الشاعر سعد عبد الرحمن .وبعد الاقالة يتم احلال اعضاء من خلايا التيار النائمة .كما هناك توقع بتغير سياسة تحرير جريدة القاهرة التى يراس تحريرها يسارى كبير هو المؤرخ صلاح عيسى ولايخلو عدد من مقالات بها تهاجم الاخوان .والتيارات الاصولية المتطرفة .
والان مابين مظاهرات واعتصامات هل تنتصر قوة مصر الناعمة المتمثلة فى وزارة الثقافة .ام تعود الوزارة لارشاد مرشد الاخوان .

روبير الفارس

الكاتب Unknown on 3:13:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية