البدائل تضيق أمام الإخوان

عماد الدين حسين
ماذا تملك جماعة الإخوان غير الحشود السلمية فى الشوارع؟!
لا أحد يملك إجابة شافية، البيانات الرسمية تقول إن كل تحركاتها ستكون سلمية، لكن بعض قادتها أيضا أو المحسوبين عليها، أو المتحدثين على منصتها فى اعتصام رابعة العدوية، يهددون بمفاجآت وخطوات تصعيدية لإعادة محمد مرسى، لم يفصحوا عنها بالطبع.
السؤال بطريقة أخرى هو كيف ستحقق جماعة الإخوان مطالبها على أرض الواقع؟!.
الجماعة ومنذ الثالث من يوليو لجأت إلى الاعتصمات الكبرى فى رابعة العدوية ثم ميدان النهضة، ومنها تخرج مظاهرات إلى أماكن مختلفة إضافة بالطبع إلى أماكن حيوية فى بقية المحافظات.
أجهزة النظام الجديد بدأت تتكيف مع هذا الأمر، وتراهن على عامل الوقت حيث تعتقد أن المعتصمين سيعودون إلى بيوتهم فى وقت ما إن آجلا أو عاجلا. الإخوان حاولوا كسر القاعدة مرتين وجاء الرد شديدا، فى المرة الأولى عندما حاولوا الوصول لنادى الحرس الجمهورى كانت الخسائر الفادحة. وفى المرة الثانية عندما حاول الإخوان التمدد واحتلال أماكن جديدة مثل ميدانى رمسيس والجيزة تدخلت الشرطة لمنع ذلك مدعومة بخليط متنوع من المواطنين.
رهان الإخوان كان شل حركة البلد بأكمله عبر قطع الطرق الرئيسية والميادين وتعطيل المواصلات، لكن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن. صحيح أن الإخوان نجحوا فى تعطيل جزئى لطرق داخل العاصمة، ونجحوا أيضا فى إصابة بعض الناس بالزهق والقرف، لكن الأصح أنهم كسبوا عداوة قطاع كبير من المواطنين لم يكن لهم علاقة بالسياسة. إذن ما هو المتاح أمام الإخوان فى الفترة المقبلة غير استمرار الاعتصام والمسيرات فى بعض الشوارع والميادين الرئيسية؟!.
السلطة الحالية تستطيع التعايش لشهور مع هذه الصيغة المتمثلة فى وجود الإخوان فى أماكن محددة، لكن المشكلة أن هذا السيناريو لن يقود إلى تطور دراماتيكى يحقق بعضا من مطالب الإخوان مثل الإفراج عن محمد مرسى أو إعادته للسلطة أو حتى تحسين شروط العملية التفاوضية للحصول على مخرج آمن.
فى هذه الحالة لن يكون أمام الإخوان إلا اللجوء إلى العنف ليس حبا فيه بالضرورة، لكن ربما لأنه المخرج الوحيد ــ من وجهة نظرهم ــ لإحداث اختراق ما. وهنا يمكن فهم التهديد بتسيير مسيرات ضخمة على غرار ما حدث فى 28 يناير 2011 واقتحام منشآت حيوية مختلفة مثلما حدث امس أمام مجلس الوزراء، لكن هذا  الأمر محفوف بتصدى الأمن وبعض المواطنين لهم، الأمر الذى ينذر بحمامات من الدم.
هذا الخيار سيكون بالطبع أقرب إلى المغامرة، فإما أن ينجح فى إقناع السلطة الحالية بالاستجابة لمطالبهم، أو تزيد كمية الدماء المراقة فى الشوارع فتقود بدورها إلى استدراج ضغوط محلية ودولية على السلطة القائمة للبحث عن صيغة للتفاهم.
فى كل الأحوال لن يستطيع الإخوان أن يستمروا فى الاعتصام إلى ما لا نهاية.. لكن أحد الحلول المثلى أن تبادر السلطة الجديدة بتقديم حل يحفظ ماء وجه الإخوان خصوصا شبابهم، حل يقنعهم أولا أنه لن يجرى التنكيل بهم، وثانيا أنهم سيمارسون دورهم السياسى الطبيعى.

هذا الحل هو الوحيد الذى سيجنب مصر أى صدامات عنيفة محتملة.

الكاتب صوت الناس الاخبارية on 5:15:00 م. يندرج تحت تصنيف . يمكنك متابعة هذا الموضوع عبر RSS 2.0

المتابعون


hit counter

الأكثر قراءة

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - Designed by SimplexDesign تعريب و تطوير نيوز سبارو للخدمات الإعلامية