مولانا مرسي

الأمير كمال فرج
وقف رجل أندونيسي في مقطع مصور يهدد، ويتوعد الفريق أول "عبدالفتاح السيسي"، ويقول أنه لن يترك "رابعة" إلا بعودة "مولانا مرسي".
بالطبع لفت انتباهي وجود متظاهر أندونيسي في مصر، .. ماالذي جاء به إلى هنا؟، وجنسيته واضحة من شكله، وأيضا قوله أنه "أندونيسي ومصري".
 وأثار ذلك في نفسي هواجس "تجنيس" الأنصار والمؤيدين، الذي تردد أن التنظيم الدولي المجنون فعلها، وكيف لا؟ ، وهو يؤمن بـ "الخلافة" ومعناها الشعبي "زيتنا في دقيقنا"، فيأتي اسماعيل هنية ليكون رئيسا لوزراء مصر، وفقا لأمنية "المرشد"، ويروح المصريين في ستين داهية .. لا يهم.
 ولكن ما لفت انتباهي أكثر هو تعبير "مولانا" الذي خلعه الإخواني الأندونيسي على الرئيس السابق محمد مرسي.
في إحدى الصور التي نشرتها الوكالات سيدة منتقبة تحمل "بوسترا" كبيرا لمولانا مرسي، ومكتوب تحتها بالبنط العريض "ماهو السر الذي بينك وبين ربك". وهي عبارة خبيثة هدفها خداع البسطاء بقدسية خليفة المسلمين الجديد، . إنهم يريدون منح رئيسهم مكانة عالية، وأقصر الطرق لذلك "الشرعية الدينية"، ولكنها هذه المرة زادت حبتين ، فقد بلغ بهم الشطح لادعاء الحصول على شرعية  منْ مَنْ ؟ . من الله .. أستغفر الله العظيم.
تتماهي تلك العبارة التي تحملها المنتقبة ، مع الكثير من الادعاءات التي ظهرت من أنصار "الإخوان" والتي تهدف كلها لرفع المواطن البسيط "مرسي" إلى مرتبة أعلى من البشر، مرتبة تشبه مرتبة أولياء الله الصالحين، وأحيانا أعلى ، والعياذ بالله .
على مسرح إشارة رابعة ادعى أحدهم أنه رأى "رؤية" يدعي فيها أن الرسول الكريم قد طلب من "مرسي" أن يؤمهم في الصلاة، ورؤية أخرى تدعي أن الرسول الكريم ومرسي ناما على "رجل" الرائي، أي والله.
شحط آخر وقف على مسرح "رابعة" الذي ظهرت عليه الأعاجيب والمعجزات يدعي أن "جبريل" كان في مسجد "رابعة العدوية"، وأكد ثالث أن من يشكك في عودة مرسي كمن يشك ـ والعياذ بالله ـ في الله.
"مفتى الإخوان" كان يجب أن يدلي هو الآخر بدلوه، فبشر المصريين برؤيا تدعي أن محمد مرسي هو محمد الثالث الذي سيحرر القدس.
وفي الأيام الأخيرة قبل السقوط، أعلن "مرشد الإخوان" محمد بديع فتوى خطيرة، وهي أن "عزل مرسي أشد عند الله من هدم الكعبة".
وبعد ثورة 30 يونيو 2013، وإسقاط مرسي، وتحويله إلى "الجنايات"، استمرت حملة الخداع والتزييف، فنشر واحد محشش صورة يدعي فيها أن وجه "مرسي" ظهر على القمر، بينما نشر آخر هارب من مستشفى المجانين صورة شجرة يدعي أن صورة مرسي ظهرت عليها.
لقد بنى تنظيم الإخوان نفسه على جهل فئة من المصريين، وتدينهم الفطري بصفة عامة، وانجذابهم لأي شعار ديني، وقد نجح هذا الأسلوب في البداية، في عصر الشعوذة وأحجية الوقاية من الجن، وحكايات زواج الإنس والجن، والربط ليلة الدخلة، وهي الثقافة الشعبية التي كانت سائدة في المجتمع على مدى القرن الماضي،  ولكن اليوم مع انحسار الجهل، وانفتاح الفضاء، وتدفق المعلومات، تعلم الناس، وأصبح من الصعب أن تقنع الناس بسطوة "عفريت".
ولكن لأن "الإخوان" لا يملكون قيمة، أو فكرة أو مشروعا مقنعا يقدمونه للناس، استمروا في التجارة بالدين.
 حتى عندما حصلوا على "فرصة العمر" وتولوا الحكم . لم يدركوا أن "العمل السياسي" يختلف تماما عن لعب الشوارع، وأن للحكم أدواته المختلفة تماما عن أسلوب الفهلوة الدينية.
تحطمت أسطورة "الإخوان" على أرض الواقع، وأدرك الشعب أنه أخذ أكبر "مقلب" في تاريخه، وأن "أصحابنا" لايعترفون بـ "الديمقراطية"، وأنهم يعدون العدة للحكم 500 سنة كما قال مرسي نفسه، .. ليس ذلك فقط، ولكن اكتشف المؤامرة الجهنمية التي كان "الأباعد" ينفذونها ضد الوطن.
إذا كان العرف الاجتماعي يجيز هذا النوع من "الشعوذة"، ولايعاقب عليه، في مجتمع لازال يتأثر بالدجل، فإن السياسة لايمكن أن تقبل به.
أتمنى أن ينص دستور ثورة 30 يونيو على بنود تمنع وتجرم هذا التجديف السياسي. هذا ما نملكه الآن . أما مالا نملكه فهو تغيير ثقافة شعب يسهل خداعه وتحريكه بالشعارات الدينية الكاذبة.l

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 2:58:00 م. يندرج تحت تصنيف , . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية