الكويت والعراق إلى أين؟


خالد احمد الطراح
 مشكلة الكويت مع العراق ليست حدودية او مالية بقدر ما هي وجدانية.. لأن الاصوات المناهضة للكويت ما زالت تنطلق من العراق ولا يحلها العمل الدبلوماسي.
أعود لموضوع العلاقات مع العراق، فليس خروج العراق من البند السابع وانهاء ملف التعويضات وتسوية نزاع الخطوط الكويتية والعراقية وصيانة العلامات الحدودية هي المعضلة بيننا وبين الاخوة في العراق، القضية اكبر من ذلك او بالأحرى اكثر تعقيداً! ان العلاقات مع العراق منذ سقوط نظام صدام لم تتعاف بشكل كامل وصحيح، حيث ان البرلمان العراقي ما زالت تنطلق منه اصوات مضادة للكويت، وبعضها حاد ومتطرف، وكذلك الحال في الشارع العراقي وتحديدا في الصحافة، وهذه مؤشرات لا تبعث على الارتياح وينبغي اخذها على محمل الجد وتحليل اسباب هذه النزعات المضادة للكويت، بالرغم من ان الكويت اتخذت موقفا تاريخيا بفتح سمائها وارضها لقوات التحالف حتى يسقط نظام صدام، وعلى الرغم من ذلك فان الكويت لم تجن حتى اليوم ثمار هذا الموقف، ومن الواضح ايضا ان هناك جماعات في العراق والمحيط الاقليمي مازالت تسعى الى تشويه مواقف الكويت وسياستها.. والمسؤولية بصراحة تقع على عاتق الكويت، فقد تجاهلت الاعداد للوضع في العراق ما بعد صدام وما اسفر عنه من مستجدات وتطورات سياسية ومذهبية، وتخيلت الحكومات المتعاقبة ان انهيار صدام سيأخذ معه كل الاصوات النشاز والمضادة للكويت، وهذه حسابات متواضعة وغير موضوعية. الكويت للأسف استهانت بأهمية العمل على تهيئة اجواء صحية، وتناست ان الماكينة الاعلامية الصدامية اثرت في اعماق الوجدان العراقي، وان الشعب ضحية، حيث لم يكن امامه خيارات سوى الخضوع لما يروجه نظام صدام. ومما يحضرني مجموعة مقترحات تم تقديمها الى وزارة الاعلام للاعداد الاعلامي لما بعد صدام، بحيث ان يتم التعاون مع كل الاطياف السياسية العراقية بهدف تنقية الاجواء وتبني خطاب سياسي واعلامي يساعد ذاكرة المواطن العراقي على التطهر من تأثير اعلام صدام، للأسف لم يجد المقترح له تأييدا. واقتراح آخر يتلخص في ان تتبنى الكويت وعلى نفقتها اعادة مكتبة العراقيين في المهجر من مفكرين وفنانين من اجل ان يلتئم شمل المثقفين العراقيين تحت مظلة واحدة باسم الكويت، وهذا المقترح ايضا لم يجد له آذنا صاغية!
ان العلاقات مع العراق ما زالت بحاجة الى عمل اعلامي منظم. اننا بحاجة الى التعاون مع اشقائنا العراقيين على المستوى الاعلامي وايضا على مستوى مؤسسات المجتمع المدني، كما عملنا معا في مواجهة نظام صدام، حيث انطلقت آنذاك مشاريع وخطط كان لها بالغ الاثر السياسي من عواصم مختلفة، واليوم ما زالت الفرصة امامنا للعمل من قلب العراق، فالعمل الدبلوماسي وحده لا يكفي.

الكاتب Unknown on 3:03:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية