هل تستنكرون أحكام القضاء ؟؟

عبدالحميد  شومان خبير حقوقي بلجنة السياسات 
بالنقابة العامة لمستشاري التحكيم الدولي
رغم أنني أمارس العمل الحقوقي منذ زمن لليس بعيد إلا أن العمل الميداني  يعلم الكثير بعيدا عن  الأكاديمية ورغم أن  الشجب  والإدانه هي أسهل ما  يقوله الحقوقيون إلا اننا لابد أن نكون منصفين ... وبقناعة أأكد أنه  أمام الأمن القومي لمصر  لا وجود لحقوق الإنسان .. ربما يغضب البعض وربما أحد يقول  يجوز .. وإن ما إستدعاني أن  اتحدث اليوم  هو استنكار بعض  الحقوقيين والمفكرين السياسيين صدور حكم محكمة جنايات المنيا بتحويل اوراق 529 متهما من جماعة الإخوان إلى مفتي الجمهورية ، وبين أصوات الرفض والتعليق على هذا الحكم القضائي أخذت أفكر في هؤلاء الذين لا يهتمون سوى بالشكل الخارجي لمصر أمام دول العالم ، وأن هذا الحكم القضائي قاسي على حد قولهم وأنه جاء في عجلة وسرعة دون أن تأخذ هيئة المحكمة الوقت الكافي للتحقق من الأدلة قبل صدور الحكم وأن دول العالم الخارجي سوف تعلق على هذا الحكم بأنه منافي لحقوق الإنسان ... واندهشت كثيرا عندما علمت بأن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى قد دعا مصر إلى إلغاء الحكم بالإعدام الذى صدر بحق هؤلاء المتهمين في قضايا قتل وتعذيب .. .وفي ضوء هذه التصريحات الإعلامية أود أن أشير إلى أن هؤلاء قد أغفلوا بعض الأمور المهمة:
أولا: لا تعليق على أحكام القضاء بالتأييد أو الرفض فالقضاء محصن عن إبداء الرأي ووجهات النظر أنه قانون يطبق على الجميع ولا مجال فيه لإستطلاع رأي الجمهور.
ثانيا: تنتقدون القضاء وتتهمونه بالتسرع في إصدار الأحكام وأنتم بالأمس كنتم تنتقدونه وتتهمونه بالبطء في الحكم على العديد من القضايا ، بل ولقد أتخذ البعض من صفحات الفيس بوك سخرية لبعض القضايا التي لن يتم الحكم فيها حتى يموت جميع أسر الشهداء.
ثالثا: التدخل في أحكام القضاء يقلل من هيبة مصر أمام العالم الخارجي وإذا كنا نحن كمصريين نشكك في احكام قضائنا فماذا ننتظر من الدول الخارجية ؟ ولماذا نفتح المجال لكل من لا شأن له التدخل في أمورنا الداخلية ؟ لم نسمع قط في تاريخ القضاء بالعالم أن هناك شعوبا تنتقد قضاتها بسبب وبدون سبب كما هو الحال في مصر.
رابعا: وأنتم يا من تنادون بتحقيق السلم الإجتماعي والأمان والإستقرار كيف يتسنى لكم تحقيق ما ترغبون فيه دون وجود قانون رادع ونظام يطبق على الجميع، من هو الحاكم الذي سوف يتمكن من إدارة شؤون مصر وسط هذه الفوضى وزيادة الإجرام والإرهاب .. إذا غاب القانون تشتكون وتنادون بالحق في الأمن الإجتماعي والقبض على الجناه ، وإذا طبق القانون ترفضون وتعلقون وتحبطون من يريد أن ينقذ هذا المجتمع من خطر الدمار والإرهاب.
أراكم لا تعلقون عن حادث قتل الشهيدة ماري جورج التي تم قتلها على يد أنصار جماعة الإخوان الإرهابية أثناء مظاهراتهم فى منطقة الألف مسكن بنحو 15طعنة بعد خنقها وحرق سيارتها ، والشهيدة ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور التي ذهبت لتغطي المظاهرات فقتلوها .
ما رأيكم فيما يحدث كل يوم من هذه الجماعة السلمية ألازلتم تعتقدون أن حكم الإعدام هو حكم ظالم لهؤلاء ؟ ألا زلتم تناقشون أسباب ودوافع أحكام القضاء؟ أراكم تتعاطفون مع الجناه ولا تشعرون بأي شفقة إزاء هؤلاء الضحايا الذين يزداد عددهم يوم بعد يوم حتى غسلت دمائهم شوارع مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ..
إنكم تدعمون الإرهاب وتساعدون على إنتشار الجريمة في الشارع المصري ، وإذا لم يكن هناك ضبط إجتماعي لهذه الأمور ستعم الفوضى على البلاد ووقتها لن يفيدكم النقد والتعليق على أحكام القضاء. أتركوا القضاه يعملون ويصدرون أحكامهم وفقا لما يتوافر لديهم من أدلة وبراهين قاطعة ، وليس وفقا لآراء فردية ، إن الحفاظ على أمن واستقرار مصر الداخلي أهم بكثير من الحفاظ على الصورة الخارجية لمصر ، القضاة لم يخطأوا بل الإرهابيون هم من أجرموا في حق أنفسهم وفي حق مجتمعهم .. القضاة لن يهدموا صورة مصر بالخارج ، ولكن الإرهاب وسفك الدماء البريئة هي التي ستقضي على أي صورة إيجابية لمصر بالخارج، والدليل على ذلك هروب معظم السائحين من مصر وإتجاههم لدول أخرى أكثر أمانا واستقرارا لهم .
إننا نرفض أي تدخل في الشأن الداخلي لمصر وسيظل القضاء المصري رمز العدالة التي ينشدها المظلوم والتي يبتغيها لينال حقه، حتى لا تتحول مصر لغابة يسود فيها قانون البقاء للأقوى.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 1:54:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية