الأمل والنهوض للمستقبل المشرق..

 

بقلم/المستشارطه حسين ابوماجد

كل مامن حولنا يبحث عن مستقبله لايريد ان يقف مكتوف اليدين ازاء حاضره مكبلا بماضيه
فالأرض الجرداء تكظم صبرها حتى ينزل المطر عليها ...فأذاسالت وديانها بالامطار اهتزت وربت
وانبتت من كل زوج بهيج ..وهذاهو مستقبلها الأخضر الريان السعيد الذى تتمناه
والليل مهما بدا طويلا ثقيلا مدثرا بعباءته السمكيه السوداء فان الكون يمنى النفس بنهار رفرفا مشرقا عذب ندى جميل
تتفتح فيه اساريرالحياه والكائنات ..فالغد المشرق مستقبل والخريف الذى تتعرى أشجاره من خضرتها اليانعه وثمارها الشهيه
وازهارها البهيه يبدو للناظر كهياكل عظيمه ناشزه توحى بالموت والانتهاء لكن الحدائق والرياض والمزارع والبساتين تؤمل
نفسها بمستقبل ربيعى زاهر مثمر تعود فيه بسمة الحياه
والفلاح الذى يمضى أوقاته تحت الشمس الاهبه وتحت سياط البرد القارس انما يدفعه مستقبل موسمه العامر بالغلال لتحمل هذا
العذاب المستعذب
فالموسم مستقبله الضاحك الغنى العطر ..والأم التى تنتظر تسعة اشهر بلياليها ونهاراتها وحملها الثقيل الذى يوهن بدنها وما تعانيه من مصاعب يتجمع مستقبلها كله فى رؤية وليدها المنتظر النور انها تولد بولادته ولولا ايمانها بالمستقبل المحفوف بالأمل لما عانت متاعب الحمل ولاكابدت الم المخاض وحتى الدجاجه التى ترقد على بيضاء اياما معدودات يحدوها الأمل فى ان ترى صيصانها بألوانها الزاهيه يدرجن من حولها مزقزقات
وأنت تقضى عام كاملا على مقاعد الدراسه للتقدم خطوه نحو المستقبل وفل كل عام تتجه صوب مستقبلك العلمى والعملى شوطا اخر
هذا هو الكون تطلع الى المستقبل كله يغمره الى التفاؤل وان المؤمل وان كان غيبا لكنه سيأتى حاملا بين طياته السعد والرحمه
والبركه ولذا قيل " تفاءلوا بالخير تجدوه "
فكم من مريض نام ليلته وهويمنى النفس بالشفاء وكم من صاحب هم بات وهويرجو أن يطلع الصباح بما يفرج همه
وكم من مشكلة عويصه داخ صاحبها لكنها لم يعدم الامل فى ايجاد الحل المناسب لها ولكن قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم
"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب" وقوله تعالى "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"
وباطمئنان نقول لولا التفكير بالمستقبل والتطلع نحوه لتوقفت عجلة الحياه عن الدوران ولجفت ينابيع الحركه فى الكائنات
ولتحول الكون الى مقبره واسعه وقال رسول الله صلى الله عليه سلم
"الامل رحمة لأمتى ولولا الأمل ماوضعت ماوضعت والدة ولدها ولا غرس غارس شجرا"
وفى النهايه اقول الأمل هو الذى يجعلنا نعمل وذلك من اجل مستقبل يحمل لنا الخير