حتروح على فين النهاردة30 / 6


جورجيت صادق
حالة من الترقب سادت المجتمع المصرى خلال الأسابيع الماضية، وأصبح حديث المدينة - الكبير قبل الصغير وكل طوائف المجتمع وفئاته يلح عليهم سؤال واحد ماذا سيحدث يوم 30 يونية؟ ورغم توقع الكثيرين من خلال المشهد العام لأحداث دموية واشتباكات عنيفة قد تصل لحرب أهلية إلا أن المجتمع المصرى - مهما حاول المغرضين والمتعصبيين أن يشقوا أواصره ويزرعوا الفرقة بين أبناؤه - مجتمع يؤمن بأن مصر عبر العصور محمية ومحفوظة فى رعاية الله. 
إلتقينا بعدد من أطياف المجتمع المختلفة مسلمين ومسيحين، نساء ورجال وشباب وبعضهم لاعلاقة له بالسياسة ولم يشارك من قبل فى احتجاجات أو مظاهرات.. والسؤال ما موقفك من يوم 30 يونيه؟
الجميع كان غير راض ومستاء وخاصة بعد قتل جنودنا فى سيناء ومسلسل الإعتداء على أفراد الجيش والشرطة بشكل يومى ومع تعتيم كامل عن الجناه، بل إن مشهد استعراض القوة والتخويف الذى قام به الإخوان وأنصار مرسى يوم الجمعة الماضى عند رابعة العدوية استفز الكثيرين وقرروا المشاركة باعتبار أن العيش بذل أسوأ من الموت ورغم أنهم أسموها جمعة ( لا للعنف) لم يكن فيها إلا كلمات ومشاهد تحرض على منتهى العنف حتى إن بعضهم رفع لافتات مكتوب عليهــــــا ( إسلامية إسلامية مش عايزنها علمانية ...) و(سنقطع رقبة كل من يقول أن الإسلام دين عنف) بل وكان هناك أيضا تدريبات قتالية كنوع من التوعد للمعادين لهم وارهابهم .
الحكم عنوان الحقيقة
ووسط هذا المشهد الذى ينبئ بحرب أهلية بين المناصرين لحملة تمرد وهم المعتدلين والعلمانيين والليبراليين وبين أنصار الإخوان ومدعى الشرعية واختيار صندوق الانتخابات، أتى حكم مستأنف محكمة الاسماعيلية والتى نظرت قضية هروب المساجين من سجن وادى النطرون ليصيب المجتمع بدهشة لم تخطر على بال احد، فالحكم كان واضحا وصريحا وأوضح بما لايدع مجالا للشك وفى حيثيات سردها القاضى قبل النطق بالحكم فى حوالى نصف ساعة أن قيادات الإخوان وعلى رأسهم د. محمد مرسى والكتاتنى والعريان وغيرهم - حوالى 14 شخص من قيادات الإخوان - تخابروا مع جهات أجنبية لقلب نظام الحكم.
عندما كشفت هذا المخطط المخابرات العامة تم إلقاء القبض عليهم ولكن بمساعدة أطراف من حماس وتنظيمات من الحركات الاسلامية الجهادية وتم إقتحام السجون وتهريب المساجين انتهزوا فرصة الفوضى التى عمت البلاد لينقضوا على الحكم، واعتبروا أن هذا شرعية.
وبدلا من أن يجمع الرئيس المصرى شمل المجتمع بكل طوائفه وتياراته ازدادت هوة الخلاف فأصبح هناك ليس فقط حكومة ومعارضة بل ليبراليين وإسلاميين وسلفيين وتكويش من التيار الاخوانى، بل وأصبح هناك مجازر للشيعة وصلت لحد القتل الوحشى وهى ظاهرة جديدة على مصر، حيث كانت مصر تستوعب الإختلافات العقائدية.
البداية 
بدأت فكرة هذا الموضوع عندما حضرت بالصدفة جلسة نسائية ضمت عدد من سيدات المجتمع الراقى وكانت الأحاديث بينهم أبعد ما يكون عن السياسة وما يحدث فى المجتمع، وفجأة وجهت ربة المنزل سؤال إلى أقرانها قائلة " على فكرة يا جماعة حنعمل إية يوم 30 يونية، هل سنجلس فى منازلنا أم سنعبر عن رأينا ولو بشكل سلمى؟" وكانت الحاضرات معظمهن من سكان نفس العمارة من سكان منطقة المهندسين فأجابت إحداهن: " أنا اقترح أن نقف أمام العمارة ممسكين بالأعلام لنعبر عن أن مصر لكل المصريين ورافضيين أن تصبح تحت سيطرة الإخوان".. وهنا تنبهت ما هو موقف شرائح مختلفة من المجتمع المصرى من هذا اليوم ؟
إلى التحرير
سوزان وليم من سكان المهندسين فى الخمسينات من العمر لم تفاجأ بسؤالى حيث قالت: مجموعة كبيرة من السيدات والرجال وأنا منهم سنخرج من نادى الجزيرة الساعة الثانية بعد الظهر متجهيين إلى ميدان التحرير فى سلمية تامة، وذلك تعبيرا عن رأينا حيث نريد مصر لكل المصريين، ولن نقبل أن يصبح الرئيس المصرى متحيز لجماعة معينة، فالثورة لم تقم إلا من أجل العدالة الاجتماعية والحرية فلا للانحياز ولا للتعصب.
-
ألم تفكروا فى الذهاب إلى الاتحادية ؟ 
أعتقد أن المشهد هناك سيكون فيه عنف شديد والأفضل أن نتجه إلى الميدان الذى بدأت عنده الثورة فالثورة لاتزال مستمرة.
-
البعض كان يدعو لتخزين أطعمة حيث لا نعلم ماذا ستكون تبعات هذا اليوم هل قمت بهذا؟
أنا أرملة قد تقوم بذلك أسرة بها عدد أكبر ولكن حتى فى وقت الثورة وأيام حظر التجول لم أفكر فى تخزين أى أطعمة فأنا أعيش بالبركة.
نحن فى يد الله
نجوى ناجى كانت تعمل بالتليفزيون المصرى وهاجرت إلى كندا وجاءت لزيارة مصر منذ أيام فما هو موقفها:
-
هل تابعت أخبار مصر وعلمت بتفاصيل ماسيحدث وتحديدا يوم 30 يونية، ألم تخشى المجئ إلى مصر فى هذا التوقيت؟ 
من أجل أخى وأهلى المقيمين فى مصر نتابع الأخبار لحظة بلحظة ونعلم جيدا بكل ما سيحدث، ولكن أنا أثق أن المصريين محفوظين فى يد الله.. والكتاب المقدس يقول "شعرة من رؤوسكم لاتسقط بدون إذنى..." 
فنحن فى يد الله لا يهم الزمان والمكان فلن يموت أحد ناقص عمر، والله أعطانى خدمة لماذا أموت قبل أن أكملها؟ 
بالمناسبة نجوى كانت على وشك التوجه إلى الاسكندرية فى اليوم التالى ( وقت جمعة "لا للعنف") وكان هناك اشتباكات وعنف فى الإسكندرية وعندما أخبرتها بهذا لم تهتم كثيرا وصممت على الذهاب.
وعندما سألتها ماذا ستفعل يوم 30 يونية قالت: " أنا باعيش اليوم بيومه ولم احدد أى شئ بعد ولكنى مع السلام وعدم العنف فى جميع الأحوال، وسيظهر الله الحق وسيختار رئيس متوافق مع المصريين كلهم ."
مصر محفوظة 
وفاء سيد أحمد مديرة المتابعة بنقابة الصحفيين وأم لثلاثة أبناء أحدهم طالب فى الجامعة وأخر أيام امتحاناته كانت يوم 28 يونيه أجابت حول نفس التساؤل:
أنا وعدد كبير من زملائى تقدمنا لأخذ أجازة فى هذا اليوم، كفانا عنف وقتل وعدم إستقرار، لن أغادر منزلى فى هذا اليوم، ولكن الأفضل لمصر ولكل المصريين أن تحدث إنتخابات مبكرة لإختيار رئيس قادر على إدارة دفة البلاد، وعدم نزولى لأن المشهد الحالى يؤكد أن هناك عناصر ستندس بين المصريين فى هذا اليوم للعنف وستقوم بأعمال تخريبية. والتصريحات التى أعلنها اتباع الرئيس مرسى وقيادات الجماعة تعمل على تقسيم البلد ويريدوا أن يحولوا المشهد إلى مشهد طائفى، فمن يؤيد الرئيس سيكون مع الشرعية وأيضا الدين والشريعة، ومن يتمرد ويطالب بعزل الرئيس يكون ضد الشرعية والشريعة ومتواطئ مع النظام السابق ويحل دمه، لذلك أتوقع حدوث اشتباكات عنيفة فى هذا اليوم وهو شئ محزن لأن فى المقام الأول ستكون دماء مصرية غالية علينا جميعا ويكفى ما أصابنا من ذعر وحزن على من ماتوا أثناء الثورة وبعدها.
ولكن مصر مذكورة فى القرأن الكريم وأثق أن الله سيحافظ عليها رغم كيد الكائدين والمفسدين فى الأرض.
-
ولكن هل من أجل الحفاظ على السلام والأستقرارتحبذى استمرار الرئيس مرسى حتى انتهاء مدته ؟
طبعا لا فأنا أصلا كنت من مؤيدى أن يأتى رئيس مصرى يدير الأمور بشكل أفضل وخاصة فى الناحية الإقتصادية، وأطالب الرئيس المصرى فى حالة استمراره رئيس لمصر أن يصبح محايدا ويأتى بوزارء ومستشارين له أكفاء يستطيعوا ادارة البلاد بشكل جيد ويعدونا لبر الامان.
-
ما موقف إبنك الجامعى من هذا اليوم ؟
حاتم ابنى مقتنع تماما بعدم النزول فى هذا اليوم، وبدون أى ضغط منى واخر يوم فى امتحاناته يوم 28 يونيه.
-
هل فكرت فى تخزين طعام ؟
لم افكر فى هذا لأن الأمور ستكون طبيعية والشعب والعنف سيكون فى أماكن معينة بعيدا عن مناطق معيشتنا، فأنا مثلا من سكان منطقة السيدة زينب وهى منطقة عامرة ويوجد فيها أسواق متوافر فيها كل شئ.
لن نخاف
محمد جاسم شاب مصرى معه ماجستير فى إدارة الأعمال عبر عن رأيه قائلا :
كيف لا أشارك، الإخوان كما ظهر من مشهد رابعة العدوية جعلوا كل من ضد الرئيس ضد الاسلام والشرعية أى يكفرون المجتمع، ومصر دولة مدينة معظم شعبها من المسلمين هذه ديانتهم وليس وطنيتهم.. " ولو شاء ربك لوحد الأديان" .. سأشارك حسب مسار المسيرة التى تقودها التيارات المصرية الليبرالية - الغير مستترين بالدين - فالموت خير من العيش تحت مظلة اخوان فالعيش معهم موت نفسى.
وأذكر الرئيس الفاقد بالفعل شرعيته محمد مرسى، أنه فى القمة العربية التى عقدت فى الدوحة قال "لن نسمح بتدخل أحد فى شئوننا الداخلية" فلماذا الآن يحتمى فى السوريين والفلسطينين؟! وبعد الحكم التاريخى الجرئ الصادر يوم الأحد الماضى والذى أوضح تضامنه وقيادات أخوانية مع حماس وتيارات أخرى غير مصرية للهروب من السجون ومسلسل قتل جنودنا المصريين والذى لم يعلن حتى الأن رسميا المتورطين فيه، كيف يستمر هذا رئيسا لمصر فمجرد تخابره مع جهات خارجية فيه خيانة لمصر مصريتنا قبل حتى عربيتنا.
إتحادية إتحادية 
محمد تيمور شاب مسلم خريج كلية الشريعة، يرى أن طاعة الحاكم أيا كان واجب دينى ومعصيته من معصية الله، تحدث قائلا :
على طول على الاتحادية واذا اقتضى الأمر على رابعة العدوية ولكن لن أشارك فى أى عنف ضد أى مصرى مهما حدث، وإذا أحسست أن هناك مندسين غير مصريين سأنسحب فورا. كنت أود أن تعطى فرصة أكبر للرئيس مرسى، صحيح الوضع من سيء لأسوأ ولكن فساد سنوات لن يزول بين يوم وليلة، ولكن أنا مقتنع أن اختيار رجال قيادة الدولة هو غير موفق فى اختيارهم حتى الأن والله يرشده.
تأدية واجبى وطنيه
د. صبرى عبد المللك استشارى أسنان رفض فى البداية تساؤلاتى وقال: " أنا راجل بأدى عملى وماليش دعوة بالسياسة" ولكن عندما علم أن رأيه سينشر بدون تدخل أو حجر عليه قال:
سأذهب يوم 30 / 6 لعدة مستشفيات لتأدية عملى.. وفى عز أحداث الثورة وما تلاها من أيام كانت المظاهرات فيها على أشدها، كنت أذهب لتأدية واجبى الطبى فى المستشفيات.. وجاءت إلينا بالفعل حالات مصابيين فى ذلك الوقت فى المستشفى القبطى والجمهورية والإصلاح الإسلامى، وخاصة فى احداث ماسبيرو حيث كانت الإصابات والكسور فى الوجه والفك - لم أرى لها مثيل.. فإنقاذ مريض وتخفيف ألامه وظيفتى أما الاحتجاجات والتمرد والثورات مهمة للشباب.. ولكن بكل تأكيد الأوضاع أسوأ من قبل الثورة حتى أن عدد كبير من المستشفيات بدأت فى الإستغناء عن المتعاقدين معها من الأطباء الخارجيين رغم خبرتهم، إضافة إلى تغير القيادات الإدارية للمستشفيات وبحكم عملى من خلال مستشفيات المؤسسة العلاجية تم بالفعل وهناك تهديد لمن لم يتغيروا بالفعل وهو وضع عجيب فكل شئ جائز إلا فى الوضع الذى يتعلق بصحة الإنسان.
منه لله
عم عبد الهادى الزينى حارس جراج ، بمجرد ما قلت له حتعمل ايه يوم30؟ قال: "منه لله مرسى.. أنا باقول كدة وانا مش خايف، البلد باظت وسابت ومبقاش فيه أمان، وجماعته طلعوا على قفا العيال الجدعان اللى قاموا بالثورة.. انا على باب الله ماقدرشى أسيب وظيفتى فى هذا اليوم، دة أكل عيشى كفاية الناس الكثيرة اللى اتقطع أكل عيشها، وأعرف منهم هددوهم الإخوان ليبقوا تبعهم ويخرجوا لنصرة مرسى.. لا مش حيخلوهم يكلوا لقمة عيش فى البلد دى وقالولهم اللى مش معانا يبقى علينا ويستاهل اللى يجراله 
وانا ما اخبيش عليكى انتخبت مرسى وكنت فاكره راجل بتاع ربنا لكن ربنا برئ منه ومن أمثاله هو فيه حد يعمل كدة فى الشعب اللى افتكر إنه حيلاقى لقمة عيش نظيفة ووظيفة وسكن... لكن هما (جاءوا) علشان يقسموا اللى باقى من التركة على بعض."

الكاتب Unknown on 1:05:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية