كل يوم يتيم و انت طيب ...؟؟!!! " هابى يتيم داى "

مادلين نادر
” ما تقولش انك يتيم … ربك دائما رحيم ” هكذا كانوا يتغنون فى احدى الاحتفاليات بيوم اليتيم عندما بدا الاحتفال به فى مصر من عام 2005 … ولا اعلم من اين جاءت فكرة تخصيص يوم للاحتفال باليتيم ؟!!! أو لماذا يحتفلون بهذا اليوم ؟!!!
تساؤلات كثيرة لم اجد من يجيب عليها منذ ما يقرب من 9 أعوام …فقط كنت اجد البعض يتندر و يقول فى هذا اليوم ” هابى يتيم داى ” …
الأكثر من ذلك ان مظاهر الاحتفال نفسها عادة ما تركز على اى طفل يتيم على انه مثير للشفقة و العطف وتجد لسان حالهم يقول : “يعينى أطفال اتيتموا بدرى ” ..او ” بالرغم من انهم ايتام يا حرام الا انهم موهبين …” فهل لا يعلم هؤلاء من يتشدقون بمثل هذه الكلمات ان الايتام اطفال عاديين مثلهم مثل الاخرين من اقرانهم ..وان كونهم ايتام ابدا لم يكن اختيارهم .
ناهيك عما يحدث فى المدارس بهذه المناسبة التى لا اجد لها اى معنى ايجابى يبث فى روح الاطفال الذين حرموا أوفقدوا  احد ابائهم او الاثنين معا ،وبالاخص المدارس الحكومية حيث تجد هناك بعض الهدايا الرمزية تقدم للاطفال الايتام فى هذه المناسبة …ولكن مهلا قبل ان تقول انها لفته طيبة من المدرسين و القائمين على العملية التعليمية فى بلدنا فلتتعرف اولا كيف يتم ذلك …يبدا المشهد بمعلمه تدخل الفصل و تنادى على بعض من الاطفال باسمائهم و يخرجون من الفصل خلفها و هم لايعلمون ماذا حدث أو إلى اين هم ذاهبون ويبدأ القلق يتسرب اليهم خاصة ان التعليمات جاءت بان يذهبوا إلى مكتب ناظر المدرسة …. ثم يدخلون لمكتب الناظر و يقوم من على مكتبه و ينظر اليهم نظره حنو و شفقة و يقول لهم : كل سنة و انتم طيبين بمناسبة يوم اليتيم …و يقوم باهداء كل طفل منهم علبة ألوان …. و يسود الاطفال بعد ذلك حالة من الصمت الممزوج بالمرارة ،ولكم ان تتخيلوا بعد عودتهم لفصولهم و معهم علب الالوان فى ايديهم و يسالهم باقى الاطفال بالفصل لماذا اخذوا علبه الالوان هذه فتكون الاجابة فى عيون و دموع الاطفال قبل ان ينطقوا بالسبب الذى اخذوا الهدية من اجله …
انه ليس بالمشهد الوحيد الذى يحدث فى الاحتفال بيوم اليتيم الذى اذا سأل احد هؤلاء الاطفال هل تريد ان نحتفل بيوم اليتيم ام لا ستكون الاجابة ” لا ” بكل تأكيد ودون أى تردد ..و  ليس الأطفال فحسب بل الكثير من الأشخاص فى المراحل العمرية المختلفة لا يريدون يوما بهذا الاسم على الاطلاق فمشاعر فقدان الاب أو الام ليست قاسية بما فيه الكفاية فحينما يفقد الشخص السند و من يهتم به و يشعر به دون ان يتكلم ،فلا مجال اذا  للاستخفاف بهذه  المشاعر ،أو ان نتحدث للأطفال و نسالهم ” حاسين بايه يا حبايبى فى يوم اليتيم ” أو ” كان نفسكم بابا يكون معاكم دلوقتى ..؟!! ” ما كل هذا السخف وعدم احترام المشاعر الانسانية أو بالاحرى المتاجرة بها .فحينما يتم اختيار يوم للاحتفال بأى شىء يكون هناك اهداف من وراء ذلك فمثلا اليوم العالمى لمرضى السكر يهدف للتوعية به و كيفية علاجه و التعايش معه ..لكن ما الذى يهدف إليه يوم اليتيم …سؤال لم يجد بعد إجابة …

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 3:34:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية