فريدة النقاش :مصير احتجاجات اليوم سيحدد موقف الجيش

تصريح اوباما دليل على خطأ أمريكا فى تأييد مرسى مسبقا
الجماعة " واهمة " إذا تصورت أن إغراق الوطن يمكنها من الحكم

ليليان نبيل
تعليقا لما يحدث من أوضاع مؤسفة داخل انحاء الجمهورية حيث وجود تظاهرات تطالب باسقاط الرئيس محمد مرسى و ازاحة النظام الحالى و من ثم الانجراف وراء مشاهد عنف يسقط جرائها شهداء ابرياء قالت فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الاهالى فى تصريح خاص ل " وطنى " : لا شك ما يحدث الآن يوضح ما يبدو عليه حالة الحزب الحاكم و الجماعات المتحالفة معه بكونها تستعد لتحويل الاحتجاجات الشعبية لعمليات عنف التى هى لم تبدأ بعد و رغم ذلك نجد سقوط ثمانى شهداء فى انحاء الجمهورية بخلاف استشهاد شرطى بسيناء اليوم الى جانب اصابة العشرات .. كل ذلك يعطى مؤشرات لاستعداد اليمين الدينى و ليس اليمين الاسلامى باعتبار ان الاسلام برىء مما ينتهجون سياسات تحريضية للعنف و استخدام السلاح فى صورة اشبه بالاقتتال نجد خلالها المصرى يرفع السلاح فى وجه اخوه المصرى فى مشهد مأساوى فى غاية الصعوبة أن نصل لمثل هذه المرحلة التى تبيح اراقة الدماء لتغرق الوطن .
وأضافت فريدة أن ما يحدث اليوم مؤشرا قويا لما ستكون عليه تظاهرات الغد 30 يونيه و إلى أي مدى يستعد اليمين الدينى لاستخدام العنف ضد الجماهير العريضة المحتجة على استمرار النظام الحاكم و لاسيما بعدما اعلنت حملة " تمرد " جمعها 22 مليون و 134 ألف و 465 توقيعا على مطلب سحب الثقة من محمد مرسى رئيس الجمهورية حسبما اعلن محمود بدر المتحدث باسم الحملة في مؤتمر صحفي بمقر نقابة الصحفيين اليوم بما يؤكد تجاوز حجم التوقيعات عدد الاصوات التى حصل عليها الرئيس مرسى فى الانتخابات الرئاسية المقدرة بنحو 15 مليون صوت عام 2012 . و تتساءل فريدة هل تستطيع تلك الاحتجاجات الثورية الحاشدة وفقا للمؤشرات التى نطالعها اليوم و جحم المشاركة حيث النزول للشوارع و الميادين الى جانب حجم توقيعات التى وصلت اليها حملة " تمرد " فى اهتزاز موقف النظام و جماعة الاخوان الحاكمة ؟ و هل يمكن تحويل المشهد من تظاهرات سلمية الى حالات عنف مستميتة ؟ اعتقد انه سيصبح من المفزع للغاية ان يحول اليمين الدينى المشهد لمجزرة بما يعنى وصول الاوضاع لحالة حرب اهلية تنشب فى البلاد و و هو بالتأكيد امر كارثى و مؤسف للغاية ليس فى مصلحة البلد و لا فى مصلحة الجماعة فاذا تصوروا ان اغراق الوطن فى الدماء امر سيمكنهم من حكم البلد فهم واهمين , و لكن المؤشرات جميعها لا تنبىء خيرا و سيظهر و تتضح الامور فى تظاهرات الغد التى اتمناها ان تصبح تظاهرات سلمية لا يوجد للعنف مجالا فيها و ان يعرف الشعب المصرى قيمة حرية التعبير عن الرأى دون استباحة دم الاخر فجميعنا ابناء ذلك الوطن و من ثم علينا باعلاء مصلحته عن اى مصالح اخرى .
و عن رؤيتها بشأن تصريح باراك اوباما الرئيس الامريكى اليوم و إعرابه عن قلقه عن الاوضاع بمصر و من ثم دعوة القوى المعارضة للحوار البناء ذكرت فريدة : بالتأكيد جاء تصريح الرئيس الامريكى اوباما دليل على شعور بالخطأ الجسيم الذى لحق بالاستراتيجية الامريكية حينما قامت بتأييد جماعة الاخوان المسلمين و مساندة محمد مرسى لصعوده للسلطة بكونهم تصوروا انه سيصبح حليفا قويا لديهم داخل منطقة الشرق الاوسط الى ان اتضحت الصورة و تباينت معالمها بانه على النقيض تماما باعتباره رئيس ضعيف ليس لديه اى رؤى سياسية لادارة البلاد و بالتالى لا يمكنها التعويل عليه أو الاعتماد عليه .
كما استطردت فريدة حديثها تصريح اوباما اليوم دليل قاطع منه بانه لا يقف بنفس القوة التى كان عليها من قبل وقت مساندة الرئيس مرسى فى توليه الحكم , و لعل الامر يتضح من كتابات د . سعد الدين ابراهيم بكونه باحث ووثيق الصلة بالادارة الامريكية بما يدل على عدم الرضى من الادارة الامريكية حيال الحكم الدينى .
و بسؤالها إلى أي مدى يمكن اسقاط الرئيس مرسى بدء من تظاهرات 30 يونيه اوضحت فريدة : بالطبع للارادة الشعبية يمكنها تحقيق ذلك المطلب المنشود خاصة بعد حجم التوقيعات التى وصلت اليها حملة " تمرد " باعتبار ان هدفها الاساسى هو سحب الثقة من الرئيس مرسى بما يعنى ان هدفها الرئيسى يمثل التجربة الشعبية التى خاضتها قبل عامين حين استطاع الشعب المصرى اسقاط الرئيس حسنى مبارك و ازاحة نظام استمر طيلة 30 عاما عانى منه المواطن البسيط ابشع صور الفساد و ذلك عبر تظاهرات سلمية حاشدة , و لكن هيهات فهناك فرق بين الدرس التى تعلمته الحركة الشعبية من اسقاط مبارك و بين الدرس الذى تعلمه اليمين الدينى الحاكم بكونه يعد العدة لنفسه و لا استبعد أن تكون من ضمن الوسائل اراقة الدماء لاغراق البلد من باب الدفاع عن حكمهم للبلد فهذا هو السيناريو الاقرب المتوقع و المحتمل فى تظاهرات غدا و التى لا نتمناها جميعا حتى لا نصل لمرحلة كارثية تضر بمستقبل مصر .
و اختتمت فريدة حديثها أن مصير الاحتجاجات الشعبية سيتحدد من الغد من خلال موقف القوات المسلحة إذا ما انحازت للشعب المصرى كما حدث فى ثورة 25 يناير 2011 من عدمه , فإذا انحازت و وقفت يدا واحدة مع الشعب لن يكن لليمين الدينى أن يحول المشهد لحرب أهلية .


الكاتب Unknown on 1:08:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية