يجب أن نمحو هذا العار..

فايز فرح
تحتفل مصر هذه الأيام بمرور عام على ثورة 30 يونيو وإستعادة الوطن بعد محاولة الارهاب والتطرف القضاء عليها وتحويلها الى مجرد ولاية صغيرة فى وهم كبير يتخيلونه فى أحلام اليقظة.
المصريون أصحاب أول حضارة فى التاريخ ينتفضون من جديد لاثبات أنهم أحفاد هذه الحضارة العريقة، الفرحة على الوجوه والسعادة تداعب نفوس الجميع، على الرغم من أن المشوار مازال طويلا لتحقيق كل الآمال، ومع ذلك فقد حققنا الكثير خلال هذا العام، أصبح لنا دستور عادل، ورئيس جمهورية إخترناه بأنفسنا لأول مرة فى التاريخ، والقادم أفضل إن شاء الله، ومشوار الألف ميل يبدء بخطوة.
المهم أن نعمل وبجد وباخلاص لنحقق مانريد ونتمنى. وها هى الولايات المتحدة الأمريكية تختار سفيرها الجديد فى القاهرة وتبعث بوزير خارجيتها لمصر للتشاور حول المستقبل، وهذا إعتراف رسمى بثورة 30 يونيو2013، غير دول كثيرة اعترفت بها، ولا شك ان زيارات الرئيس الى أفريقية الأخيرة، وبخاصة إثيوبيا تثبت نجاح سياستنا الجديدة فى حل مشاكلنا وإقتحام المشاكل والصعاب.
فى عيد قيام الثورة المجيدة، التى تحدث عنها العالم كله من حقنا أن نفرح ونسعد لنستعد للمستقبل لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحرة التى نريدها ونتمناها.
وقد تذكرت فى عيد الثورة المبدأ والشعار الذى كان الفليسوف والشاعر الثائر الساخر.. فوليتير.. ينهى به كل رسائله: يجب أن نمحو هذا العار..
وكان فولتير الذى ساهم فى اشعال الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 يقصد بهذا العار التعصب الدينى، فقد كان ضد هذا التعصب، يؤمن بالتسامح الدينى بعد أن شاهد الاضطهاد الكبير ضد البروتستانت:
هكذا كان فوليتر 1694-1778م يصرخ لينقذ العالم:يجب ان نمحو هذا العار
وأشعر أننا فى مصرإستطعنا فعلا، من خلال ثورة 30 يونيو، أن نمحو العار ، الذى أصابنا والعصابة التى حكمتنا فى غيبة من الزمان والوعى وأخذتنا الى حيث التعصب والتخلف والغيبيات والغاء العقل، لقد أعادت ثورة الثلاثين من يونيو الوعى والعقل والوطنية لكل المواطنين، وأصبحنافى دولة مدنية تؤمن بالمواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع، لكن السؤال الذى بفرض نفسه علينا الآن هو:
هل تخلصنا من التعصب البغيض؟ وهل إنتشرت روح التسامح بين الجميع؟؟
للأسف، نحن رسميا تخلصنا من الحكم المتعصب الارهابى الطائفى، الذى يفرق بين المواطنين على أساس دينى، لكننا مازلنا نعانى من تعصب النفوس والبعض الذى تملك منه هذا المرض، وأصبح المرض مزمناً، هناك متعصبون كثيرون فى كل مكان فى الدولة، وهناك بقايا الارهاب وعصابة التحدث باسم الدين وهم جماعة من المنتفعين تغذى مرض التعصب وتريد أن تشعل الفتنة الطائفية فى أى وقت، لكى تعود هذه العصابة المجرمة الى حكم مصر وضياعها، وهذا يحتاج منا الى الوعى الحقيقى ونشر العلم والتفكير العلمى، والخطاب الدينى المستنير الذى ينشر الاسلام الوسطى المستنير.
نحتاج لمن يعرفنا ان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.. وأنه اذا شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة.. وأن المسلم من آمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخروأن الله نور السموات والأرض، وأنه المحبة والرحمة.. وأنه لافضل لعربى أعجمى إلا بالتقوى.. نحتاج لخطاب دينى حريص على الوطن وتماسكه وبقائه وخلق المؤمن المستنير المحب الذى يحترم الانسان لأنه إنسان.
وفى هذا المجال يجب أن نشيد بقرار وزير الأوقاف بعدم اتاحة الفرصة لأى انسان يعتلى المنبر ويعظ أويخطب فى الناس إلا اذا كان أزهريا مستنيرا، ونحن نشجع تجربة اعداد كتاب مشترك عن القيم الدينية والأخلاقية فى الأديان السماوية حتى نخلق المواطن الصالح الذى يعرف دينه جيدا وماله وما عليه، ونرجو من وزارة التربية والتعليم سرعة اصدار هذا الكتاب وتوزيعه على التلاميذ.
فى هذا المجال نرجو من وزارية التربية والتعليم اختيار المدرس الغير متعصب وتشجيع الجميع على التسامح.
غير ذلك فان الكنيسة عليها واجب أيضا فى نشر سلوك التسامح والحب بين الجميع، وهذه رسالتها فعلا.
أما الاعلام فانه يجب أن يتقى الله فعلا ويخلصنا من التهريج والبرامج المسنة والمتعصبة، والأغنيات الساذجة الهابطة والمسلسلات التى تساعد على نشر الأخلاقيات الغير سوية الشاذة، الاعلام عليه دور كبير يجب أن يقوم به فى التنوير وأخيرا يجب على الجميع تطبيق شعار فولتير:
يجب أن نمحو هذا العار.. عار التعصب الدينى.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:45:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية