كل عام وحضراتكم بخير

فايز فرح
مصر تحتفل الأحد القادم بعيد القيامة المجيد وفى اليوم التالى الاثنين 21 ابريل بعيد شم النسيم.
كل عام والمصريون كلهم بخير وسعادة وتقدم وازدهار، فأعياد المصريون واحدة مهما إختلفت ديانتهم لأنهم نسيج حضارى واحد، ثقافتهم واحدة، لغتهم واحدة، فلسفتهم فى الحياة واحدة، سمات شخصيتهم واحدة، لا تستطيع الفصل بينهم أو تعريف كل واحد منفصلا عن الآخر، وإنما التعريف الحقيقى والموضوعى والعلمى هو أن هذا الانسان مصرى ويكفى ذلك.
الاحتفال بعيد القيامة هذا العام له أهمية خاصة، فاذا كان عيد القيامة هو عبور من الموت الى الحياة، ومن اليأس إلى الأمل، فان مصر عبرت خلال هذا العام ومنذ ثورة 30 الماضى أيضا من الموت إلى الحياة ومن اليأس إلى الأمل، فقد كان حكم الاخوان هو الموت فعلا وحاولوا قتل كل جميل فى مصر، بل حاولوا تفكيك الدولة والقضاء عليها وتدمير حياتها وحضارتها، لكن كلام الانجيل تحقق فى القول: مبارك شعبى مصر، أرادوا لنا الشر والقتل والنهاية، وأراد الله لهم النهاية والكشف عن هويتهم الحقيقية فأصبحو الآن: جماعة إرهابية مكروهة من الشعب المصرى ومن كل شعوب العالم المحبة للسلام والباحثة عن الاستقرار واحترام الانسان لأخيه الانسان.
عيد القيامة هو أجمل الأعياد، واتمام رسالة السيد المسيح التى جاء من أجلها.
فى هذا العيد لابد أن يسأل كل منا نفسه عن حياته الخاصة وأعمال وعلاقته لالآخرين، وهل هو راض عن نفسه أم لا؟ وتستطيع أن تنتهز هذه الفرصة لتجدد نفسك وتغير من سلوكك اذا لم يعجبك، وتحاول أن تفتح قلبك للحب والتسامح والجمال، فان الحياة لا تستحق أن نغضب ونحقد ونتعارك ونترك الهموم تتسلل إلى أنفسنا وتقتلنا، فالسموم هموم.
حاول أن تكون جديدا فى هذا العيد ونشعر أن القيامة جعلت منك إنسانا جديدا.
أما شم النسيم فهو عيد الطبيعة والربيع والجمال والخروج الى الحدائق وشواطئ البحار والنهر، والتخلص من كسل فصل الشتاء إلى حيث العمل والانطلاق والتجديد.
شم النسيم هو عيد مصرى قديم ليس له شأن بالأديان، فهو قبل الأديان وبعدها والى آخر الزمان، وهو ان دل على شئ فانه يدل على مدى احترام وحب المصرى القديم للطبيعة، وهذا أحد أسباب الحضارة المصرية العريقة التى أبهرت العالم، وشم النسيم هو البوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل، وهو أول أيام الزمان، وبدء خلف العالم كما كان أجد ادنا يعتقدون، وكما يقول أستاذنا عباس العقاد فى كتاب: يوميات العقاد: كل محتفل بالربيع فى أوانه هو محتفل بصورة من صور شم النسيم، المصريون كانوا يقدسون من الخضر أصنافاً ثلاثة لعلها أغنى الخضر بالفيتامينات وهى الببصل والخس والثوم، فالبصل مأخوذ من الاسم المصرى (بسرو) وهو قربان محبوب فى الشعائر المصرية الفرعونية، ويدخل فى شعائر الاحتفال بالربيع، لأنه مع البيض من رموز الحياة والولادة، والثوم كانوا يقدسونه أيضا، أما الخس فيوصف بالحشيش المقدس كما جاء فى ورقة العلامة ( ايبرز) عالم المصريات المعروف، وهو من القرابين المستحبة عند إله النسل ويساعد علميا فى توليد الهرمونات. من الطريف أن العقاد كان يحب تناول الفسيخ فى شم النسيم، بل كان يصنعه بنفسه وعنه يقول: ( ليس فى الفسيخ من عيب، وإنما العيب فى أكله مع النشويات وفى الإفراط منه والاكثار من شرب الماء عليه.
وأنا أصنعه فى منزلى ولا أشكو منه كما يشكو الذين يسيئون أكله، لأنه من احسن الأطعمة وأغناها بمادة الغذاءز)..
هناك سؤال يفرض نفسه دائما فى هذه المناسبة وهو: لماذا يأتى شم النسيم فى اليوم التالى لعيد القيامة؟:
الحقيقة ان شم النسيم عيد مصرى قديم كما قلنا، وهو قبل مجئ المسيحية إلى مصر، وكان المصريون يحتفلون به كما نحتفل به الآن باحتفاء تام، وعندما دخلت وانتشرت المسيحية فى مصر كان شم النسيم يأتى أثناء الصوم الكبير إستعدادا لعيد القيامة، ولم يستطيع المصريون الاحتفال به كالعادة لأن الصوميمنعهم من تناول البيض والفسيخ والخروج للانطلاق إلى الطبيعة، وفكر الجميع فى تأجيله إلى اليوم التالى لعيد القيامة حتى يمكن الاحتفال به كما الماضى ويصبح العيد عيدين، واستمر الاحتفال هكذا حتى بعد أن دخل الاسلام مصر، بل وكان المسلمون من الحكام يشاركون الأقباط الاحتفال به كعيد مصرى قديم، وعند الفرس قديما مان هناك احتفال بعيد النوروز يعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ويقول الدكتور رمضان رمضان متولى فى كتابه:
(عيد النوروز عند الفرس) هو أعظم أعياد الفرس ويأتى فى 21 مارس أى مع بداية الربيع وفيه يلتمس الناس الراحة من عناء تعب العام وينغمسون فى الطعام والشراب والعزف واللهو والطرب، ويتناولون البيض الملون أيضا، وهو عيد للربيع يشابه شم النسيم فى مصر.
كل عام وأنتم بخير ومصرنا فى أمن وأمان والعالم كله فى سلام دائم.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 12:19:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية