بطل من ورق اسمه الجمعـيات الأهـلية وأنشطتها (سمك لبن تمر هندي)

بقلم/ عبدالحميد شومان
المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية لأي وطن يراد بناؤه، وقد وصلت المجتمعات الغربية لما هي فيه من رخاء ووفرة خدمات ووعي نتيجة تفعيل وانتشار الجمعيات الأهلية هناك بمختلف نشاطاتها.
علي الرغم من وجود 45 ألف جمعية أهلية في مصر، فإن عمل هذه الجمعيات لا يظهر في خدمات أو مشروعات لخدمة المجتمع بشكل كاف، وعن دور كل هذا الكم من الجمعيات الأهلية في مصر نتخدث عن بعض النقاط ونطرح أسئلة ربما تجول بذهن البعض منا .. فمثلا ربما يتساءل أحد قرائي..بداية - كم عدد الجمعيات الأهلية في مصر
لدينا 45 ألف جمعية تعمل في كل المجالات الخيرية والتنموية والحقوقية، وأأكد أن من أهم المشاكل عدم وجود معلومات دقيقة عنها، وعدم التمكن من متابعة هذه الجمعيات وهذا نتج عن أن الاتحاد العام للجمعيات الأهلية  منزوع منه معظم أدواته وآليات عمله وصلاحياته، خصوصا أن الاتحاد أنشئ عام 69 في فترة كانت الحكومة والدولة اشتراكية تهيمن علي كل مؤسسات الدولة، وكان دائما يرأس الاتحاد وزير سابق أو رئيس وزراء سابق، ولكن اليوم ولأول مرة يتم تعيين شخص من المجتمع المدني..  وعلي الرغم من تغير التوجه الاشتراكي في الدولة فلم تتغير آليات الاتحاد في التعامل وظل علي سياسياته وصلاحياته منذ 69 وظل المسيطر الأول علي الجمعيات هو وزارة التضامن الاجتماعي، وهى المنوط به فقط تسجيل الجمعيات ومتابعتها ومراقبتها إلي آخر الصلاحيات، بالتالي المعلومات كلها عندها ولا يتاح للإتحاد التوصل لتلك المعلومات إلا تفضلا منها، فلإتحاد الجمعيات ليس جهة منح أو منع وهذا ما يجب أن يتم تغييره، خصوصا بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو إذا كنا نريد التطوير وتفعيل المجتمع الأهلي، لدرجة أن تلك السلبيات هي ما تؤخذ علينا في الخارج أن المجتمع المدني في مصر لا يدير نفسه، وإنما تديره الحكومة، لذلك يجب أن يكون الإتحاد العام للجمعيات الأهليه الجهة الوحيدة لتنظيم ومتابعة الجمعيات ويتوقف دور الحكومة علي المراقبة والتفتيش.
  أما عن تصنيف  الأنشطة للجمعيات الأهلية في مصر
للأسف هذا من ضمن سلبيات الاتحاد، حيث لا توجد قاعدة بيانات دقيقة لتصنيف نشاطات كل جمعية ووضع تصنيفات عامة تتبعها، وهذا ما يجب أن يقوم به الإتحاد ليكون التعامل مع الجمعيات أسهل، حيث تجمع النشاطات المتشابهة في حزم، ولذلك يجب علي الجمعيات بالتخصص وليس كما يعملون الآن (سمك لبن تمر هندي) فهو أسوأ شىء يواجهه العمل الأهلي في مصر فتجد الجمعية لديها نشاطات في كل المجالات، ومن وجهة نظري أن الموضوع متعلق بحماسة ونية طيبة، ولكنه عكس معايير النجاح المعروفة والجمعيات يجب أن تعي أن التخصص هو سر النجاح وسيكون مردودها علي المجتمع أكبر وأعمق.
 وعن مستقبل العمل الأهلي في مصر
أتمني أن أجد في كل شارع جمعية أهلية تخدم أفراد هذا الشارع وحلمي الكبير  ان في مصر نحو 50 ألف مدرسة تقريبا  كذلك أحلم أنا  بأن  كل مدرسة تشهر جمعية أهلية لخدمة المنطقة المحيطة، ولكي يتفهم ويشارك الطلاب في العمل التطوعي والتبرع للغير وترسيخ الوطنية لديهم من خلال حملات نظافة ومساعدة المرضي والمسنين وتجميل المنطقة وحصر للفقراء أو تعلم مهنة أو موهبة، وهي تجربة تمت بالفعل في مدرسة في بشتيل بالجيزة، وأدعو أن تعمم التجربة، ، وسوف يكون تأثير هذا الأمر مهما جدا للوطن، ويجب أن تعود مصر إلي الاهتمام بأصحاب الحرف وتسليط الضوء علي القري المتميزة في صنعة معينة مثل كرداسة وغيرها وتشجيع هذا الأمر لتكوين قري نموذجية تتكفل بنفسها بمساعدة الجمعيات الأهلية.
-وعن محافظات الصعيد المهملة من الدولة هل هي كذلك من مؤسسات المجتمع المدني
محافظات الصعيد قد تكون مهملة علي الجانب الحكومي، ولكن علي جانب الجمعيات الأهلية فالحقيقة أنها الوحيدة التي تعمل لحل مشاكل المجتمع هناك والمواطن الصعيدي، ولكن فجوة إهمال الحكومة ضخمة جدا في الصعيد ولا تستطيع الجمعيات مهما كثر عددها أن تسد كل هذه الفجوة من نقص الخدمات والإمكانات، ولو قلنا إن الحكومة تضع 70 % من إمكاناتها في العاصمة والدلتا و30% من مجهودها في الصعيد فإن الجمعيات تعمل العكس تشتغل 70% هناك و30% هنا ولولا الجمعيات لكان الوضع هناك أصعب بكثير، وعموما نحاول أن نشجع أي عمل أهلي في محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية المحرومة من الخدمات والتنمية.
وأخيرا ماذا نريد من الجمعيات الأهلية ..
الجمعيات الأهلية يجب أن تكون علي قدر المسئولية ولو في نشاط واحد وليس بالكثرة .. وأنا مازلت أأكد علي أن  للجهاز المركزي للمحاسبات عليه  دور كبير في الرقابة علي  الجمعيات وعلي وزارة التضامن مراعاة التخصصية  والحث علي العطاء  وأن لا تصدر اي اشهار جمعية الا بعد بحث مستوفي عن  الأعضاء المؤسسين  لأنه في الغالب يكون شخص واحد والبقية هم أهله وأقاربه حيث يقوم بعمل المحاضر وجميعهم موافقون  حتي بدون علمهم .ولهذا أقول الجمعيات الأهلية بطل من ورق. نريده بطلا فولاذيا من خلال إتحاد قوي يسأل ويحاسب مش كده ولا إيه .






الكاتب صوت الناس الاخبارية on 3:32:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية