الهجرة غير الشرعية وبؤر البعوض وراء ظهور الملاريا في أسوان


الوزارة تعترف في بيان رسمي بوجود بعوض ناقل للمرض منذ سنوات
تحقيق: جورجيت صادق
يعد مرض الملاريا من أكثر الأمراض الطفيلية انتشارا في العالم، حيث يتم تسجيل موت حوالي مليون شخص في العالم بهذا المرض، وهناك تزايد في أعداد الإصابة به حيث أن طفيل الملاريا أصبح مقاوما للأدوية المستخدمة في العلاج، (والطفيل كائنات لا تستطيع الحياة بالاعتماد علي نفسها بل تعتمد علي كائنات أخري كي تعيش)
ومنذ أيام بدأت ظهور حالات إصابة بالملاريا في قرية معينة بأسوان وهي قرية العدوة شرقي بمحافظة أسوان، وكان لابد من معرفة أسباب تزايد الحالات حتى وصلت إلي 15 حالة حتى يوم الاثنين الماضي.
وكانت البيانات الصادرة عن وزار الصحة منذ يوم 31 مايو تبين ظهور هذه الحالات ولكن بالحديث مع وكيل وزارة الصحة بمحافظة أسوان الدكتور محمد عزمي أخبرنا بالاتي انه يوم الاثنين 26 مايو بالكشف علي "إبراهيم دياب وفاطمة سعد محمد" بالعدوة شرقي تبين أصابتهما بمرض الملاريا وكانوا قد حضروا إلي مستشفي حميات أسوان وبعد تعرف الأطباء علي الأعراض التي ظهرت في صورة رعشه في الجسم ودرجة حرارة مرتفعة وصداع وتكسير في العظام تم عمل تحاليل لهما وتم التأكد من أصابتهما بالمرض رغم أنهما لم يسافرا خارج مصر فقمت بإخبار قطاع الشئون الوقائية بوزارة الصحة وإدارة ناقلات الأمراض والإدارة العامة للملاريا بالوزارة وفي اليوم التالي مباشرا الثلاثاء 27 مايو أرسلت الوزارة لجنة متكاملة لتقصي الحقائق مكونة من 70 فرد وعلي رأسهم وزير الصحة ومن قطاع الشئون الوقائية والمعامل ومتخصصين في الرصد الصحي وانضم إليهم حوالي 30 من الفريق الطبي معظمهم متخصص في الحميات من محافظة أسوان وقاموا بزيارة المرضي في مستشفي الحميات قبل خروجهم من المستشفي، وبدأت عملية تقصي حشري وتقصي وبائي لمعرفة الوضع البيئي بالمنطقة والأسباب التي أدت إلي ظهور هذه الحالات، وبدأت تتزايد الحالات حتى وصلت إلي 11 حالة حتى يوم 30 مايو وارتفعت إلي 15 حالة حتى يوم 1 يونيه، وكانوا محجوزين في ذلك الوقت في مستشفي حميات أسوان تحت العلاج والملاحظة، وخرج حتى الآن 13 حالة ولا يزال هناك حالتين تحت العلاج سيتم خروجهم غدا السبت أو بعد غد علي الأكثر.
وسألنا دكتور عزمي عن أسباب ظهور المرض في تلك المنطقة تحديدا؟
أسباب المرض
أجاب دكتور عزمي قائلا: تبين بعد البحث الاستقصائي أن هناك عدد كبير من السودانيين جاءوا إلي الجبل الشرقي بأسوان بشكل غير شرعي وكان يقيم بعضهم في القرية وبعضهم كان مصاب بالملاريا وعرفنا من أهل القرية انه قد يبلغ عددهم 1000 شخص حتى انه هناك منطقة بالكامل كانت تسمي قرية السودانيين.
وفي الوقت نفسه تبين من رصد الوضع البيئي أن هناك 4 أو 5 محاجر في الظهير الصحراوي لقرية العدوة التي ظهر بها المرض تحولت عبر الزمن إلي برك مياه راقدة محملة بيرقات البعوض الناقل لمرض الملاريا وكم من الهيش والبوص بمجرد اقترابنا منه في وسط القرية خرج كم هائل من البعوض في الهواء، وأول حالتين أصيبوا بالمرض كانا منزلهما مواجه لهذه للبرك.
كيف انتقل المرض
هذا البعوض له عدة سنوات ولكن لم يؤدي إلي نشر مرض الملاريا لكن عندما حضر هؤلاء السودانيين وبعضهم مصاب بالمرض انتقل المرض بالشكل الآتي: لسع بعض البعوض بعض السودانيين المصابين بالمرض فانتقل المرض إلي البعوض نفسه، وتقوم أنثي البعوضة المصابة بالملاريا بامتصاص دم الإنسان لتغذية بيضها وتقوم في الوقت نفسه بحقن لعابها الذي يحمل طفيل الملاريا في دم الإنسان التي تلسعه، وبذلك تكون وسيط بين الشخص المريض والشخص السليم وتخترق هذه الطفيليات الملوثة بالملاريا إلي دم الشخص السليم وتخترق جهاز المناعة وتتكاثر لتدخل إلي الدم حيث تتكاثر 1000 مرة مسببه انفجار في الخلايا فينطلق منها المزيد من الطفيليات التي تهاجم مزيد من خلايا الدم الحمراء في جسم الإنسان السليم وتستمر هذه الدورة حتى يتمكن الجهاز المناعي بفعل الأدوية من وقف العدوى أو حتى يموت المريض، ولكن نشكر الله أن البعوضة المسببة للملاريا في منطقة العدوة هي بعوضة "الانوفيلس" وهي بعوضة تسبب ملاريا حميدة ويوجد نوع أخر يسمي بعوض فرعوني وهذين النوعين متواجدين في أسوان والفيوم في منطقة أبشواي ومركز يوسف الصديق.
إجراءات وقائية
ومنذ ظهور حالات الملاريا الأولي تم عمل فحص عينات دم لكل أهالي قرية العدوة حولي 4300 فرد تم الانتهاء منهم اليوم الجمعة كما تم اخذ عينات عشوائية من القرى القريبة من قرية العدوة، كما قام المحافظ بوضع كل اللوادر وعربات النقل بالمحافظة لرش البرك وردمها للتخلص من يرقات البعوض حتى لا يتكاثر، كذلك تم رش حوائط المنازل بالمبيدات القاتلة للبعوض في جميع أنحاء القرية.
كما تم التنسيق مع وزارة الزراعة ووزارة الري للتعاون في ردم هذه البرك الراكدة بالمياه والمصارف الزراعية الراكدة.
الاستعانة بالكواشف
وبالحديث مع الدكتور هشام عطا رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان قال:
بمجرد أن علمنا بالحالات الأولي المصابة بالملاريا إستعناء بما يسمي بكواشف المرض عن طريق منظمة الصحة العالمية وهذه الكواشف تدخل ضمن نظام التحاليل لعينات الدم فيتم التعرض علي الطفيل المسبب لمرض الملاريا كذلك قمنا بتدريب الأطباء وفريق التمريض بمستشفي الحميات بأسوان في كيفية التعامل مع الحالات المصابة واستجابة الحالات للعلاج الدوائي في شكل أقراص معروفة علمياً للقضاء علي المرض ولأنها ملاريا حميدة استجاب المرضي للعلاج، ولم تظهر أي حالات جديدة منذ يوم الأحد الماضي.
حالات عارضة
وعلمنا من المسئولين بمكتب منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أن مصر ليست من المناطق الموبوءة بالمرض ولكن ينتشر مرض الملاريا في الدول الإفريقية وفي السودان وتقوم وزارة الصحة المصرية بمساعدة منظمة الصحة العالمية في شهر أكتوبر وشهر ابريل كل عام برش الحدود المصرية من ناحية السودان بمسافة 500 كيلو متر للتخلص من هجمات البعوض الناقل للمرض حيث تشتد كثافته في هذا الوقت كل عام.
التنقيب عن الذهب بعيد عن الرقابة
وعلمنا من بعض المصادر الموثوق بها بلجنة تقصي الحقائق أنهم اكتشفوا أن السودانيين الذين دخلوا إلي أسوان بشكل غير شرعي يقومون بالتنقيب عن الذهب في الجبل الشرقي بأسوان ومعهم عدد من أهالي أسوان دون معرفة الجهات الرسمية، وهذا احد أسباب دخولهم غير الشرعي إلي مصر.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:42:00 م. يندرج تحت تصنيف , , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية