الطفلة مريم تغتال مرتين

فايز فرح
فى مسلسل جرائم الإرهاب الأسود، الذى تمثله جماعة الإخوان المسلمين أغتيلت الطفلة مريم، الملاك الطاهر التى كانت تلعب وتلهو أثناء حفل زواج بكنيسة السيدة العذراء بالوراق، أطلقت عليها ثمانى رصاصات من شياطين لا يعرفون الله ولا المثل العليا ولا القيم الأخلاقية والإنسانية وماتت الطفلة فى الحال غارقة فى دمها البرىء من كل ما يحدث حولها، أصبحت مريم شهيدة ضمن شهداء الإرهاب الأسود.
بعد أيام أغتيل طفل أخر برىء هو محمد فى العمرانية بالجيزة، نفس الأيادى الملوثة والملطخة بالدماء لجماعة الإخوان الشياطين، يغتالون البراءة والطفولة فى كل مكان، لا يهتم القتلة الإرهابيون بهوية أو دين من يقتلون بل هم يمارسون شهوتهم فى القتل وسفك الدماء وحسب، تماما كالحيوانات المفترسة التى لا عقل لها.
إن الشياطين تخجل من أعمال وجرائم هؤلاء السفاحين السفلة، لكن عدالة السماء لن تتركهم يتمادون فى جرائمهم وغدا لناظره قريب.
مصر كلها الشعب الواحد، والنسيج الواحد خرجت تشيع جثمان الطفلة مريم، والطفل محمد، الجميع بكوا وحزنوا واقتحم الحزن قلوبهم على الطفولة المعذبة والأطفال الأبرياء الشهداء.
بعد الحادث تفضل محافظ القاهرة وصرف مبلغ خمسة آلاف جنية لعائلة الطفلة مريم، ثم تفضل وزير التربية والتعليم بصرف مبلغ خمسين ألف جنية لعائلة الطفل محمد، وتعجب الناس وإندهش القوم وتساءل الجميع: لماذا صرف وزير التربية هذا المبلغ للطالب الصغير ولم يصرف للطالبة الشهيدة؟ هل تدخلت قيم البنت والولد، أو الذكر والأنثى فى الموضوع؟ وحتى لو طبقت تلك القيم فإن الأنثى لها النصف فلماذا لم يتفضل الوزير مثلا بصرف 25 ألف جنية لعائلة مريم؟! أم أن الموضوع بصراحة كده؛ لأن محمد مسلم ومريم مسيحية؟ وأنا أشك كثيرا فى هذه المقولة وهذا التفسير لأنى أعتقد أنه لا يمكن لسيادة الوزير أن يفكر بهذه الطريقة المتعصبة المتخلفة؟! الناس تسأل وتسأل ولا أحد يجيب، وهل هذه مصر بعد ثورتين شعبيتين تظلم طفلة بريئة بعد موتها؟ المهم أن المبلغ الذى يمنح لأهل أى شهيد سواء كان خمسة آلاف أو خمسين ألفا، أو حتى ملايين الجنيهات لا تشفى غليلا ولا تطفىء نار الحزن الذى يتركه إستشهاد أى مواطن فى أهله وأقاربه وأصدقائه، وبخاصة إذ كان الشهيد طفلا بريئا لا يعرف شيئا ولم يرتكب ذنبا.
إغتال الإرهاب الأسود الطفلة مريم داخل الكنيسة، ثم إغتالها السيد وزير التربية والتعليم عندما عامل الطفل الشهيد البرىء محمد معاملة خاصة ومنح عائلته مبلغا كبيرا من المال دون أن يمنح أهل الطفلة مريم الشهيدة البريئة نفس المبلغ.
هكذا تم إغتيال مريم مرة ثانية بسبب إختلاف المعاملة.. لا شك أن هذا الذى يحدث فى مجتمعنا من التفرقة بين الناس على أساس الجنس أو الدين أو المستوى الإجتماعى هو السبب الرئيسى لتخلفنا عن ركاب الحضارة العالمية أو الإنسانية، حتى على مستوى الدولة والوزراء والمسئولين! والغريب والعجيب فى نفس الوقت أن يحدث هذا بعد الثورتين المجيدتين ومع شهداء أبرياء من الأطفال!!
إننا لن نكون دولة مدنية وطنية حرة ديمقراطية كما نتمنى أن نكون، وكما طالب ثوار الثورتين 25 يناير و 30 يونيو الذى بلغ عددهم حوالى 30 مليون مصرى ثورى من شتى الطبقات و أطياف المجتمع، لن نكون كذلك إلا إذا تعلمنا التسامح وابتعدنا عن التعصب البغيض فى صوره المختلفة والمتباينة، من تعصب ضد الدين، أو ضد الجنس، أو ضد اللون، أو ضد الموطن، صعيدى أو بحيرى أو شرقاوى أو جيزاوى.
لابد أن يساهم رجال الدين فى المسجد والكنيسة ورجال التعليم، ورجال الإعلام، والمشرفين على النوادى والجمعيات والتليفزيون فى نشر فلسفة التسامح والحب بين أبناء الشعب الواحد، وعمل برامج مشتركة بين أبناء الشعب لتأكيد هذا الحب من رحلات ومسابقات وندوات وحفلات وغير ذلك.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:27:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية