عصام إسماعيل الضبع يكتب: ترشيد الاستهلاك والرجيم الإجباري


لم يكن يتوقع الشعب المصري أن تمارس عليه الحكومة بعد الثورة نفس أسلوب حكومات قبل الثورة من تحميله فشلها في إدارة أزمات الوطن، وفشلها في إدارة شئون الدولة، وكل ذلك تحت شعار (ترشيد الاستهلاك).
دائما ما يكون المواطن المصري هو المُطالب بتحمل الأزمات، ومُطالب بحل هذه الأزمات عن طريق ترشيد الاستهلاك، والحكومة لا تقوم بدورها في حل هذه الأزمات، كما أنها لا تقوم بدورها في ترشيد الإنفاق الحكومي.
يجب أن تضرب الحكومة المثل وتكون القدوة للشعب في ترشيد الإنفاق الحكومي، وترشيد الاستهلاك، قبل أن تفرض ترشيد الاستهلاك على المواطن البسيط الذي هو مجبر أصلا على ترشيد الاستهلاك قبل أن تجبره الحكومة عليه، وذلك لضعف دخله الشهري، هذا في حالة أن يكون له دخل شهري من الأساس.
لقد فرضت الحكومة على المواطن المصري ترشيد الاستهلاك إجباريا في الكهرباء، والمياه، والخبز، والبنزين، والسولار. فبدلا من أن تواجه الحكومة مثلا مشكلة نقص الكهرباء وتوجد لها حلول- كان الحل الأسهل بالنسبة لها هو قطع الكهرباء عن المواطن عدة ساعات يوميا، وكأن الكهرباء أصبحت شىء من الكماليات والرفاهية للمواطن وبإمكانه أن يستغنى عنها، فلم تكتفِ الحكومة بالزيادة في أسعار الكهرباء التي أثقلت كاهل المواطن المصري، بل جعلته أيضا يتحمل انقطاع التيار الكهربائي يوميا.
ويتحمل المواطن أيضا غلاء أسعار المياه وانقطاعها عنه عدة مرات. أما بالنسبة للخبز؛ فبدلا من أن تحل الحكومة مشكلة القمح وتزيد من الأراضي المستصلحة لتحل مشكلة نقص القمح المحلي، بالإضافة لحل جزء من مشكلة البطالة عن طريق توزيع هذه الأراضي المستصلحة على شباب الخريجين، فرضت الحكومة رجيم إجباري على الشعب، وحددت للمواطن ثلاثة أرغفة يوميا، ولم تعِ الحكومة أن رغيف الخبز هو القوام الرئيسي لوجبة ملايين من المصريين ممن يعيشون تحت خط الفقر.
دائما ما يتحمل المواطن المصري الأزمات التي تنشأ عن الظروف الاقتصادية للدولة أو سوء إدارة الحكومة للأزمات، ودائما ما تطالب الحكومة المواطن بترشيد الاستهلاك دون أن تقوم هي بدورها في ترشيد الإنفاق الحكومي وفي حل الأزمات.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:19:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية